هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعرب أنور الغربي مستشار الرئيس التونسي الأسبق عن أسفه لغياب أي موقف تونسي رسمي إزاء تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير داخليته بشأن الإسلام والمسلمين، واعتبر ذلك نقطة ضعف ديبلوماسي دعا إلى تداركها.
وقال الغربي في حديث مع "عربي21": "أجدد الدعوة للسيد رئبس الجمهورية باعتباره المسؤول الأول عن الديبلوماسية في البلاد أن يسارع إلى الإعلان ـ إما مباشرة أو عبر وزارة الخارجية ـ عن موقف يطمئن الشعب وأفراد الجالية التونسية في فرنسا وكل من لهم مصالح تجارية مع هذا البلد من خلال دعوة السلطات الفرنسية إلى احترام ثقافة الآخرين التي تكفلها المواثيق الدولية والدعوة إلى التهدئة والحوار ونبذ كل أشكال التطرف والعنف".
وأضاف: "إنه من غير المنطقي ولا المفهوم عدم صدور أي بيان أو موقف رسمي من السلطات التونسية بخصوص تصريحات الرئيس الفرنسي ووزير داخليته الأسبوع الماضي".
وحذّر الغربي من أن "محور التطبيع والنظم الديكتاتورية لن يقدم على أي خطوة لإدانة ما تقوم به السلطات الفرنسية هذه الأيام، بل إن عديد التقارير ذات المصداقية تؤكد بأن دولا خليجية غنية مستعدة أن تعوض خسائر فرنسا من حملة المقاطعة التي تمتد وتتوسع كل يوم".
وأشار الغربي إلى أن ما صدر من مواقف مشرفة حتى الآن تعبر عن نبض الشعوب الحرة جاء من بلدان إما ديمقراطية أو تحكمها منظومة العدالة وحكم القانون والقيم الإنسانية، وقال: "يؤلمني غياب اسم بلدي تونس عن الالتحاق بركب الشرفاء وصانعي التاريخ الجديد".
وأكد الغربي أن تصريحات وزير الداخلية الفرنسي دارمانان فيها استهداف مباشر لأرزاق ومعيشة الآلاف من التونسيين كما أن ما أقدم عليه الرئيس ماكرون وتواصله الآن وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة وممارسات رجال الأمن هو "خدمات ما بعد البيع" مع مواصلة التحريض والاستهداف.
وطالب الغربي في ختام تصريحاته لـ "عربي21"، الرئاسة التونسية بالاعتذار لفرنسا عن تنظيم قمة البلدان الفرنكفونية في تونس السنة المقبلة بسبب موقفها المعادي للإسلام والمسلمين.
وشهدت فرنسا خلال الأيام الماضية، نشر صور ورسوم مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، على واجهات بعض المباني. وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في تصريحات إن بلاده لن تتخلى عن "الرسوم الكاريكاتورية" (المسيئة للرسول محمد والإسلام).
وتشهد فرنسا مؤخرا، جدلا حول تصريحات قسم كبير من السياسيين، تستهدف الإسلام والمسلمين عقب حادثة قتل مدرس وقطع رأسه في 16 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري على خلفية إساءته للنبي محمد، حتى أن وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد درمانان، أعلن عن انزعاجه من وجود أقسام خاصة بالمنتجات الغذائية الحلال بالمتاجر في بلاده.
واستنكرت العديد من الهيئات الإسلامية حادثة قتل المدرس، لكنها شددت على أن ذلك لا يمكن أن ينفصل عن إدانة تصرفه المتعلق بعرض الرسوم "المسيئة" للنبي.