هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلطت صحيفة
إسرائيلية، الضوء على قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بزرع عبوات ناسفة في قرية
فلسطينية بالضفة الغربية المحتلة، واعتبر ناشط فلسطيني أن تلك العبوات تستهدف "قتل" السكان الفلسطينيين.
عبوات ناسفة
وأكدت صحيفة
"هآرتس" العبرية في تقرير من إعداد هجار شيزاف وينيف كوفوفيتش، أن قوة
من جيش الاحتلال تابعة إلى لواء "ناحل" التي دخلت الأربعاء الماضي قبيل
منتصف الليل لقرية "كفر قدوم" في الضفة الغربية المحتلة، قامت
"بوضع ثلاث عبوات ناسفة على الأقل على هامش شارع في القرية، اعتاد السكان على
السير فيه".
وعلمت الصحيفة،
أن الجيش "أخفى العبوات بواسطة حجارة وقطع قماش وصناديق ذخيرة، وخرجت القوة
من القرية حيث كانت العبوات جاهزة للتشغيل، بحيث تنفجر العبوة عند لمسها".
وفي تعليقه على
ما قامت به القوة التابعة له، زعم جيش الاحتلال، أنه "وضع في المكان قنابل
صوت بدون وسائل تخريب أخرى، وذلك لخلق ردع".
وفي يوم الخميس،
مر في المكان طفل صغير مع أمه الفلسطينية، حيث لاحظ صندوقا بلون برتقالي مغطى بأسلاك وقماش،
أراد أن يلعب به، لكن أمه استدعت بسرعة أحد أبناء العائلة يدعى وسيم شتيوي لفحص الأمر، وبعدما اقترب وسيم من الصندوق برفقة ابن عمه مأمون، وقيامهم بهز الصندوق انفجرت
العبوة وأصيب وسيم في يده ووجهه.
وبعد فحص
الشارع، عثرت العائلة على بعد نحو 100 متر على صندوق برتقالي آخر، وهذه المرة قاموا
بتصويره مسبقا وبعد ذلك رموا عليه الحجارة لإبطاله، فانفجرت العبوة وتصاعدت منها
النيران والدخان، وأما العبوة الثالثة فقام الجيش الذي زرعها بتفجيرها.
عبوات جاهزة للانفجار
وأشارت
"هآرتس"، إلى أن "الجيش الإسرائيلي رفض الرد على سؤال حول الجهة
التي صادقت على وضع العبوات في الشوارع التي يسير فيها سكان القرية؟ ولماذا تم
إبقاء العبوات دون مراقبة في الوقت الذي كانت جاهزة فيه للتشغيل؟ ومن الذي قام
بإعداد العبوات؟"، منوهة أنه بعد استجواب الصحيفة، قام قائد فرقة منطقة الضفة
الغربية المحتلة، العميد ينيف ألالو، بـ"فتح تحقيق في الحادثة".
ومن صور العبوات
التي وثقها سكان القرية، "يظهر أنه تم تركيبها بصورة غير محترفة وتم إخفاء
العبوات بصورة غير مهنية، جعلتها تبدو وكأن من وضعها هم عصابات "تدفيع
الثمن" (تنظيم إرهابي يميني إسرائيلي متطرف)".
اقرأ أيضا: الاحتلال يشن اعتقالات بالضفة تطال قياديين من حماس (شاهد)
وفي التفاصيل،
وضعت العبوة الأولى قرب بيت قيد البناء، يقع على بعد 150 مترا تقريبا من أقرب بيت
سكني، ويقع البيت على طريق يسلكه السكان مشيا من أجل الوصول إلى حقول الزيتون
الخاصة بهم، وفي الشارع الذي بجواره، تجري مظاهرات لسكان القرية، وجنود الجيش
الإسرائيلي يتمركزون هناك لقمعها.
ونبهت الصحيفة،
إلى أن العبوات وضعت الأربعاء الماضي، أي قبل يومين من المسيرة الأسبوعية التي
تجرى كل يوم جمعة لسكان القرية، مؤكدة أن "وضع عبوات جاهزة للتشغيل في منطقة
مدنية قريبة من تجمعات سكانية، ممنوع بحسب القانون الدولي".
عقلية إجرامية
ومن أجل الوقوف
على تفاصيل وخطورة ما قام به جيش الاحتلال، أكد منسق الحملة الشعبية لمقاومة
الجدار والاستيطان وفعاليات "كفر قدوم" الشعبية الأسبوعية، مراد شتيوي،
أن "قيام جيش الاحتلال بزرع هذه العبوات، هو دليل على العقلية الإجرامية التي
يتعامل بها هذا الجيش مع السكان، بعد عجزه التام عن قمع المسيرة الأسبوعية".
ونوه في تصريح
خاص لـ"عربي21"، أن "جيش الاحتلال لجأ إلى هذا الأسلوب الذي يتنافى
مع كل الأخلاق والأعراف والقوانين الدولية، بزرع 3 عبوات الأسبوع الماضي، بهدف
إلحاق أكبر الضرر بسكان القرية، علما بأن المنطقة التي قام بزرع العبوات فيها،
غالبا ما يتواجد فيها الأطفال والنساء للتنزه".
وأوضح شتيوي، أن
"جيش الاحتلال وعبر نهجه الإرهابي بزرع تلك العبوات، يريد أن يلحق أكبر
الضرر بنا وبأطفالنا وحتى قتلهم".
وعن هدف المسيرة
الأسبوعية في "كفر قدوم"، أوضح أن "هذه المسيرة انطلقت قبل 9
سنوات، من أجل المطالبة بفتح شارع أغلقه الاحتلال عام 2003 لصالح مستوطنة
"كدوميم" المقامة على أراضي القرية، وتوسعت بعد ذلك من أجل التعبير عن
مناهضة الاستيطان الإسرائيلي بشكل عام".