هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أوضح مستشرق إسرائيلي، أنه في الوقت الذي يهاجم فيه الأمير السعودي بندر بن سلطان الشعب الفلسطيني وقيادته، يستجدي كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، من يريد التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، بأن يمتنع عن تخوين الفلسطينيين.
وفي مقال نشرته صحيفة
"إسرائيل اليوم"، قال أستاذ دراسات الشرق في جامعة "تل أبيب"،
إيال زيسر: "لقد ظهر العنوان على الحائط منذ زمن بعيد؛ ففي بداية هذه السنة
فشل الفلسطينيون في مساعيهم لمنع الاختراق في علاقات إسرائيل والسودان، وفي الشهر
الماضي اضطروا لرفع الأيادي بعد أن وقعت الإمارات والبحرين على اتفاقات تطبيع مع
تل أبيب".
ونبه أنه خلال انطلاق
الفلسطينيين في كفاحهم، "تبين لهم أنهم وحدهم، وفشلت محاولتهم تجنيد جامعة الدول
العربية، ولم تنضم إليهم أي دولة عربية في شجب اتفاقات التطبيع"، لافتا أن
"الأيام التي ردعت فيها الزعرنة الفلسطينية العالم العربي، انقضت، وبالفعل
يتبين أن أمراء الخليج جبلوا من مادة أخرى".
لقد خرج الأمير السعودي
بندر بن سلطان الأسبوع الماضي، رئيس جهاز الاستخبارات السابق، في هجوم غير
مسبوق على الفلسطينيين، ووجه لهم أقوالا حادة لم يسمع لها مثيل من أحد في الماضي،
ووصف الزعماء الفلسطينيين بأنهم "محامون فاشلون لقضيتهم".
ونوه زيسر، أن ما "يشهد على صدمة التصريحات التي أثارها بندر بن سلطان، رفع الراية البيضاء من قبل صائب عريقات؛ المسؤول الكبير في منظمة التحرير الفلسطينية؛ فقبل بضعة أسابيع من ذلك، اتهم دول الخليج بأنها تساعد إسرائيل على تهويد القدس، وأنها طعنت الفلسطينيين في الظهر".
وأضاف: "أما الآن،
فقبل بضعة أيام من مرضه بكورونا، طلب الرحمة و"سمح" لكل من يريد أن يطبع
علاقاته مع إسرائيل أن يفعل ذلك، ولكنه طلب، بل واستجدى، أن يمتنعوا عن مهاجمة
الفلسطينيين مثلما فعل الأمير السعودي (اتهامهم بالخيانة)".
اقرأ أيضا: عريقات: من أراد التطبيع فليفعل دون تخوين الفلسطينيين
وزعم المستشرق الإسرائيلي، أنه "حتى محاولة عرض الفلسطينيين كضحايا دون ذنب اقترفوه، لم يعد هناك من يشتريها"، لافتا أنه إضافة إلى "طلاق" الخليج للفلسطينيين، هناك زعيم النظام السوري بشار الأسد هو الآخر، الذي "أطلق الإشارات عن استعداده لاستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل، ونبه أن القضية الفلسطينية لم تعد تهمه، ولا ينبغي لها أن تعرقل تحقيق السلام بينه وبين إسرائيل"، بحسب قوله.
وتابع: "لا شك أن
الفلسطينيين ربحوا باستقامة المعاملة التي يبديها العرب تجاههم، وعلى مدى السنين
تعاطوا مع الدول العربية وكأنها توجد في جيبهم، مستعدة لأن ترضي الفلسطينيين وأن
تلبي طلباتهم بأي ثمن، وإلا سيتهمون بالخيانة، غير أن تلك الأيام انقضت وبدأ عصر
جديد، عصر التطبيع مع إسرائيل".