هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تسود حالة من القلق على حياة الأسير الفلسطيني ماهر عبد اللطيف الأخرس، بعد تردي وضعه الصحي لدرجة خطيرة، وسط مناشدات من عائلته لإطلاق سراحه.
في حين أكدت حركة الجهاد الإسلامي، أن "الثمن سيكون قاسيا" في حالة استشهاد الأسير؛ الذي أكد رفضة التفاوض مع الاحتلال والاستمرار في إضرابه "حتى الحرية أو الشهادة".
لا يستطيع الحركة
والأسير الأخرس (49 عاما)، لديه ستة أبناء (3 أولاد و3 بنات)، من سكان مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة، ودخل إضرابه عن الطعام لليوم الـ77 على التوالي، مؤكدا من على سريره في مستشفى "كلابان" الإسرائيلي، أنه "لا تفاوض مع الاحتلال".
وعن تفاصيل خطورة الوضع الصحي للأسير، أكدت زوجة الأسير تغريد الأخرس "أم إسلام" (41 عاما)، أن "الوضع الصحي للأسير، خطير للغاية؛ فهو يعاني من آلام شديدة في الرأس والمعدة، وضغط في العينين وغباش، وطنين في الأذنين، كما أنه يعاني من ضغط في منطقة الصدر، ولا يستطيع الحركة".
وأضافت في حديثها لـ"عربي21": "هذا ما يظهر لنا من الخارج عن وضعه الصحي، لكن داخليا لا نعلم أي شيء، وهناك خوف شديد من تلف أجهزته الداخلية".
وحول وضع الأبناء في ظل الخوف على حياة الأسير، قالت لـ"عربي21": "حالتهم صعبة للغاية، يشعرون بخوف شديد على حياة والدهم، حتى وصل لدرجة أنهم لا يردون على مكالمات الهاتف، خوفا من سماع أي خبر سيئ، وهم متلهفون لسماع خبر انتصار والدهم".
وأفادت بأن طفلته الصغيرة تقى (6 أعوام) التي عاشت لحظة اعتقال جيش الاحتلال لوالدها من داخل منزله وتبعته وهي تبكي، دائمة السؤال: "متى سيرجع باب إلينا؟"، مطالبة الجميع بـ"التدخل العاجل من أجل إطلاق سراح الأسير، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة له".
إضراب الزوجة أيضا
وبنبرة صوت تعكس قلقا كبيرا على حياة الأسير، أوضحت "أم إسلام" التي تتواجد مع زوجها داخل المستشفى، وأعلنت منذ خمسة أيام عن إضرابها عن الطعام أيضا دعما وتضامنا مع زوجها، أنه تم اكتشاف حالة مصابة بفيروس كورونا، كانت تتواجد في الغرفة ذاتها التي يتواجد فيها زوجها الأسير، قبل نقله لغرفة أخرى.
ونوهت إلى أن سلطات الاحتلال، "لم تستجب للعديد من الطلبات والمناشدات، بوضع الأسير الذي يعاني من تدهور كبير في حالته الصحية في غرفة خاصة وحده، وقامت بنقله لغرفة أخرى مع مرضى آخرين"، مشيرة إلى وجود مخاوف كبيرة من إصابته بفيروس كورونا، ما يشكل تهديدا إضافيا على حياته.
القرار النهائي
وفي مؤشر على مواصلة سلطات الاحتلال نهج "الإهمال الطبي" بحق الأسرى الفلسطينيين، وخاصة المضربين عن الطعام، نبهت الزوجة إلى أن "الاحتلال لا يمنح الأسير الرعاية الصحية المطلوبة، كما تتعمد سلطات الاحتلال بالتعاون مع إدارة المستشفى، تعريض حياته للخطر من خلال وضعه مع مرضى آخرين في الغرفة ذاتها، وسبق أن تم اكتشاف أحد السجانين المرافقين له بأنه مصاب بكورونا".
ونبهت إلى أن سلطات الاحتلال، التي حكمت على زوجها الأسير، بالسجن أربعة أشهر إداريا دون توجيه أي تهمة له "لا يؤمن جانبهم، لذا قام بالإعلان عن الإضراب عن الطعام منذ لحظة اعتقاله من بيته، لأنه من الممكن تجديد الحكم له أكثر من مرة".
وأكدت أن "قراره النهائي؛ لا تفاوض ولا مساومة مع الاحتلال، إلا بالإفراج والحرية".
وأشارت "أم إسلام"، إلى أنه سبق اعتقال زوجها مرات عدة، حيث أمضى ما مجموعه نحو خمس سنوات داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.
الأخرس يقاوم
بدورها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، على لسان القيادي داود شهاب، أن "المعتقل الأخرس، هو ضحية جديدة للإرهاب المسمى بالاعتقال الإداري. ومن أجل مواجهة هذا الإرهاب، اتخذ قرارا بالإضراب، وهو يدرك أن قراره سيصل في النهاية؛ إما إلى الحرية أو الشهادة".
وأضاف شهاب في تصريح خاص لـ"عربي21": "نحن نقف معه بكل قوة وإصرار، وصاحب القرار في هذه المعركة، هو الأسير ماهر، وهو من يحدد سقف مطالبه"، منوها إلى أن "ماهر اليوم، لا ينوب عن نفسه بل هو يشهر سيف جوعه نيابة عن كل بيت فلسطيني تعرض للمعاناة بسبب هذا الاٍرهاب، وواجبنا أن نقف بجانبه".
وأوضح شهاب، أن "الأسير الأخرس، يقاوم بشكل سلمي، وهذا أمر مشروع، ومع الأسف يصم العالم آذانه ويغمض عيونه والمنظمات الدولية تقف متفرجة ولا تتحرك إلا عندما نضغط على رأس إسرائيل"، مضيفا أن "هذه عدالة زائفة".
ونوّه إلى أن "ماهر الأخرس اليوم، يكشف زيف هذه المنظمات التي عليها أن تحسم أمرها؛ هل هي مع الحق والعدل أم ترهن موقفها بسقف الرغبات الإسرائيلية؟"، معربا عن أمله في أن "ينتهي الإضراب بتحقيق مطالب الأسير، وأن يعود معافى لأهله وبيته".
وفي حال لم يستجب الاحتلال لمطالب الأسير الأخرس، وتسبب ذلك في تردي حالته الصحية واستشهاده "بسبب تعنت الاحتلال"، فقد شدد القيادي الفلسطيني على أن "الثمن سيكون قاسيا".
من جانبها، قالت حركة حماس، السبت، إن "النصر سيكون حليف الأسير المضرب عن الطعام في سجون الاحتلال، ماهر الأخرس".
وقالت على لسان المتحدث باسمها، حازم قاسم في تغريدة عبر "تويتر": "إن الفلسطيني يقاتل بكل ما يملك من أجل حريته".
وأضاف: "حتى من قلب السجن، وعتمة الزنزانة، يحارب بأمعائه الخاوية.. والنصر سيكون حليفه في كل مرة.. الحرية لماهر الأخرس".
— حازم قاسم (@hazemaq) October 10, 2020
تهديد بإضراب شامل للأسرى
من جهتهم، هدد أسرى فلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، بالإضراب عن الطعام دعما للأسير ماهر الأخرس.
وقال عبد الناصر فروانة، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق بهيئة شؤون الأسرى والمحررين (رسمية)، لوكالة الأناضول، إن "أسرى فلسطينيين (لم يذكر عددهم) هددوا بالإضراب عن الطعام دعما للأسير الأخرس".
وأضاف فروانة، أن "هؤلاء الأسرى منحوا إدارة مصلحة سجون الاحتلال مهلة حتى مساء الأحد، لإيجاد حل إيجابي لقضية الأخرس".
وتابع: "في حال لم تتجاوب إدارة السجون، فهناك العشرات من الأسرى سيبدأون إضرابا عن الطعام الاثنين المقبل، تضامنا مع الأخرس".
وأوضح أن الإضراب عن الطعام "ليس هدفا بحد ذاته، وهو الخيار الأخير وشكل نضالي لا بد منه في حال استمرت إدارة السجون في تجاهلها ومماطلتها وعدم اكتراثها بحقوق الأسرى الأساسية".
واتهم فروانة، مصلحة السجون الإسرائيلية بـ"ممارسة انتهاكات خطيرة تجاه الأسرى الفلسطينيين".
في 27 تموز/ يوليو الماضي، اعتُقل الأخرس، وحولته سلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى الاعتقال الإداري، ما دفعه إلى إعلان الإضراب.
ويعتقل الاحتلال الإسرائيلي في سجونه نحو 5 آلاف فلسطيني، بينهم 43 سيدة، و180 طفلا، و430 معتقلا إداريا، كما يقبع في الأسر أيضا 700 معتقل مريض، وفق بيانات هيئة شؤون الأسرى والمحررين.