هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرا، تحدث فيه عن إعلان شركة النفط والغاز البريطانية، جلف ساندز بتروليوم، عن استعدادها للدفاع عن حقوقها في تطوير حقول النفط في شمال شرق سوريا، وقد جاء ذلك ردا على صفقة أُعلنت هذا العام بين شركة "دلتا كريسنت إنرجي" الأمريكية والإدارة الكردية، التي منحت الوجود العسكري الأمريكي قاعدة اقتصادية.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن المملكة المتحدة لم تخف قلقها حيال الصفقة المبرمة بين قوات سوريا الديمقراطية والشركة الأمريكية، وهناك أسباب وجيهة لذلك.
ونقل الموقع عن جريدة الشرق الأوسط أن سلوك مهندسي الطاقة الأمريكيين فاجأ نظراءهم البريطانيين، لا سيما أن شركة جلف ساندز اينرجي وقعت اتفاقية مع الحكومة السورية للاستثمار في "بلوك 26 " في عام 2003 ، وهو حقل نفط في الشمال الشرقي السوري، وما زالت الاتفاقية سارية المفعول إلى اليوم. في المقابل، تدرس الإدارة البريطانية تفاصيل الاتفاق الأمريكي الكردي، وهي مصممة على الدفاع عن الحقوق القانونية لشركة "غلف ساندز بتروليوم".
وأضاف الموقع أن الشركة البريطانية اضطرت للتخلي عن مواقعها عند دخول سوريا في نزاع مدني مسلح، وتأزم الوضع؛ بسبب ظهور تنظيم الدولة هناك.
وبعد ذلك، بات حقل "بلوك 26" تحت سيطرة وحدات حماية الشعب، من ثم سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، التحالف متعدد الجنسيات القائم على تشكيلات كردية.
ووفقا لمسؤولي جلف ساندز، تم إنتاج ملايين براميل النفط من "بلوك 26" خلال أربع سنوات، دون ترخيص، ودون معرفة المستفيدين منه، ولا حجم الضرر في حقل النفط.
وتجدر الإشارة إلى أنه وقع الإعلان عن وجود أول شركة نفط وغاز أمريكية معينة في شمال شرق سوريا من قبل السناتور الجمهوري ليندسي جراهام، في حديث له أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.
علاوة على ذلك، أعلن المشرع خلال جلسة الاستماع، التي حضرها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن اتفاقية تحديث مصفاتي نفط شرق نهر الفرات قد أبرمت مباشرة مع قيادة قوات سوريا الديمقراطية، مشيرا إلى المعلومات التي تلقاها من قائد قوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي.
اقرأ أيضا: اتفاق نفطي قد يؤدي لانشقاق بين "قسد" والعمال الكردستاني"
وتأسست شركة "دلتا كريسنت إنرجي" الأمريكية في ولاية ديلاوير الأمريكية في شباط/ فبراير من عام 2019. وبحسب ما أوضحت وسائل الإعلام الأمريكية، فإن السفير الأمريكي السابق في الدنمارك، جيمس كين، والضابط السابق في قوات النخبة التي تعرف باسم الدلتا التابعة للجيش، جيمس ريز، والمسؤول التنفيذي السابق لدى شركة غالف ساندس، جون بي دوريير جونيور، من الشركاء المساهمين في الشركة. في المقابل، أثارت البيانات المتعلقة بالاتفاق مثلما هو متوقع انتقادات من حلفاء دمشق.
وذكر الموقع أنه بحسب بيانات محدثة، تنص الاتفاقية بين الشركة الأمريكية والإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا على إنشاء ما لا يقل عن مصفاتي نفط في منطقة شرق الفرات، يمكنهما إنتاج 20 ألف برميل نفط يوميا، ما يمكن أن يلبي الإنتاج الطلب المحلي جزئيا.
في المقابل، يشكك خبراء الطاقة البريطانيون في إمكانية توسيع الأمريكيين أنشطتهم الاقتصادية، والاستثمار في حقول نفطية أخرى في نهر الفرات، بما في ذلك الحقل الذي يشمله الاتفاق بين جلف ساندز والحكومة السورية، بناء على هذه الصفقة.
ومع ذلك، من المهم إدراك أن موقف السلطات الكردية يظل عاملا مهما في هذا الوضع، وأن الاتفاق مع الأمريكيين يحمل دلالة سياسية واضحة، وبمثابة اعتراف من طرف واشنطن بشرعية إدارة شمال شرق سوريا، ويجسد رغبة الأمريكيين في الحفاظ على قواتهم هناك.
وأورد الموقع أنه من المحتمل أن يضفي البريطانيون مصداقية على موقفهم بشأن حقول النفط في الشمال الشرقي السوري فقط إذا تمكنوا من منح المناطق غير الحكومية الضمانات السياسية والعسكرية التي يجدونها مناسبة.