هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت صحيفة إسرائيلية، أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأخيرة إلى تل أبيب، تدلل على أن الحاشية المقربة من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سلمت بهزيمته، وهي تحاول استنفاد الفترة المتبقية حتى النهاية؛ عبر تبنيها لمواقف بنيامين نتنياهو.
وقالت الكاتبة الإسرائيلية نوعا لنداو، في مقال بصحيفة "هآرتس" العبرية: "صحيح أن ترامب التارك ما زال يتحصن في البيت الأبيض، ويرفض بشدة الاعتراف بنتائج الانتخابات، الأمر الذي جعل الرئيس المنتخب، جو بايدن، يتوجه بصورة استثنائية للجمهور، ويجند تبرعات لتمويل فترته الانتقالية".
وأضافت: "لكن مقربي ترامب سلموا كما يبدو بالنتائج وهم يركزون جهودهم في هذه اللحظة بالأساس في محاولة لاستنفاد حتى النهاية كل ما يمكنهم استنفاده على المستوى الأيديولوجي والشخصي من فترة نهاية الحكم".
وذكرت الصحيفة أن "أكثر ما يدلل على هذا الواقع هو حفل التخرج الغريب الذي عقده لنفسه بومبيو في إسرائيل هذا الأسبوع"، موضحة أن "زيارة وزير الخارجية التارك التي رافقتها فيه زوجته سوزان، اعتبرت في جزء منها "شخصية" لعدم التورط مع ما بقي من الإجراءات في وزارة الخارجية، وهو تمرين قديم في كتاب الدبلوماسية، وكأنه يمكن أصلا الفصل بين "الشخصي" و"الرسمي" في جولة كهذه، خاصة عندما انضم بومبيو طوال الوقت إلى السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان، مع حاشية كبيرة من رجال الأمن الإسرائيليين".
ونوهت بأن "الرحلة شملت جولات احتفالية في "مدينة داود" وموقع التعميد، قصر اليهود، وزيارة قصيرة في نقطة رقابة في هضبة الجولان مع وزير الخارجية غابي أشكنازي، ووجبة غداء استثنائية في مركز الزوار الجدد في مصنع نبيذ المستوطنين "بسغوت"، وللتحلية زيارة في "متحف أصدقاء إسرائيل"، الأفنغلستي تماما".
وبينت أن "هذه المواقع تميز بمعظمها بالأساس الحلف غير المقدس بين المسيحيين المتعصبين في الولايات المتحدة مع اليمين الاستيطاني في إسرائيل، الذي تعمق كثيرا في فترة ولاية ترامب".
نهاية موسم ترامب
وأشارت "هآرتس" إلى أنه "بين هذه المحطات أعلن بومبيو، الذي هو نفسه أفنغلستي وله تطلعات سياسية مستقلة للمستقبل، عن هدايا اللحظة الأخيرة لليمين الإسرائيلي، وهي: اعتبار الـ"BDS" حركة لاسامية، ووسم المنتجات المصدرة إلى الولايات المتحدة من المستوطنات بـ"صنع في إسرائيل".
ونبهت بأنه "ليس صدفة أنه تم ربط هذين القرارين معا، وهذا موقف حكومة نتنياهو بالكامل، الذي بحسبه كل من ينتقدها "لاسامي"، والمستوطنات هي جزء لا ينفصل عن إسرائيل، التي سعت لطمس حدود تلك المستوطنات".
وأفادت بأن "هدف هذه القفزة غير المنطقية تماما هو إلغاء كل تمييز بين المستوطنات وإسرائيل (فلسطين المحتلة) ذاتها، وبهذا حرمان المستهلكين في أرجاء العالم من حقهم في مقاطعة منتجاتها احتجاجا"، موضحة أنه "في حال لم يتم خلق ضغط لدفع إدارة بايدن لإلغاء أو إفراغ هذه القرارات من مضمونها، لن يكون بالإمكان التمييز بين منتج إسرائيلي ومنتج مصدره المستوطنات، وبهذا إسرائيل تطلق النار على ساقها، وليس فقط على قدمها اليسرى".
وقدرت الصحيفة بأن ما قام به بومبيو بـ"الطبع ليست العمليات الأخيرة لنهاية موسم ترامب التي ستكلف إسرائيل غاليا، كما أنه في الوقت الذي تنبأت فيه الاستطلاعات بفوز بايدن سارعت إدارة ترامب لوضع المزيد من الاتفاقات، منها "التعاون العلمي" مع جامعة "أريئيل".
وأوضحت أنه "في حملة التصفية هذه، كان ينقص لاستكمال قائمة مشتريات نتنياهو فقط جونثان بولارد (تجسس لصالح إسرائيل)، وأمس حصل عليه عندما قررت وزارة العدل الأمريكية عدم تمديد القيود على الجاسوس اليهودي الأمريكي، والسماح له بالسفر إلى إسرائيل".
ورأت "هآرتس" أن "حفلة التخرج هذه لم تنته بعد، فهي ستجلب معها أيضا قرارات متهورة وسريعة تهدف لتقييد الرئيس القادم، بالضبط حتى اللحظة الأخيرة، التي فيها سيفصلون بالقوة أيدي ترامب عن موارد البيت الأبيض".