هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت
مؤسسة "نشطاء لحقوق الإنسان" إنها تلقت بـ"حزن شديد وألم عميق نبأ وفاه المفكر
المصري أمين المهدي (76 عاما) بعد أيام قليلة من خروجه من السجون المصرية"،
مطالبة السلطات المصرية بالتحقيق في ملابسات الوفاة التي أكد معارضون ومقربون منه أنها
غير طبيعية على الإطلاق، وأنها ترقى للاغتيال، بحسب قولهم.
وفي
بيان لها، الاثنين، نقلت مؤسسة نشطاء لحقوق الإنسان عن بعض المصادر (لم تسمهم)،
قولهم إن "المهدي قُتل بحقنة سامة أثناء محبسه، ولم يتسن للمؤسسة التأكد من
صحة هذه المصادر، لكننا نؤكد أن النتيجة واحدة سواء قتل بالسم أو بعدوى فيروس كورونا
القاتل".
وأشارت
المؤسسة إلى أن "قوات الأمن المصرية اعتقلت الكاتب والباحث أمين المهدي، في 8
أيلول/ سبتمبر الجاري، من أمام منزله في الإسكندرية، قبل أن تقتاده إلى شقته
وتستولي على حاسوبه (جهاز اللاب توب الخاص به) وتليفوناته وأوراقه ومتعلقاته
الشخصية، بعد تفتيش محتويات مكتبه، بسبب كتاباته المنتقدة للنظام الحاكم في مصر".
ودعت
مؤسسة نشطاء لحقوق الإنسان الجهات العدلية وجهات إنفاذ القانون في مصر ومؤسسة الطب
الشرعي إلى "التحقيق في ملابسات وظروف وفاه المهدي، وتوضيح الأسباب الحقيقية
التي أدت لوفاته على هذا النحو".
اقرأ أيضا: مصر: وفاة المفكر أمين المهدي بعد أيام من إطلاق سراحه
وطالبت
السلطات المصرية بتوضيح حقيقة المواقف في السجون المصرية وانتشار وباء كوفيد-19
القاتل داخل السجون والمعتقلات وأماكن الاحتجاز واتباع سياسية الشفافية في الإعلان عن حجم وعدد الحالات وكذلك الأليات
المتبعة من قبل وزارتي الصحة والداخلية لحماية السجناء من هذا الوباء القاتل.
وطالبت مؤسسة نشطاء لحقوق الإنسان، المنظمات الحقوقية والأحزاب والنقابات وكافة
القوى السياسية والاجتماعية في مصر بـ"التنديد بحالات الوفاة والإهمال الطبي
داخل السجون وأماكن الاحتجاز، وتكرار حالات الوفاة في الآونة الأخيرة" .
وكذلك،
طالبت المؤسسة بـ "إجراء تحقيق عادل ونزية وشفاف في ملابسات وفاة كل من
الصحفي محمد منير، والباحث أمين المهدي، وتقديم المسؤولين عن هذا الإهمال للمحاسبة
في حال تم إثبات الوفاه كنتيجة للإهمال الطبي أو الإصابة بفيروس كورونا".
بدورها،
قالت مبادرة "وطن للجميع" المعارضة: "كما توقعنا، تم اغتيال أمين
المهدي، كما تم اغتيال الكاتب الصحفي محمد منير، وكما تم اغتيال الدكتور محمد مرسي؛
فالجميع تم اغتيالهم بنفس الطريقة التي اغتال الصهاينة بها ياسر عرفات"، مؤكدة
أن "السيسي يغتال معارضيه للخلاص من أي تهديد"، على حد قولها.
وتوفي
الكاتب والمفكر السياسي المصري المعارض، أمين المهدي، الأحد، وذلك بعد أيام قليلة
من إطلاق سراحه بعد أن اُعتقل لنحو 3 أسابيع، وسط شكوك حول ملابسات الوفاة.
وفي
9 أيلول/ سبتمبر الماضي، اعتقلت السلطات المصرية أمين المهدي، من منزله بمحافظة
القاهرة. وتم إطلاق سراحه في 30 أيلول/ سبتمبر الماضي.
"آخر لقاء صحفي"
وفي
آخر مقابلة له مع "عربي21"، قال "المهدي" إن "العمليات
المسلحة في سيناء لغز كبير مشبوه، في ظل تعتيم كامل أكثر شبهة، خاصة أنها تحدث فقط
ضد السكان المسالمين لتبرير الإبادة الجماعية والتهجير القسري لهم، وضد المجندين
المساكين الفقراء وشباب الضباط بدون واسطة، وضد الممتلكات المصرية"، مستدركا:
"أعتقد أنها فرق موت ومليشيات شكّلها الجيش والسيسي لتنفيذ (صفقة القرن)،
وهذا لا يمنع وجود تمرد مسلح محدود".
ولفت
إلى أن "أكبر جرائم الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه اختزل الدولة بالكامل
سياسيا وقانونيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا في الجيش"، لافتا إلى أن
"كل الدول التي اختُزلت في الجيوش ذهبت أدراج الرياح، وربما كانت هذه النتيجة
هي هدف السيسي الاستراتيجي".
وطرح
"المهدي" وثيقة مبادئ كحد أدنى للتغيير في مصر بهدف "إسقاط جمهورية
الإقطاع العسكري المركزية مع المحافظة على مدنية وسلمية كل أنواع الحراك
والنضال"، مشدّدا على "إعادة هيكلة الجيش ليصبح جيشا صغيرا محترفا حديثا
وظيفته الأساسية التدريب والصيانة ومناقشة الخطط الدفاعية عن الحدود على أن تكون
قواته الضاربة وجسده المقاتل من المجندين الاحتياط، مع إبعاد المؤسسة العسكرية
تماما عن أي مهام أو طوارئ مدنية داخلية".
"أمين المهدي"
في سطور
والمفكر
أمين المهدي حاصل على بكالوريوس كلية الفنون التطبيقية مجال الطباعة، وكان مديرا
لمطابع صحيفة "أخبار اليوم" حتى الاستقالة في العام 1980. ثم أسس دارا
للنشر، وهي الدار العربية للنشر عام 1985، والتي نشرتْ أول ترجمة عربية لرواية
القرن العشرين: يوليسيس.
وله
كتب عدّة منها كُتب سياسيّة تُشرِّحُ الموقف العربي ضد إسرائيل والعالم، تُرجِم أحدُها
للعبرية ودُرِّسَ في جامعة برينستون بولاية نيوجيرسي الأمريكية.
ومن
مؤلفاته: كتاب "الجزائر بين العسكريين والأصوليين" (1991)،
و"الصراع العربي الإسرائيلي - أزمة الديمقراطية والسلام" (1997)،
و"العرب ضد العالم - الأيديولوجيات الشمولية واللاهوت العربي الإسلامي"
(2013)، و"الثورة المصرية بين القلعة والمعبد"، و"حضارات حوض
المتوسط: جدل الساحل والداخل".
وله
42 دراسة في جريدة الحياة اللندنية من 1999 إلى 2005، وتوقفت نتيجة ضغط النظام
المصري على جريدة الحياة، بجانب دراسات نشرت في العديد من الدوريات والمواقع
بالعربية والإنجليزية.