ملفات وتقارير

هل ينتخب الأمريكيون من أصول إيرانية ترامب أم بايدن؟

أشارت بيانات إحصائية إلى وجود ما يصل إلى مليون ونصف المليون أمريكي إيراني يقيمون بالولايات المتحدة- جيتي
أشارت بيانات إحصائية إلى وجود ما يصل إلى مليون ونصف المليون أمريكي إيراني يقيمون بالولايات المتحدة- جيتي

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية واحتدام المنافسة بين الرئيس الحالي دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي جو بايدن، تتجه الأنظار إلى الكتلة التصويتة المتمثلة بالناخبين الأمريكيين من ذوي الأصول الإيرانية.


وأظهرت بيانات الإحصاء السكاني بالولايات المتحدة لعام 2010، أن هناك ما يقرب من نصف مليون أمريكي من أصول إيرانية، على الرغم من أن بعض البيانات تشير إلى وجود ما يصل إلى مليون ونصف أمريكي إيراني يقيمون بالولايات المتحدة، وتتركز أكبر جالية إيرانية بالعالم خارج إيران في "لوس أنجلوس".


وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير ترجمته "عربي21" إنه "من المتوقع أن تدعم غالبية الإيرانيين الأمريكيين بايدن في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل"، مستدركة بأن "هناك بعض الأصوات المؤيدة لترامب، وتأمل في إعادة انتخابه".

 

تبرير دعم ترامب


ولفتت الصحيفة إلى أن الأمريكية ذات الأصول الإيرانية كريسماس سيمون (52 عاما) هي واحدة من قلة من مؤيدي ترامب الحاليين، منوهة إلى أنها انتقلت من طهران إلى كاليفورنيا مع أسرتها في عام 1975.

 

اقرأ أيضا: ملياردير أمريكي إسرائيلي يدعو اليهود لدعم بايدن.. ويبرر


وتبرر سيمون موقفها بأنها لا تريد أن تتجه الولايات المتحدة نحو "الاشتراكية"، بحسب "هآرتس" التي أشارت إلى أن الأمريكيين الإيرانيين الذين يدعمون ترامب "يفعلون ذلك لأنهم سئموا من اليسار"، منوهة إلى أن استطلاعا أجراه تحالف الشؤون العامة للأمريكيين الإيرانيين أظهر في أيلول/ سبتمبر 2019 أن 21 بالمئة فقط من الإيرانيين الأمريكيين رجحوا تصويتهم لترامب في عام 2020.


ووفق الاستطلاع ذاته، يعتقد ثلثا المستطلعين أن تعامل ترامب مع العلاقات الأمريكية الإيرانية "كان جيدا"، في حين تصدرت العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران أهم قضايا المجتمع، وقال 41 بالمئة من المستطلعة آراؤهم إنهم "تواصلوا مع العائلة والأصدقاء في إيران مرات عدة أسبوعيا".


لكن تريتا بارسي نائبة الرئيس التنفيذي لمعهد "كوينسي لفن الحكم" والمسؤولة السابقة للمجلس القومي الإيراني الأمريكي، تشير إلى أن سياسة ترامب العنصرية زادت من نفور المجتمع، وتحديدا الأمريكيين الإيرانيين، موضحة أن قرار حظر السفر من ست دول ذات أغلبية مسلمة، أثر بشكل كبير على الإيرانيين، ومنع أكثر من 30 ألف إيراني من دخول الولايات المتحدة على مدار أربع سنوات، بحسب مجلة "فورين بوليسي".

 

نوايا التصويت


وأشارت المجلة إلى أنه رغم حظر السفر الذي يؤثر بشكل مباشر على العديد من الإيرانيين بالولايات المتحدة وعائلاتهم بالخارج، إلا أن الجاليات الفارسية بما في ذلك اليهود الأمريكيون الإيرانيون، لا تزال معاقل للحزب الجمهوري.


وتحدثت صحيفة "هآرتس" العبرية مع ناخبين أمريكيين إيرانيين في جميع أنحاء الولايات المتحدة، لفهم نواياهم التصويتية بشكل أفضل، ولمعرفة سبب كون البعض مؤيدا بقوة لترامب، لافتة إلى أن الأمريكيين الإيرانيين هم من بين أكثر مجموعات المهاجرين تعليما بأمريكا.

 

اقرأ أيضا: NYT: سياسة ترامب بالشرق الأوسط خلقت مشاكل كبرى


ووجد تقرير حديث صادر عن مجموعة الدراسات الإيرانية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن "متوسط دخل الفرد للأمريكيين الإيرانيين كان أعلى بحوالي 50 بالمئة من بقية البلاد".


وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن العديد من الأمريكيين الإيرانيين الذين يدعمون ترامب، على استعداد لتبرير عنصريته وكراهيته للأجانب، بسبب أجندتهم الاقتصادية والمزايا الضريبية، مبينة أن "الفئة الأكبر سنا منهم الذين ليسوا أثرياء يدعمون ترامب لأنهم يعتقدون أن صورتهم في الظهور كأثرياء مهمة أيضا".

 

ولفتت الصحيفة إلى أن الأمريكيين الإيرانيين الأصغر سنا يدركون أهمية التصويت للمرشح الديمقراطي جو بايدن، متطرقة إلى التزام ترامب بالتعهدات التي أطلقها بحملته الانتخابية الماضية، والتي تمثلت بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وتعزيز العقوبات على طهران.

 

صوت الأثرياء


ونقلت الصحيفة عن أمريكيين إيرانيين معارضين لنظام طهران، أنهم معجبون بأسلوب ترامب وصلابته في التعامل مع النظام الإيراني، مشيرة إلى أن بعضهم يقود حملات إلكترونية باسم "الإيرانيون معجبون بترامب" ضمن الحملة الدعائية للانتخابات المقبلة.


وأشارت إلى أن الأمريكيين الإيرانيين الذين لا يدعمون أيضا ترامب، يعترفون ببعض إنجازاته الاقتصادية، ولا يرفضون جميع سياساته المتخذة ضد طهران، ومن ضمنها اغتيال قائد الحرس الثوري قاسم سليماني.


بدوره، رأى رئيس أركان كولن باول السابق الكولونيل لورانس ويلكرسون، وهو من أشد منتقدي السياسة الخارجية للولايات المتحدة بالشرق الأوسط، أن "غالبية الإيرانيين الأمريكيين سيصوتون لصالح بايدن".


وتابع ويلكرسون في حديثه لـ"هآرتس": "الأمريكيون الإيرانيون الموالون لترامب عادة ما يكونون أثرياء للغاية، ويحبون معاملة ترامب لالتزاماتهم الضريبية، وآخرون يكرهون النظام في طهران بشدة لدرجة أنهم لا يدعمون أي شيء آخر سوى زيادة الضغط على النظام، رغم تأثر المواطن الإيراني العادي".


 
التعليقات (0)