هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت كاتبة إسرائيلية؛ إن "إطلاق الصواريخ الأخير من غزة على أسدود وعسقلان خلال حفل توقيع اتفاقات أبراهام في البيت الأبيض يوم الثلاثاء الماضي، بجانب مظاهرات 50 منظمة مؤيدة للفلسطينيين من أنصار حركة المقاطعة خارج البيت الأبيض، يوضح أن السلام المزدهر بين إسرائيل والدول الليبرالية المعادية للإسلاميين، لم يؤثر على تراجع قوة الرافضين لهذه الاتفاقيات".
وأضافت كارولين غليك، في مقالها بصحيفة "إسرائيل اليوم"، ترجمته "عربي21" أنه "حتى لو تحققت نبوءة الرئيس دونالد ترامب الوردية، ووقعت إسرائيل اتفاقيات تطبيع مع دول عربية أخرى في المستقبل القريب، فإن المحور المعادي، بجميع أعضائه، سيواصل حملته ضدنا، وهو ما يتعارض مع التوقعات المتفائلة التي أصدرتها وزارة الشؤون الاستراتيجية في اليوم السابق للحفل".
وأشارت غليك، وهي كاتبة ذات توجهات يمينية، أنه "وفقا للتوقعات نفسها، فمن المتوقع أن تتعرض حملة المقاطعة BDS لضربة قوية نتيجة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، لكن هناك سببان رئيسيان لعدم تلاشي حملة المقاطعة أمام تنمية السلام الإقليمي، أولهما أن العالم الإسلامي والعربي منقسمان، فمنذ أن انطلق "الربيع العربي" قبل عقد من الزمن، انقسمت دول العالم العربي الإسلامي إلى محورين".
وأكدت أن "الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين ومصر تحت الحكم العسكري، ومع الوقت انضمت عمان والسودان والمغرب ودول أخرى، شكلت جميعها تحالفا يعارض الإخوان المسلمين وإيران، ولجأ أولئك الحلفاء إلى إسرائيل، لأنهم رأونا حليفا طبيعيا وقويا في حملتهم الوجودية ضد الإخوان المسلمين وإيران، وفي مقابلهم تشكل محور إسلامي بقيادة إيران وتركيا وقطر، بما فيها حماس ولبنان وسوريا".
اقرأ أيضا: خبير: تطبيع أبو ظبي والمنامة اختراق على حساب الفلسطينيين
وأوضحت أن "الأردن يقف على الحياد، لكن في ظل اعتماده الاقتصادي الكامل على دول الخليج وإسرائيل والولايات المتحدة، فهو في الواقع عضو في المحور المعادي للإسلاميين، وفي ظل هذا الانقسام، فإن المقاطعة ليست عامة، لكن الإسلاميين سوف يستمرون في العمل ضد إسرائيل".
وأوضحت أنه "في الوقت الذي أوقفت فيه إدارة ترامب والدول العربية المعادية للإسلاميين دعمها الاقتصادي للسلطة الفلسطينية وحكومة حماس في غزة في السنوات الأخيرة، زاد الاتحاد الأوروبي وحلفاؤه، وكذلك تركيا وقطر دعمهم الاقتصادي للنظامين الفلسطينيين، ويشارك الأوروبيون على وجه الخصوص بعمق في الجوانب السياسية والأرضية لحملة المقاطعة".
وزعمت أن "الأوروبيين شركاء فاعلون للفلسطينيين، ويقودون حملة السلطة الفلسطينية للاستيلاء على الأراضي في المنطقة ج بالضفة الغربية، ويديرون أنظمة معادية لإسرائيل في محكمة لاهاي والأمم المتحدة، وتشارك الصناديق اليسارية في الولايات المتحدة بهذه التحركات. أما دول المحور الإسلامي، فتمول وتوجه العناصر المسلحة في غزة والضفة الغربية على حد سواء".
وختمت بالقول بأنه "في يوم الثلاثاء خلال توقيع اتفاق أبراهام، تظاهر أنصار BDS خارج البيت الأبيض من 50 منظمة مؤيدة للفلسطينيين من أقصى اليسار اليهودي المناهض لإسرائيل إلى جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم فتح، فيما رفض الأوروبيون إرسال ممثلين للبيت الأبيض، وكل ذلك يؤكد أنه بالنسبة للحلفاء الأوروبيين اليساريين والإسلاميين، فإن الحملة ضد إسرائيل تسير على قدم وساق".