هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
علق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، على القصف الروسي لـ"فيلق الشام" شمال غربي إدلب، مشددا على أنه يدل على أن "روسيا لا تدعم السلام والاستقرار بالمنطقة".
وقال الرئيس التركي، في كلمة له خلال حضوره اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية في مقر البرلمان بالعاصمة أنقرة: "استهداف روسيا مركزا لتأهيل الجيش الوطني السوري في إدلب مؤشر على عدم دعمها للسلام الدائم والاستقرار بالمنطقة"، وفق ما نقلت وكالة "الأناضول" التركية.
ووقع عشرات القتلى والجرحى في قصف روسي، الاثنين، استهدف فصيل "فيلق الشام" المعارض، في ضربة استهدفت معسكرا تابعا له في منطقة جبل الدويلة، التابعة لحارم شمال غربي إدلب.
اقرأ أيضا: عشرات القتلى بقصف روسي لمعسكر فصيل معارض بإدلب
وأردف أردوغان: "ينبغي على الذين يلتفون للسيطرة على أراضي سوريا والذين يتخلفون عن مكافحة "داعش" مثلنا أن يتخلوا عن هذه المسرحية"، مشيرا إلى أن بلاده وحدها التي "تخوض كفاحا حقيقيا ضد داعش".
وشدد على أن بلاده "قادرة على
تطهير كامل سوريا من التنظيمات الإرهابية إن لزم الأمر".
وهدد بأنه إذا لم يتم
الوفاء بوعود إخراج "الإرهابيين" من الخطوط التي حددتها أنقرة في سوريا "فإن لدينا الحق في
إخراجهم متى أردنا".
الحرب في قره باغ
وفي سياق آخر، قال الرئيس التركي إنه اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على العمل سويا من أجل إيجاد حل سلمي للصراع بين أذربيجان وأرمينيا.
وأضاف: "اتفقت مع بوتين على أن يقوم بمباحثاته مع (رئيس الوزراء الأرميني) نيكول باشينيان، وأنا مع شقيقي (الرئيس الأذربيجاني إلهام) علييف، لنتخذ خطوة صادقة في هذا الصراع".
وأردف "اقترحت على بوتين تشكيل وفود، واجتماع وزيري خارجية البلدين، لكن قبل كل شيء الاتفاق على امتلاك الرغبة الحقيقية لحل النزاع".
وأشار أن "بوتين قال لي إنكم ترسلون جنودا من الشرق الأوسط وسوريا إلى أذربيجان، فقلت له إن معلومات استخباراتية لدينا تشير إلى أن التحاق حوالي ألفين إرهابي من منظمة "بي كا كا"، و"ي ب ك"، في صفوف أرمينيا، مقابل راتب شهري يبلغ 600 دولار أمريكي، معظمهم كان فعالا في سوريا".
وزاد قائلا "أبلغني بوتين أنه لم يكن يعلم ذلك، فقلت له أنا أخبرك الآن، وأدعوك للوقوف على هذا الموضوع، وتحذير باشينيان جراء ذلك، وإلا سنقوم باللازم حيال الأمر".
أزمة الرسوم المسيئة
وتطرق الرئيس التركي إلى الأزمة مع فرنسا حول الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقال: "مع الأسف نمر
بمرحلة انتشر فيها العداء للإسلام والمسلمين والإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم كالسرطان الخبيث
وخاصة بين السياسيين الأوروبيين".
وأردف: "شرف لنا أن نقف
بصدق ضد الإساءة لرسولنا الكريم".
اقرأ أيضا: أردوغان يقدم شكوى قضائية ضد مسؤول هولندي متطرف
وتصاعد التوتر التركي الفرنسي، في الأيام الماضية، على خلفية نشر باريس رسوما مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، على بعض المباني، أيدها الرئيس ماكرون في تصريحات الأربعاء الماضي.
وأشعلت تصريحات ماكرون والرسوم المسيئة موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي، وأُطلقت في بعض الدول حملات مقاطعة للمنتجات والبضائع الفرنسية. وكان الرئيس التركي من أبرز المنتقدين للإجراءات الفرنسية، إذ إنه دعا شعب بلاده للمقاطعة، ووصف ماكرون "بالمختل عقليا".
التأثير على تركيا
وفي رسالة نشرها الرئيس التركي بمناسبة الذكرى الـ97 لتأسيس الجمهورية التي توافق الخميس 29 تشرين أول/ أكتوبر، قال أردوغان: "إنه لا توجد قيمة لأفعال المنزعجين من تحرك تركيا بإرادتها الحرة".
وأفاد أردوغان: "نواصل المضي بخطى واثقة نحو أهدافنا المنشودة لعام
2023، ونستعد للاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية".
وأضاف أنه "لم يعد هناك أي جدوى أو قيمة لتصريحات وأفعال المنزعجين من
تحرك تركيا بإرادتها الحرة".
اقرأ أيضا: أردوغان يدعو الشعب التركي إلى مقاطعة البضائع الفرنسية
وأوضح الرئيس التركي أنه كلما اقتربت تركيا من أهدافها، كلما اتسعت جبهة
العداء المتربصة بها، مؤكدا أنهم يحبطون بفضل دعم الشعب كافة الهجمات التي تستهدف
البلاد واحدا تلو الآخر.
وأضاف أن الأطراف (لم يسمها) التي كانت تحدد مسارات تركيا ببضع عمليات
بسيطة سابقا، باتت تنزعج اليوم من تحرك تركيا بإرادتها الحرة، مؤكدا أنه لم تعد
هناك أي قيمة لتصريحات وأفعال تلك الأطراف.
وشدد على أن تركيا ستواصل التحرك وفق رؤيتها وأجندتها الخاصة بغض النظر عما
يقوله ويفعله الآخرون.
وأعرب عن إيمانه بأن مرحلة جديدة ستبدأ في المنطقة والعالم، عندما تحقق
تركيا أهدافها لعام 2023.