هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت صحيفة إسرائيلية الخميس، أن الاعتقاد بأن سجل الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن المؤيد لإسرائيل، سوف يحصنه أو يحميه من أصوات اليمين وأوصافهم أنه "كاره ومعادٍ لإسرائيل"، هو خاطئ، متوقعة أن يواجه هجوما مماثلا لما تعرض له الرئيس السابق باراك أوباما.
وقالت صحيفة
"هآرتس" العبرية في مقال ترجمته "عربي21"، إن "رئاسة
دونالد ترامب منحت عددا من الهدايا لليمين الإسرائيلي، ولم يكن بالإمكان توقعها في
ظل أي إدارة أمريكية عادية سواء جمهورية أو ديمقراطية"، موضحة أنه "تم
تعيين ديفيد فريدمان وهو مؤيد قوي لإسرائيل الكبرى، سفيرا في إسرائيل، واعترفت
الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقلت سفارتها هناك من تل أبيب".
وذكرت الصحيفة أن "هذه
الخطوة كان ينظر إليها سابقا على أنها لا تستحق الصداع المحتمل"، مشيرة إلى
أن إدارة ترامب طردت أيضا منظمة التحرير الفلسطينية من واشنطن، وقطعت التمويل عن
الأونروا، وأصدرت خطة سلام كان من شأنها أن تؤدي إلى ضم إسرائيل لما يقرب من ثلث
الضفة الغربية.
وشددت الصحيفة على أنه
"من المتوقع أن يتغير الكثير في إدارة بايدن القادمة، لكن ليس كل شيء"،
مبينة أن "سفير بايدن لدى إسرائيل لن يكون مثل سابقه راعيا أيديولوجيا وماليا
لحركة الاستيطان، وسيحتفظ بايدن بالسفارة في القدس، لكنه تعهد أيضا بإعادة فتح
الخدمات القنصلية للفلسطينيين هناك، وهي لفتة مهمة، ستتطلب موافقة
إسرائيلية".
ورأت أن إحدى نتائج هذا
"التحول" في موقف إدارة بايدن، سيدفع اليمين الإسرائيلي إلى قلب موقف
الرئيس الأمريكي المنتخب الذي يعد مؤيدا بشدة لإسرائيل في الأوقات السابقة، إلى
أنه "معادٍ لإسرائيل"، وذلك حينما تقارنه بسلفه ترامب.
اقرأ أيضا: نائب أمريكي: حرب السعودية باليمن وحشية وعلى بايدن وقفها
وأردفت الصحيفة بقولها:
"العودة إلى السياسة العادية التي لا تقف الولايات المتحدة علانية إلى جانب
إسرائيل في صراعها مع الفلسطينيين، سيطلق عليها طعنة في الظهر"، بحسب
تعبيرها.
ورفضت "هآرتس"
الافتراض القائل إن "سجل بايدن الطويل المؤيد لإسرائيل سوف يحصنه من المبالغة
اللاذعة التي واجهها أوباما خلال فترتي ولايته"، مضيفة أن "بايدن لم
يصبح هدفا بالفعل فحسب، بل إن الهجمات المتجددة على سجل أوباما، تؤكد الطبيعة
المتغيرة لسياسة إسرائيل في الولايات المتحدة".
ولفتت إلى أن "اليأس
تمثل في وصف بايدن بأنه مناهض لإسرائيل"، منوهة إلى أن الائتلاف اليهودي
الجمهوري بعث رسالة إلكترونية عقب ترشيح بايدن رسميا عن الحزب الديمقراطي، أعلن
فيها أن الأخير لا يضيع لحظة في محاولة أن يثبت لقاعدته اليسارية المتطرفة، أنه
سيواصل السياسات المعادية لإسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد
فوز بايدن استهدف النشطاء المحافظون اختياره لنائب مدير الشؤون التشريعية بالبيت
الأبيض، وهي مساعدة تحظى باحترام كبير في مجلس الشيوخ تدعى ريما دودين، والتي
تصادف أنها أمريكية من أصل فلسطيني، موضحة أنهم سارعوا إلى "تشويهها
تماما".
ورأت أن "الصلة
بأوباما هي أقوى أداة يملكها اليمين لمهاجمة بايدن"، مضيفة أنه "ليس من
المستغرب أنه حتى قبل أن يتولى بايدن منصبه، تعرض لانتقادات بسبب توظيفه فلسطينيا
أمريكيا صريحا، وكل إجراء يتخذه يتعلق بالإسرائيليين والفلسطينيين سيتم فحصه، بحثا
عن دليل على أن بايدن ليس داعما حقيقيا لإسرائيل".