هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حصلت "عربي21" على رسالة لعدد من أعضاء جماعة
الإخوان المسلمين المعتقلين داخل السجون المصرية تؤكد ترحيبهم
وسعادتهم بالتفاعلات الأخيرة التي تحدث داخل الجماعة، وخاصة جهود لم الشمل وتمتين
صف الإخوان، داعين لرأب الصدع وطي الخلافات، ومؤكدين دعمهم للقيادة الجديدة للجماعة.
ووجهوا الرسالة إلى من وصفوهم بـ "أساتذتنا، وإخواننا،
وقادتنا"، قائلين: "نذكركم بالذي بيننا وبينكم من حب وإخاء، وعهد على
العمل والبناء، في إخلاص وتجرد وصفاء، أن تصغوا لنصحنا، وتقبلوا ما فيه من خير،
وتعرضوا عما عداه، وتلتمسوا لنا العذر. لقد تابعنا بفرح وغبطة أخبار ما يقوم به
قادتنا من مصالحة ولم الشمل، وتقييم المسار وتقويمه".
واستدركوا قائلين: "لكن ساءتنا وصدمتنا آراء وردود
أفعال تجاه هذه الخطوة، نراها غير مسؤولة ولا مقبولة، لأنها تكدر الصفو، وتكرس للانقسام
والفرقة، بل وتستدعي رغبات التشفي والانتقام".
اقرأ أيضا: رسميا.. "الإخوان" تنهي مهام الأمين العام وتشكل لجنة جديدة
وتابعت الرسالة: "حتى نكون صرحاء وأمناء فقد كانت
هذه التعليقات المُستنكرة من بعض الأفراد المحسوبين على الجانبين، ونحن ندرك أن
أفراد الصف كله لن يكونوا على سواء في الفهم والرشد والإدراك لما يحدث داخل
الجماعة والمجتمع".
وأردفت رسالة سجناء الإخوان: "لكننا نخشى من
تأثيرات هذه الأصوات غير الرشيدة على إتمام وإكمال هذه الخطوة الراشدة، وعلى هذا
المسار الراشد إن شاء الله".
وأكملت الرسالة: "نحن نرى أن قادتنا لهم في قلوبنا
الحب والتوقير، وهم بشر يخطئون ويصيبون، ولا يقلقنا أن يكون هناك خلاف حول تقييم الأداء
والنتائج، فهذا دليل حيوية الصف وفاعليته، إنما يقلقنا أن توجد منابذة ومفاصلة على
العمل من خلال الجماعة بسبب أو نتيجة لأشياء يمكن تداركها وتجاوزها".
وواصلت: "نحن تربينا وتعلمنا داخل الإخوان، وعرفنا
من تاريخ جماعتنا أن الشيخ أحمد حسن الباقوري كان في مكتب الإرشاد، ومن أشد
المقربين للإمام البنا، وأنه ضعف أمام الوزارة، أو ربما يكون أساء التقدير للمصلحة،
وانفرد بتقديرها وحده، ولم يقبل بتقدير الجماعة لها وقرارها في هذا الشأن، فكان أن
فصلته الجماعة فلم يعد فردا فيها، ومع ذلك كان مرشد الجماعة حينها، المستشار
الهضيبي، هو أول المهنئين له بالوظيفة الجديدة متمنيا له من خلالها أن يوفقه الله
لخدمة دينه وأمته، فكان أن حفظ الود، وحفظ له الإخوان فضله، وصانوا عرضه".
اقرأ أيضا: المكتب العام لإخوان مصر يرحب بدعوات لم شمل الجماعة
واستطردت قائلة: "تربينا داخل الجماعة على لزوم
الجماعة، والسمع والطاعة، مهما كانت نتائج الشورى، وافقت هوانا أو خالفته، وهو
الذي استفدناه من قصة طالوت وجالوت، وكيف أن فريقا من المؤمنين حُرموا الفضل
والأجر لأجل نوازع الهوى التي تحركت في قلوبهم، تأبى أن يكون طالوت ملكا عليهم،
وهم أحق بالملك منه".
وقالت: "تعلمنا وتربينا على شدة الحرص على وحدة
الصف، وأهمية ذلك في مواجهة الخصوم، وتحقيق الأهداف، وأن وحدة الصف تستحق منا
جميعا أن نقدم لأجلها تنازلات حتى يظل صفنا متماسكا عصيا على التشرذم، وبالتالي الانهيار
والاندثار، وهو الذي تعلمناه من هارون (عليه السلام) الذي سكت مؤقتا عن انحراف في
العقيدة حتى يرجع موسى، ويشتركا سويا في تصويبه وتقويمه، ورأى أنه أفضل من أن يرجع
موسى (عليه السلام) ويرى أن العِقد قد انفرط، وأن الجمع قد انفض".
وأضافت الرسالة: "تعلمنا وتربينا أن القيادة
الراشدة تستوعب الأفراد، وإن دفعتهم الغيرة والحماسة أحيانا إلى فعل ما ليس برشيد
من الأفعال، أو إلى قول ما ليس بسديد من الأقوال؛ فهذا رسولنا (صلى الله عليه وسلم)
يستوعب نبوة عمر وحدته يوم الحديبية بلا تسفيه له، ولا تشهير به".
وأردفت: "تعلمنا وتربينا أنه إذا أقدم فريق على لم
الشمل، ووحدة الصف ورأب الصدع، كان على الأفراد الآخرين أن يعينوهم على التوفيق في
ذلك، ولو بالدعاء، وهو ما نقوم به هنا في السجون، ولا نملك خلافه إلا ما كان في
صورة من صور التواصي بالحق وتقديم النصح إن استطعنا إيصاله إليكم، ولو في رسالة مثل
هذه الرسالة".
كما جاء في الرسالة: "نحن متفائلون بالقادم إن شاء
الله، ومتحمسون جدا، وداعمون لكل الأصوات العاقلة الحريصة على التقارب والتفاهم
وتكفله وتدعمه، ونحن من ورائها نشد على أيديهم وندعوا لهم، ونحذر عليهم ونحذرهم من
أصوات وآراء نراها في تعليقات البعض من هنا وهناك تكرس للانقسام والشقاق، ولا
تبالي بنتائجه الأليمة وعواقبه الوخيمة، ونذكر هؤلاء بكلام نبينا: فليقل خيرا أو
ليصمت".
وقالت: "نريد أن تُطوى صفحة الشقاقات باللطف الذي
يفيض من قول الله تعالى: (وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا) فهم أحق به وأولى، وليس
لدينا فضول لمعرفة مَن كان على خطأ ومَن كان على صواب، فإننا نهتم بما هو أهم
وأكبر، وهو أن نكبت عدونا، ونكون أقدر على إغاظته وإخافته، وبالتالي هزيمته
وإزاحته".
واختتمت الرسالة بالقول: "نحن نُعبّر من داخل السجن
عن حبنا لكم جميعا، وثباتنا جميعا خلف قيادتنا، ولن نيأس، ولن نستكين".
وخلال الأيام الماضية، وعقب اعتقال القائم بأعمال
المرشد، محمود عزت، جرت تفاعلات داخل جماعة الإخوان المسلمين أسفرت عن اتخاذ
مجموعة من القرارات الداخلية أهمها إنهاء مهام الأمين العام لمكتب الإرشاد، محمود
حسين، وتشكيل لجنة جديدة لإدارة الجماعة خلال الفترة المقبلة.
وفي بيان له، أكد نائب المرشد العام، إبراهيم منير، والذي
بات المسؤول الأول عن الجماعة، أن "أولويات المرحلة الحالية هي تمتين صف
الجماعة، ولم شملها، وتطوير الأداء، والاستفادة من الكفاءات، خاصة قطاع
الشباب".