هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مركز دراسات أمريكي، إن الإمارات لها دوافع غير معلنة من التطبيع الرسمي مع الاحتلال الإسرائيلي، بخلاف مزاعمها التي أوردتها على مدار الأيام الماضية.
وبحسب "مركز السياسة العالمية" المختص بالسياسات الأمريكية الخارجية، وسياسات الدول الإسلامية، فإن الهدف الأول لهذه الاتفاقية هو أن تضع الإمارات الاحتلال الإسرائيلي خلفها لمواجهة أي خطر قادم من تركيا أو إيران.
مركز الدراسات الأمريكي وفي مقال ترجمته "عربي21" لمدير التطوير التحليلي لديه، كامران بخاري، أوضح أن تطبيع الإمارات لا علاقة له إطلاقا بالقضية الفلسطينية، بخلاف مزاعم أبو ظبي أن أحد أهداف الاتفاقية وقف الاحتلال ضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن.
طمع بالقيادة
وبحسب بخاري فإن أحد أهداف الإمارات من التطبيع، الطمع بلعب الدور القيادي في المنطقة بدلا من السعودية.
ولفت إلى أن الإمارات مدركة بأنها لن تستطيع إحداث أي تغيير في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ويرى التقرير أن طموح أبو ظبي بقيادة المنطقة اصطدم بالأسلوب الأمريكي التقليدي الذي يعتمد بشكل أكبر على اللاعبين الإقليميين الكبار، مثل السعودية، وبالتالي قفزت الإمارات نحو العلاقة الرسمية مع الاحتلال لتجاوز هذه النقطة.
فمنذ أيام إدارة باراك أوباما، اتخذت السعودية سلسلة من التحركات السياسية الخارجية من جانب واحد، لتعزيز دورها كقائدة للعالم العربي، إلا أنها وبعد ثورات الربيع العربي أثبتت عدم فاعليتها في لعب هذا الدور، لا سيما بعد وصول الأمير الشاب محمد بن سلمان إلى ولاية العهد.
حاولت الإمارات ببطء ملء هذا الفراغ في القيادة الإقليمية العربية، كما يتضح من تدخلاتها في سوريا واليمن ومصر وليبيا، وأماكن أخرى.
إيران وتركيا
بخلاف المعلن، يرجح بخاري أن يكون وزير خارجية أبو ظبي عبد الله بن زايد، أبلغ نظيره الإيراني محمد جواد ظريف باتفاقية التطبيع، خلال اتصال عبر تقنية الفيديو قبل أربعة أيام فقط على الخطوة الإماراتية التي لم تسبقها فيها أي دولة خليجية.
يقول التقرير إن أبو ظبي عززت علاقاتها الاستراتيجية مع إيران، رغم سياسة الضغط والعقوبات القصوى التي تفرضها عليها واشنطن.
بخاري ذكر أنه وبرغم الغضب الإيراني المعلن، إلا أن طهران ربما ترى في الخطوة الإماراتية مصلحة لها، إذ من الممكن أن تصبح أبو ظبي وسيطا بين الإيرانيين والإسرائيليين مستقبلا.
ويقول إن الفائدة الإماراتية من الوساطة بين الاحتلال وإيران، هو سحب هذا الدور من سلطنة عمان، التي تحظى بعلاقة جيدة مع كافة الأطراف المتصارعة بالمنطقة.
أما بالنسبة لتركيا، فإن الإمارات تعتبر تطبيعها مع الاحتلال جدار حماية لها داخليا وخارجيا أمام طموحات أنقرة.
وأضاف بخاري: "بعبارة أخرى، يشعر الإماراتيون بالقلق من دخول تركيا إلى العالم العربي أكثر من قلقهم من إيران".
ويفسّر التقرير هذه النظرة الإماراتية بالنظام الطائفي الذي يحكم إيران، والذي يجعل من تغلغله في دول أخرى من العالم العربي غير سوريا والعراق ولبنان، أمرا صعبا، بخلاف تركيا التي باتت تبني تحالفات قوية أبرزها مع قطر.
وتابع: "تركيا تتحدى إيران بطريقة خفية، وهنا تكمن مشكلة الإمارات وبعض العرب، فهم لا يريدون احتواء طهران وتقييدها على حساب تمكين أنقرة".
الأمر الأكثر إثارة للقلق من بالنسبة للإمارات، هو الدعم التركي للقوى الإسلامية، وهو ما يدفعها إلى الاستقواء بإسرائيل وإيران لمواجهة أنقرة.
ويقول التقرير إن من مصلحة الإمارات ألّا تعيد تركيا علاقتها بالاحتلال الإسرائيلي إلى وضع جيد، كي لا تخسر دعمها ضد أنقرة.
اقرأ أيضا: محادثات "ودية" بين وزيري الخارجية الإيراني والإماراتي
صدمة محتملة
بحسب بخاري، فإن الفكرة التي تدور بأذهان أبو ظبي من أن أي صراع محتمل ضد إيران سيدفع تل أبيب لمساندتها، هي فكرة خاطئة تماما.
وقال إنه من غير المحتمل أن ينفق الاحتلال موارده لحماية الإمارات أو أي دولة خليجية أخرى في صراع محتمل مع إيران مستقبلا.
وفسّر بخاري هذا التصور بسبب افتقار الاحتلال إلى القدرة العسكرية التقليدية لإبراز قوتها، إضافة إلى أنها مهتمة حاليا بمحاولة كبح التوغل الإيراني في سوريا والعراق.
وأضاف: "لا يدرك الإماراتيون ذلك جيدًا فحسب، بل إنهم أيضا لا يرغبون في صراع مع إيران، نظرا للموقع الجغرافي لبلدهم".
للاطلاع على النص الأصلي (هنا)
اقرأ أيضا: رد قطري على مقال لتركي الفيصل هاجم فيه معارضي التطبيع