هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار الظهور الإعلامي المكثف لرئيس النظام السوري بشار الأسد، من خلال وسائل الإعلام الروسية تساؤلات العديد من المراقبين، حول أهدافها، والغرض الروسي منها.
ووجدت وسائل الإعلام الروسية الرسمية والخاصة، ومنها "ريا نفوستي"، و"سبوتنيك"، و"زفيزدا"، في حلول الذكرى الخامسة للتدخل الروسي العسكري المباشر في سوريا، مبررا لاستضافة الأسد بشكل مكثف.
هذا الظهور المتكرر، أعطى للأسد، حيزا واسعا لكيل المديح لروسيا لمساندتها قواته في الحرب على السوريين، ومهاجمة تركيا أولا والإدارة الأمريكية بدرجة أقل، والأهم الإعلان عن استعداده للتطبيع مع إسرائيل، لكن بشروط.
رسائل للغرب
وفي قراءته لأسباب الظهور الإعلامي المتكرر للأسد، في وسائل الإعلام الروسية، يضع مدير مركز "فكر للدراسات"، الباحث غياث دك، ذلك في إطار الخطة الروسية الهادفة إلى تلميع صورة الأسد في عيون الغرب.
وفي حديثه لـ"عربي21"، أوضح أن روسيا تحاول انتهاز الخلافات الأوروبية- التركية، لتشويه صورة الأخيرة، على أمل أن تعيد الدول الأوروبية حساباتها بشأن الأسد.
وقال دك: "تريد روسيا تسويق الأسد مجددا، وتسعى إلى إعادة تأهيل نظامه، أملا في تسريع البدء بمرحلة إعادة الإعمار، ما يؤذن بحصول روسيا على المكاسب الاقتصادية".
اقرأ أيضا : الأسد لا يمانع "علاقات طبيعية" مع الاحتلال.. ويشترط
وأضاف الباحث، أن روسيا تعتقد أنها قادرة على إظهار الأسد بمظهر المدافع عن شعبه، مستدركا: "لكن جرائم الأسد واستخدامه السلاح الكيمائي المحرم دوليا ضد المدنيين العزل، يجعل المهمة الروسية مستحيلة".
دعوة للتطبيع
وأكثر ما أثار انتباه المحلل السياسي سامر خليوي، في كل هذه اللقاءات، حديث الأسد عن إسرائيل، وإعلانه الاستعداد لتطبيع علاقته معها.
وقال: "الأسد ومن خلفه روسيا، أراد القول إن لديه الرغبة بالتقرب من إسرائيل، ليلحق بركب التطبيع العربي، في حال تمت الموافقة على تمديد فترة حكمه، في الانتخابات الرئاسية القادمة في العام 2021".
وأضاف خليوي لـ"عربي21": أن الأسد مستعد للتنازل لإسرائيل والولايات المتحدة شريطة البقاء في الحكم.
رسالة روسية مبطنة
وثمة رسالة روسية في غاية الأهمية، يشرحها خليوي بقوله: "الواضح أن هناك خلافات كبيرة بين روسيا وتركيا، في أكثر من ملف، وعلى رأسها الحرب في جنوب القوقاز، ومن هنا أرادت موسكو من الأسد أن يهاجم تركيا ويرفض وجودها العسكري في سوريا، في رسالة مبطنة روسية لتركيا".
وحسب المحلل، فإن الرسالة الروسية مفادها، بأن على تركيا إن أرادت البقاء في الشمال السوري، أن تقدم تنازلات في الملف السوري وغيره، ومن أهم هذه التنازلات فتح باب الحوار مع الأسد.
الأسد لا زال قويا
ومن بين الأهداف الأخرى، إظهار الأسد بأنه لا زال رئيسا قويا، لبلاد موحدة، حسب خليوي، الذي أضاف: "المعطيات على الأرض السورية، تؤكد أن البلاد باتت ممزقة".
اقتصاديا، لاحظ الباحث الاقتصادي فيصل محمد، حرص وسائل الإعلام الروسية على إغفال الشق الاقتصادي، وتحديدا الأزمات المركبة التي يعاني منها اقتصاد النظام.
وقال لـ"عربي21": "رغم وصول اقتصاد النظام إلى حافة الإفلاس، وعجز الأسد عن تأمين أقل كمية من المواد الضرورية، فقد تم تجاهل ذلك بشكل متعمد".
وهنا، لفت محمد، إلى إقرار الأسد خلال ظهوره على وكالة "سبوتنيك" بصعوبة تسديد قيمة القروض الروسية.