هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أقرت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، بوقوع خطأ غير مقصود في أحد الكتب الدراسية المعتمدة، يتعلق بالمسجد الأقصى، مؤكدة لـ"عربي21"، أنه تم توجيه الجهات الخاصة مباشرة لتصحيح هذا الخطأ، وهو ما تم بالفعل بحسب الوثائق التي حصلت عليها الصحيفة.
غير مقصود
ومن أجل التأكد مما ورد، قامت "عربي21" بالرجوع إلى موقع الوزارة الرسمي للاطلاع على النسخة الإلكترونية المتوفرة على الموقع، وأثناء البحث عثرنا في كتاب "التنشئة الوطنية والاجتماعية" الخاص بالصف الثالث الابتدائي على ما يأتي في الصفحة (27): "المسجد القبلي؛ أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين"، وهو الأمر الذي يتنافى مع حقيقة وصحة أن كل المساحة التي يحيط بها السور، هي المسجد الأقصى المبارك.
وفي تصريح سابق لـ"عربي21"، أكد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين، أن "المصلى القبلي، هو جزء من الأقصى، قبة الصخرة المشرفة، هي إحدى قباب الأقصى".
اقرأ أيضا: شخصيات فلسطينية تدعو إلى انتخاب مجلس وطني جديد (أسماء)
وفي تعليقه على ما كشف من بعض تفاصيل اتفاق التطبيع بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي، بالسماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى، وأن الأقصى ينحصر فقط في المصليات المغلقة كالمصلى القبلي، أكد الشيخ حسين، أن "المسجد الأقصى هو كل المساحة التي يحيط بها السور من الجهات الأربع؛ بمعنى أن كل ما أحاط به السور، هو مسمى المسجد الأقصى المبارك".
ومن أجل الوقوف على حقيقة ما حدث، أكد الوكيل المساعد بوزارة التربية والتعليم الفلسطينية للشؤون التعليمية، ورئيس مركز المناهج الفلسطينية، ثروت ثابت، أن ما وقع في طبعة كتاب التنشئة الخاص بالصف الثالث الابتدائي، خطأ غير مقصود، لافتا إلى أنه "تم الإيعاز للجهات المختصة بكتاب رسمي، بسرعة معالجة هذا الخطأ، وتم التعديل (الأحد 11 أكتوبر 2020)".
المعلومة الدقيقة
وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "كافة النسخ تعتمد المسجد الأقصى، ربما كان هناك من لعب في هذه الطبعة التي تجري طباعتها منذ سنتين في آخر لحظة، ولم يلاحظ أحد ذلك"، منوها إلى أنه "تم التعديل والتأكيد، أن المسجد القبلي هو عبارة عن الجزء الجنوبي من المسجد الأقصى، وأن المسجد الأقصى المبارك؛ هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، الذي يقع على كامل مساحة الـ 144 دونما إضافة إلى السور".
وعن مراجعة الكتب الدراسية لضمان عدم وجود أخطاء، أوضح ثابت، أنه "تتم مراجعة الكتب قبل طباعتها أكثر من مرة من قبل لجان مختلفة، وما وقع، يدل على أنه مهما بذل من جهد، تبقى هناك إمكانية لوجود أخطاء هنا أو هناك، إضافة إلى أن مراحل التصميم والطباعة طويلة، ومن الوارد جدا وجود أخطاء".
وشدد على أن "الوزارة تحرص بشكل كبير على إيصال المعلومة الدقيقة للطالب، وتشكر كل من نبه لهذا الخطأ"، موجها "دعوة مفتوحة، لكل من يجد أي خطأ للتواصل المباشر مع الوزارة، التي تحرص على الفور وبشكل مباشر على تصحيح أي خطأ؛ بعد التحقق عبر لجنة منه".
ونبه الوكيل المساعد، إلى أن "البعد الوطني موجود في الكتب الدراسية لأبعد ما يمكن أن يتخيله الإنسان، والرواية الفلسطينية متوفرة بقوة كبيرة".
وفي رده على من ربط ما ورد قبل التصحيح من خطأ بما جاء في "صفقة القرن" الأمريكية، قال: "هذه الطبعة موجودة قبل أن تظهر صفقة القرن، وهذا الأمر ليس له علاقة بتلك الصفقة".
الموقف الفلسطيني
ولفت رئيس مركز المناهج، إلى وجود "هجوم مستمر" على قسم المناهج بالوزارة؛ من قبل الاحتلال وغيره، منوها إلى أن العاملين في مركز المناهج، استمروا في عملهم رغم إجراءات الإغلاق بسبب تفشي وباء كورونا، ورغم قلة الإمكانيات، وبذلوا جهدا كبيرا، لضمان توفير الكتب الدراسية، والتي يبلغ عددها 420 كتابا".
اقرأ أيضا: عكرمة صبري لـ"عربي21": المجازر بحق الأقصى مستمرة (شاهد)
وخلال مراجعة "عربي21" للكتاب المذكور، تبين أن مستشار رئيس السلطة للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية الدكتور نبيل شعث، قام بمراجعة الكتاب، وأكد في اتصال مع "عربي21"، أنه قام بمراجعة العديد من الكتب الخاصة بوزارة التربية والتعليم.
وعن ما ورد في الكتاب، قال: "أعوذ بالله، لا يمكن أن أكون قد وافقت على مثل هذا الكلام"، منوها إلى أنه "لا أحد يمكنه أن يحملني المسؤولية عن الشكل النهائي لهذه الكتب؛ الوزارة كانت ترسل الكتب، وكنت أضع تعليقاتي عليها، ولكن لم أطلع على ما نفذ أو لم ينفذ مما كتبت".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أنه حاول جاهدا خلال عمله مستشارا للوزارة، أن يقوم بـ"تطوير وتحسين" ما وصله من كتب لمراجعتها، مؤكدا حرصه الشديد خلال عملية المراجعة، على أن "تبقى الكتب التعليمية وطنية، وتمثل الموقف الفلسطيني التاريخي الحقيقي".
ونبه شعث، إلى أن "أي خلل يمكن تعديله، يجب تعديله، لأن هذا الأمر يتعلق بعقول ومستقبل النشء الفلسطيني، وما ورد في الكتاب (التنشئة الوطنية للصف الثالث الابتدائي)، خطأ ويجب تعديله فورا، وهذا ما أطالب به الوزارة"، وهو ما تم بالفعل من قبل وزارة التربية والتعليم الفلسطينية.