هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سارع عدد من المسؤولين والوزراء في البحرين السبت، إلى مباركة وتأييد الاتفاق الذي أعلنه الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عن تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين المنامة وتل أبيب.
وقال رئيس الحرس الوطني بالبحرين
محمد بن عيسى آل خليفة، إن "إعلان تأييد السلام بين البحرين وإسرائيل، هو خطوة
تاريخية شجاعة، من قبل عاهل البلاد، في سبيل تحقيق مستقبل أكثر أمانا واستقرارا
وازدهارا لكافة شعوب المنطقة، والمساهمة في دعم الحقوق الفلسطينية المشروعة".
ولفت في تصريحات أوردتها وكالة
الأنباء البحرينية الرسمية، إلى أن "هذه الخطوة تمثل أيضا امتدادا لرؤية جلالته
الحكيمة، في أن تظل البحرين دوما وطنا آمنا ومسالما، يتسع للجميع في مناخ من الأمن
والسلام والانفتاح والتعايش المشترك"، بحسب تعبيره.
وفي السياق ذاته، ذكر وزير الداخلية
البحريني راشد بن عبد الله آل خليفة، أن إعلان تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين
مملكة البحرين والاحتلال الإسرائيلي، "يعد إجراء سياديا ويمثل موقفا شجاعا
يعكس حكمة الملك حمد".
"خطوة واقعية"
ورأى أن هذا الأمر سينعكس على خدمة المصالح العليا لمملكة البحرين، داخليا وخارجيا، ويساهم في تعزيز الأمن والاستقرار، ونشر مظاهر النماء والازدهار، مضيفا أن "البحرين تبقى وطن السلام والأمن ومهد التعايش والانفتاح على الآخر، وهو نهج أصيل وممتد بإطار عهد الولاء والانتماء والروح الوطنية".
من جهته، وصف وزير شؤون الإعلام البحريني علي بن محمد الرميحي، تطبيع بلاده مع الاحتلال، أنها "خطوة تاريخية ومهمة تجاه إحلال السلام بمنطقة الشرق الأوسط، وهي خطوة واقعية وتساعد على إنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وفقا للمبادرة العربية"، بحسب تقديره.
اقرأ أيضا: الاحتلال يسعى لافتتاح سفارة بالبحرين مع توقيع اتفاق التطبيع
وقال الرميحي إن "موقف مملكة
البحرين ثابت تجاه حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق"، مضيفا أن "كافة
السوابق التاريخية تؤكد أن جميع مبادرات المملكة وقراراتها، كانت دائما تصب في
مصلحة الشعب الفلسطيني، وحماية مقدراته، ولا يمكن لأحد المزايدة على المملكة في
هذا الشأن".
واعتبر أن توقيع البحرين
لإعلان تأييد السلام مع إسرائيل، يمثل أحد الجهود الدولية للمملكة لنشر ثقافة
السلام والتعايش السلمي في العالم.
الشعب ضد التطبيع
وفسّر المحلل السياسي عريب الرنتاوي سباق المسؤولين البحرينيين لمباركة اتفاق التطبيع، بالقول إن "النظام والعاهل البحريني يعلمون أن الشعب ضد هذه الخطوة، لذلك يبحثون عن شرعنتها من خلال أتباعه وأزلامه وخدمه".
وقال الرنتاوي في حديثه
لـ"عربي21"، إن "الغالبية الساحقة من الشعب البحريني تقف بثبات ضد
هذا الاتفاق المذل والمخزي والمعيب"، موضحا أن "أعوان النظام وأبواقه
مطلوب منهم الإسناد، لكي يتوازن صانع القرار، لأنه يعرف أن شعبه ضد هذا
القرار".
وتابع الرنتاوي: "يبحث النظام
عن شرعية لموقفه المخزي، من خلال استدعاء مظاهر التأييد والولاء من أعوانه"،
مشيرا إلى أن القرار أعقبه موجة رفض شعبية واسعة بالبحرين، وهو أمر غير مفاجئ
بالنسبة للشعب البحريني الذي يتميز بالحركة السياسية المتجذرة والحركة النقابية
والعمالية والتيارات الفكرية.
وشدد المحلل السياسي على أن "العاهل
البحريني يريد توزيع الدم على قبائل النظام المختلفة، لأن العائلة الحاكمة تدرك أن
اتفاق التطبيع لا يمثل شعبها"، مضيفا أنهم "يريدون توزيع دم القضية
الفلسطينية على قبائل النظام"، بحسب تعبيره.
وأكد الرنتاوي أن "كل ما يحدث
الآن هو محاولات لتجميل الصورة القبيحة من هذا القرار، ومن هذا النظام الذي يقف
وراءه"، معتقدا أن "النظام يسعى للترويج بوجود وحدة في الموقف، لكن
الملك اتخذ القرار ويتحمل مسؤوليته".
يشار إلى أن الفلسطينيين قابلوا الاتفاقين البحريني والإماراتي بتطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، بالرفض القاطع والإدانة الواسعة، مؤكدين تمسكهم بحقوقهم التاريخية.