هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال خبير عسكري إسرائيلي إن "إعلان قيادة الجيش الإسرائيلي عن تعيين الجنرال هآرتسي هاليفي نائبا لرئيس الأركان، يمهد الطريق لمنصب قائد الجيش، مع أن تعيينه السابق قائدا للمنطقة الجنوبية بدا أمرا طبيعيا، رغم أنه واجه جنرالا مخضرما مثل قائد القوات البرية جويل ستريك".
وأضاف
أمير بوخبوط في تقريره بموقع ويللا الإخباري، ترجمته "عربي21" أن
"تعيين هاليفي نائبا لرئيس أركان الجيش يعني أنه يحوز تأثيرات وخبرات متعددة،
وقد يطغى على شخصية رئيس الأركان الحالي أفيف كوخافي، وهذا له تأثير كبير على عمل
الجيش، كما حصل تماما مع الأخير حين تولى منصب نائب رئيس الأركان السابق غادي
آيزنكوت".
وأشار
إلى أن "هاليفي من عائلة تسكن القدس المحتلة، التحق بمدرسة دينية ثانوية، وفي
بداية مسيرته العسكرية تطوع لقوات المظليين، هناك برز، وانتقل لهيئة الأركان
العامة للاستطلاع، وقاد عمليات سرية في عمق أراضي العدو، وشارك لاحقا باختطاف
مصطفى الديراني أحد قادة حزب الله اللبناني، وفي محاولة إنقاذ الجندي الذي خطفته
حماس نحشون فاكسمان في القدس".
وأكد
أن "هاليفي قاد دورية الأركان العامة في عملية السور الواقي بالضفة الغربية،
وسلسلة من العمليات الخاصة، ثم قاد اللواء الأحمر في عملية الرصاص المصبوب بغزة في
2008، وفي وقت لاحق، شغل منصبًا رفيعًا في الجيش الإسرائيلي، ثم قاد تشكيل الجليل
في القيادة الشمالية، وحل مكانه نائب رئيس الأركان الحالي الجنرال آيال
زمير".
ونقل
عن ضابط كبير عمل بجانب هاليفي قوله إن "الأخير أجرى مراجعات استخباراتية
داخل وخارج الجيش لفتت أنظار كبار الجنرالات، يجلس حول مكتبه في لحظات حرجة، يخوض
التفاصيل بدقة، لكن كل فترة تدرجه في قيادة الجيش لم تمر بسلاسة، فقد شهد خلافات
مدوية في أعلى المؤسسة العسكرية، وخاض خلافا جوهريا مع رئيس قسم الأبحاث الجنرال
إيلي بن مائير، الذي انتهى بطلبه الاستقالة والتقاعد".
اقرأ أيضا: الاحتلال يزعم اكتشاف عبوات ناسفة قرب الجولان
وأوضح
أن "هاليفي حين عين قائداً لقيادة الجنوب المتوترة مع حماس في غزة، أدرك أنه
يقود أكثر ساحات الجيش الإسرائيلي تفجيرًا، تلخصت في معظمها باستعداداته للحرب،
ولذلك قام بحراثة عميقة في الخطط العملياتية، ومستوى استعداد الوحدات لحملة واسعة
ضد حماس، رغم أنه ليس متهورًا، ولا يفكر من بطنه، بدليل أن عددًا كبيرًا من
الأهداف العسكرية تراكمت منذ وصوله، والقدرة على الهجوم في فترة قصيرة جدًا".
وأكد
أن "تعيين هاليفي في منصب نائب رئيس الأركان سيمر ببطء، وفي الوقت ذاته تحت
توتر شديد، لأن القيادة العسكرية الإسرائيلية بأكملها تضع في حساباتها بشكل أساسي
عند التعيينات السلوك الذي مارسه الضباط المستهدفون تجاه قطاع غزة، مع العلم أن
التقديرات تتحدث عن أنه سيحل محله قريبًا قائد جديد، مع وجود عدد من
المتنافسين".
وختم بأن "هاليفي معروف عنه أنه ضابط شديد النقد، لا يحب الثورات المتطرفة، أما
رئيس الأركان كوخافي فعكسه تمامًا، وسيكون من المثير جدًا رؤية كيف سيتماشى
الاثنان في قيادة الجيش، مع العلم أن تعيين هاليفي لا يقتصر على بناء القوة فحسب،
بل سيعزز بالفعل برنامج "تنوفا" متعدد السنوات الخاص بمخططات الجيش الذي
يروج له كوخافي، على خلفية أزمة الميزانية والأزمة السياسية والصعوبات التي تعيشها
إسرائيل".