سياسة عربية

تدخلات بتشكيل حكومة اليمن.. والجيش يتقدم على الأرض

هل يتوافق جميع اليمنيين على تشكيلة الحكومة المقبلة؟- (واس)
هل يتوافق جميع اليمنيين على تشكيلة الحكومة المقبلة؟- (واس)

كشف مستشار الرئيس اليمني، أحمد بن دغر، الخميس، عن تدخلات خارجية في تشكيل الحكومة المنبثقة عن اتفاق الرياض وآلية تسريعه، محذرا من مرحلة صعبة تعيشها الشرعية في البلاد، فيما تتقدم قوات الجيش اليمني على الأرض على حساب مليشيات الحوثي.

وقال ابن دغر، رئيس الوزراء اليمني السابق، في بيان له : "لقد بذلنا جهدنا لتكون آلية توزيع الحقائب الوزارية أكثر عدلا".

وأضاف وهو قيادي بارز بحزب المؤتمر الذي يرأسه هادي: "تحفظنا على المقترح الذي يعرفه الجميع، وتم تسريبه على وسائل الإعلام، وأبلغنا موقفنا هذا في حينها للرئيس ورئيس الوزراء".

وتابع: "اقترحنا آلية عادلة لتوزيع ما تبقى من الوزارات، في الوقت الذي رحبنا بما تم التوافق عليه في شأن الوزارات التي أسندت للانتقالي"، في إشارة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا.

وبناء على التوزيع الوزاري للحكومة الجديدة المرتقب الإعلان عنها، فقد حصل المجلس الانتقالي على أربع حقائب وزارية، وهي "النقل والأشغال العامة والطرق والزراعة والثروة السمكية والشؤون الاجتماعية والعمل"، وفق ما صرح به مصدر مسؤول في الرئاسة اليمنية لـ"عربي21" في الأيام الماضية.

وأشار رئيس الوزراء اليمني السابق إلى رفض مستمر، "صاحبته تدخلات من بعض السفراء تم الإيعاز بها"، مؤكدا أنه لم يكن أمامهم سوى خيارين؛ "إما القبول بما عرض علينا، أو الرفض وعدم المشاركة في الحكومة، فنبدو متطرفين معرقلين، وفي أحسن الأحوال مغردين خارج السرب أمام حلفائنا في الشرعية وأشقائنا في التحالف وأصدقائنا في المجتمع الدولي".

وأوضح مستشار هادي أن المشاركة "المؤتمرية" في الحكومة بهذا التوزيع غير العادل للحقائب الوزارية ما هي إلا محاولة أخرى.

 وحذر من أن مشاركة حزب المؤتمر قد تكون الأخيرة، وذلك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في جبهة الشرعية، التي تعيش مراحل صعبة من وجود يرغب البعض في غيابه كليَّة من المشهد السياسي، ونحرص على بقائها حرصا على وحدة الوطن.

ويلفت المسؤول اليمني إلى أن عدم الإصرار على تنفيذ الاتفاق كاملا غير مجزأ وغير منقوص، كما نصت بنوده وكما جاء في الوثائق الأخرى التي تم التوقيع عليها، والتصلب فيه، يحمل في طياته مخاطر جمة وحقيقية على وحدة وسيادة وأمن واستقرار اليمن، وعلى المنطقة كلها.

 

اقرأ أيضا: سفارة أمريكا بالرياض تحذر مواطنيها من مسيّرات حوثية مفخخة

وأردف قائلا: "وقد أبلغت وزملائي موقفنا هذا للرئيس ولرئيس الوزراء المكلف وللأشقاء، ولمن طلبوا رأينا من المجتمع الدولي".

وشدد على أن قيادة حزب المؤتمر حتى اللحظة مع تطبيق متزامن للشقين السياسي والعسكري في اتفاق الرياض، قبل الإعلان عن الحكومة، مبينا أن "هذا ليس مطلبنا فحسب، بل إنها التزاماتنا المشتركة المنصوص عليها في الاتفاق وآلياته الموقع والمتفق عليها".

ويوم الاثنين، كشف مصدر مسؤول في الرئاسة اليمنية لـ"عربي21" أن إعلان الحكومة اليمنية الجديدة سيكون بعد إنجاز الملفين الأمني والعسكري.

وقال: "سيتم الانتهاء من تشكيل الحكومة والتوقيع على قرارها من الرئيس عبدربه منصور هادي، بعد إنجاز الجانب الأمني والعسكري من اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019".

ميدانيا، أعلن الجيش اليمني تحقيق قواته تقدما ميدانيا كبيرا في جبهات محافظة الجوف الحدودية مع السعودية، شمال البلاد.

وقال مساعد قائد المنطقة العسكرية السادسة، العميد محمد بن راسيه، اليوم، إن قوات الجيش مسنودة بالمقاومة الشعبية حققا تقدما كبيرا في جبهات القتال بالجوف خلال الأيام الماضية.

وأضاف وفق ما نقل عنه "المركز الإعلامي التابع للجيش" أن قوات الجيش تمكنت من تحرير وتأمين مواقع "الأضلع والشهلا والنزلتين" ومواقع عدة أخرى، شرق مدينة الحزم، المركز الإداري لمحافظة الجوف، التي يسيطر عليها الحوثيون منذ أشهر.

من جهته، قال مصدر عسكري ميداني إن القوات الحكومية مسنودة بمقاتلي القبائل تمكنوا من السيطرة على جبال دحيضة والشهلاء وقرن الصيعري شرق منطقة بير المرازيق، التي توصف بأنها "البوابة الشرقية لمدينة الحزم" عاصمة محافظة الجوف.

وأضاف المصدر في تصريح خاص لـ"عربي21"، مفضلا عدم ذكر اسمه، أن قوات الجيش تعتمد حاليا في معاركها مع المسلحين الحوثيين أسلوب "الاستدراج" إلى مناطق مفتوحة ومكشوفة شرق مدينة الحزم، ما كبدهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، موضحا أن قوات الجيش والقبائل تتجنب التوغل أكثر نحو مناطق جبلية يتمركز فيها الحوثيون بشكل جيد شمال وغربي المرازيق.

ولفت المصدر العسكري إلى أن قوات الجيش تمكنت خلال اليومين الماضيين من أسر نحو 30 مسلحا حوثيا، بعد معارك دارت بينهما، شرق الجوف.

وتشهد جبهات القتال في محافظتي الجوف ومأرب، معارك عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحي الحوثي منذ أشهر، في مسعى من الأخير في السيطرة على مدينة مأرب، أهم مركز سياسي وعسكري للحكومة اليمنية في البلاد.

التعليقات (0)