هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذّر إسرائيليون من التقارب بين تل أبيب وبكين، مشيرين إلى أنه لا يحظى بشرعية لأسباب عدة منها مواقف الصين العدائية تجاه الاحتلال الإسرائيلي على حد وصفهم.
وقال البروفيسور توماس غوتمان، محاضر الكيمياء والبيولوجيا الجزيئية، وأجرى أبحاثًا في شركات التكنولوجيا الحيوية، بمقاله على موقع "زمن إسرائيل"، الذي ترجمته "عربي21، إن "الصينيين رفضوا إقامة علاقات دبلوماسية حتى 1992، مع أنه خلال الثمانينيات، بدأت إسرائيل علاقات خفية مع الصين، اكتسبت منها إمدادات من المعرفة التكنولوجية والعسكرية، لم يحصلوا عليها من بلدان أخرى".
وأضاف أنه "بعد مقتل الطلاب في ميدان تيانانمين أواخر الثمانينيات، اعتقدت الصين أن إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل ستساعد في تحسين صورتها في الغرب، ورغم تصويتها المنهجي ضد إسرائيل بالأمم المتحدة، فقد رحبت الأخيرة بإقامة العلاقات الدبلوماسية".
وأشار إلى أنه "خلال سنوات الانتفاضة الفلسطينية الثانية، حوّل البنك المركزي الصيني مبالغ كبيرة لتمويل عمليات لفصائل فلسطينية"، على حد تعبيره.
وأوضح أن "إسرائيل قبلت بشروط الصين لتقليص العلاقات مع تايوان، وزودت إسرائيل الصين بالعديد من التقنيات العسكرية، بما فيها العناصر الحساسة للغاية، ومع مرور الوقت ظهرت التقنيات المتعلقة بالطائرات الإسرائيلية في الصين، ما تطلب من الولايات المتحدة التدخل، وإيقاف بعض الصفقات الضارة جدًا بالمصالح الغربية، خاصة حين أرادت إسرائيل بيع طائرات تجسس "فالكون" أو قطع غيار طائرات بدون طيار للصين".
وأكد أن "إسرائيل تواصل من جانب واحد إقامة علاقة "القزم الممتلئ بعملاق مهدد"، وتسمح للصين بإدارة المشاريع الاستراتيجية كأعمال التعدين في الأنفاق الإسرائيلية، وبناء الميناء الجنوبي في أسدود، وتأسيس السكك الحديدية الخفيفة في تل أبيب، وبناء خط القطار إلى إيلات، وبناء وتشغيل منشأة سوريك لتحلية المياه لمدة 25 سنة، كما تمنح الصين السيطرة على المصانع المهمة مثل "تنوفا" والعديد من المصانع الأخرى".
اقرأ أيضا: صحف صينية تصف إسرائيل بـ"الكلب الأمريكي" بسبب الـ 5G
واستدرك بالقول إن "الصين في المقابل لا تقدم تقنيات أفضل، ولكن أسعارًا أقل في كل مناقصة، وهذه هي الطريقة التي تدير بها شراء دول بأكملها في إفريقيا، وإسرائيل من ضمنها، ولا يفكر العديد من رجال الأعمال الإسرائيليين في الجودة المنخفضة التي يتلقونها من الصين، ولا يتذكرون الفضائح العديدة، مثل حالات الأطعمة أو الألعاب السامة".
ونقل عن أحد مديري مشروع القطار الخفيف في تل أبيب أن "الصينيين مرتبكون بعض الشيء، إنهم يرتجلون، لكنهم أرخص من الموردين الآخرين"، لكن "الخطير صيف هذا العام، توقيع الصين لصفقة مع إيران لشراكة اقتصادية وأمنية بقيمة 400 مليار دولار على مدى 25 عامًا مقابل النفط، مع اتفاق يشمل الأسلحة والتعاون السيبراني والتدريب المشترك والتعاون في تطوير الأسلحة والاستخبارات".
وأكد أن "إسرائيل مطالبة بأن تعي أن الصين ليست صديقة، وليست بديلاً عن الدعم الأمريكي، وعليها ألا تسمح بأن تستخدم الصين غواصاتنا وسفننا التابعة للأسطول السادس الأمريكي في ميناء حيفا، الخاضع لسيطرة الصين، صديقة إيران، يبدو الأمر كما لو أننا نعطي الاتحاد السوفييتي السيطرة على مواقعنا الاستراتيجية قبل حربي 1967 و1973، ما يشعر كبار الاستراتيجيين في إسرائيل بالقلق".
الجنرال شبتاي ليفي، عميد بحري متقاعد، والبروفيسور شاؤول حوريف، رئيس مركز السياسة البحرية والبحوث الاستراتيجية، يعتقدان أن "الموانئ هي بنية تحتية استراتيجية لإسرائيل، ويجب عليها ألا تنقل موانئها إلى كيان أجنبي، يجب أن تكون البحرية حصرية داخلية، الصين لا تحبذ إسرائيل، إنها هنا لأخذ التكنولوجيا منها، هي تحاول استخدام العقل اليهودي".
أما أفرايم هاليفي، الرئيس السابق للموساد، فحذر من أن "السيطرة الصينية على مناطق استراتيجية مثل البنية التحتية الوطنية، أو شركات المواد الغذائية قد تضعف السيادة الإسرائيلية، وتضعف قدرتها على التعامل مع تصعيد الصراع أمام إيران".
فيما أبدى رئيس جهاز الأمن العام-الشاباك، نداف أرغمان، قلقه بشأن مشاركة الصين بمشاريع إسرائيل الكبيرة، معتبرا أن "النفوذ الصيني في إسرائيل خطير، خاصة عندما يتعلق بالبنية التحتية الاستراتيجية، واستثمارات الشركات الاقتصادية الكبرى، هناك حاجة لتشريع يشرف على هذه الاستثمارات، وحذر مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي، صديقنا الوحيد في العالم، من نقل البنية التحتية الحيوية الإسرائيلية لأيدي الصين".
وأكد أنه "من الغريب والمثير للشكوك أننا لم نعد نسمع عن مشاركة لجان الكنيست في هذه النقاشات الحيوية، رغم وجود حالات الخيانة والتجسس التي شهدناها في إسرائيل، ومنها التجسس لصالح إيران من الوزير السابق غونين سيغيف، وأخطاء السياسيين المسؤولين عن الأعمال التجارية مع الصين مثل وزير المالية يسرائيل كاتس، وهي أسباب تدعو للقلق".
وأشار إلى أنه "حتى لو كنا نثق بكل وزراء الحكومة الإسرائيلية، ورغم التحفظات على استراتيجيتنا، وثقتنا بأن العمل مع الصين لن يهدد أمن إسرائيل، فمن الصعب تصديق أن الصينيين يقدمون لإسرائيل خدمات وسلعًا عالية الجودة، ومع افتراض أننا نؤمن بجودة الخدمات والبضائع الصينية، فإن ذلك كفيل بأن يفسد علاقتنا الوثيقة مع صديقنا الرئيسي الولايات المتحدة".