هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "تايم" الأمريكية مقالا قالت فيه إن اعتقال السلطات الأردنية لرسام كاريكاتير يعطي صورة عن حالة الرسم الساخر في العالم العربي.
وقالت "تايم" في مقال لجوزييف هينكس، إن الطريق الذي ساره عماد حجاج خلال عقود عمله الطويلة في الرسم الكاريكاتيري لم يكن سهلا، فقد كلفه رسمه الكاريكاتيري للملك عبد الله الثاني، الأول من نوعه عمله في صحيفة حكومية مشهورة. وأدى استمراره نشر رسومات ساخرة عن القاعدة وتنظيم الدولة إلى تلقيه تهديدات بالقتل. ثم استدعاه النائب العام في عمان للتحقيق عام 2017 بعدما نشر صورة للسيد المسيح يتبرأ فيها من الكنيسة الإغريقية الأرثوذكسية.
ولكن أيا من هذه الأحداث لم تتمكن من ثني عزيمة حجاج (53 عاما) وتمنعه من السخرية من القادة العرب والإسرائيليين، وكذا الإرهابيين والمؤسسات الدينية.
قال حجاج بعد ستة أيام من الإفراج عنه: "اعتقدت أنني فهمت اللعبة" مشيرا إلى أنه لم يذكر اسم ولي العهد في أبو ظبي، محمد بن زايد الذي يلمح إليه الرسم.
ونقلت عنه المجلة قوله: "كان صادما ومثيرا للإرباك لعائلتي. وكانت لحظة صعبة الوقوف في الصف لدخول السجن مع تجار المخدرات والمجرمين".
وما لم يفهمه حجاج أن موضوع التطبيع كان حساسا إلى درجة أن وجهت إليه اتهامات تتعلق بالإرهاب و "الإضرار بعلاقات الأردن مع دولة صديقة".
وكان اعتقال حجاج دليلا على تراجع حالة حرية الصحافة في الأردن حيث ضربت الشرطة صحافيين كانوا يغطون احتجاجات المعلمين. ويعبر أيضا عن زيادة القوة الناعمة للإمارات.
وقال جوي ستورك، مدير الشرق الأوسط بمنظمة هيومان رايتس ووتش، إن الاردن "يفضل انتهاك حقوق واحد من مواطنيه على أن يغضب مشاعر قائد خليجي".
وتقول المجلة إن الناشطين ورسامي الكاريكاتير في وسائل التواصل الاجتماعي فهموا الرسالة. وقام الرسام الألماني رينيه هاتشفيلد برسم صورة لرئيس الوزراء عمر الرزاز ويده حول عنق حجاج.
أما عاتق شهيد، فقد رسم صورة لجزمة مغطاة بالعلم الأردني وهي تدوس على يد حجاج.
ووسط الشجب الشعبي أفرج الأردن عن حجاج في 30 آب/ أغسطس بسرعة أدهشت حتى محاميه، ولكنه لا يزال تحت التحقيق وربما يواجه سجنا بثلاث سنوات بناء على قانون الجرائم الإلكترونية، حسبما يقول محاميه.
ونقلت "التايم" عن محرر صحيفة أردني فضل عدم الكشف عن نفسه، وعمل في صحيفة مملوكة من الدولة، أن السلطات كانت تطلب عدم نشر تقارير سلبية عن قادة دول الخليج حتى لا تتأثر العلاقات مع بلادهم.
ويقول المحرر إنه لا يملك أدلة عن تدخل الإمارات والدفع لاعتقال حجاج و"لكن حدسي يقول إنهم تدخلوا لأن الأرض في وضع ضعيف عندما يتعلق الأمر بالأعمال والمال".
للاطلاع على النص الأصلي (هنا)
اقرأ أيضا: انتقاد لمؤسسة صحفية صمتت عن اعتقال رسام كاريكاتير أردني