هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
فتحت الإمارات ساحة تنافس جديدة مع تركيا في القارة الأفريقية؛ وهي السنغال التي تشهد نشاطا تركيا متزايدا في الآونة الأخيرة.
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، قال في أيلول/ سبتمبر الماضي، إن حجم التجارة الثنائي بين البلدين وعدد الشركات التركية الناشطة في السنغال، يزداد وينمو بسرعة.
وارتفع حجم التجارة بين السنغال وتركيا، من 15 مليون دولار عام 2008، إلى 250 مليون دولار عام 2019، فيما تسعى دكار لرفعه إلى 400 مليون دولار.
وقال الباحث التركي محمد أورتليك، في تقرير على صحيفة "يني آسيا"، ترجمته "عربي21"، إن الإمارات اتخذت خطوة جديدة في أفريقيا، ووقعت شركة موانئ دبي العالمية المملوكة لدولة الإمارات اتفاقا مع السنغال في 23 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، لمشروع ميناء بحري في المياه العميقة، بعد أن كان الاتفاق على إنشاء محطة حاويات جديدة فقط.
وأشار إلى أن هذا النطور، يعد حملة جديدة من الإمارات في مواجهة الشركات التركية في الدول الأفريقية.
وتقول موانئ دبي العالمية، إنها ستستثمر 837 مليون دولار في المرحلة الأولى من بناء الموانئ المخطط لها في منطقة "ندايان"، يتبعها 290 مليون دولار في المرحلة الثانية، وإذا نجحت فسيكون ذلك أكبر استثمار للقطاع الخاص في تاريخ السنغال.
اقرأ أيضا: أكار يدعو كابل لمراجعة اتفاقية مع الإمارات لتشغيل المطار
ولفت إلى أنه من المتوقع أن يلعب الميناء الجديد مركزا لوجستيا رئيسيا لداكار في غرب وشمال أفريقيا، حيث إن من المرجح أن تجذب الاستثمارات الإماراتية استثمارات أجنبية أخرى إلى السنغال.
وأضاف أن المبادرات الإماراتية المتنوعة في القارة الأفريقية تزايدت في السنوات الماضية، لا سيما في أراضي الصومال والجزائر وموزمبيق وجيبوتي، فقد وقعت اتفاقيات عدة للحصول على موانئ وامتيازات تجارية في هذه البلدان.
ونوه إلى ما ذكرته وسائل إعلام دولية، عن قيام الإمارات ببناء قاعدة عسكرية لنشر قوات عسكرية في مضيق باب المندب، المكان الأكثر استراتيجية في البحر الأحمر، تلاه التواجد العسكري الإماراتي في سقطرى اليمنية.
ورأى أن حراك الإمارات في الدول الأفريقية والتي كان آخرها مع السنغال، يأتي بهدف مواجهة النفوذ التركي المتنامي، لا سيما بعد التصريحات التركية الأخيرة بأنها تسعى جاهدة لتطوير العلاقات مع داكار، وتوصلت الإمارات إلى اتفاق معها، هدفه وضع سياسات جديدة لمناهضة تركيا في المنطقة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد زار السنغال في كانون الثاني/ يناير 2020، والتي كانت آخر محطة في جولته الأفريقية التي بدأها من الجزائر ثم غامبيا، وشارك في منتدى الأعمال التركي السنغالي.
وخلال مشاركته في المنتدى، قال الرئيس التركي، إن بلاده تولي أهمية كبيرة لتعزيز العلاقة مع السنغال في كافة المجالات، مضيفا أن "هدفنا هو رفع حجم التبادل التجاري بين بلدينا إلى مليار دولار".
وفي شباط/ فبراير الماضي، وضع رئيس السنغالي ماكي سال، حجر الأساس لتشييد أكبر إستاد رياضي في مدينة ديامنيادياو، وقد فازت شركة "سومما" التركية بمناقصة تشييد الملعب الرياضي الذي يتسع لـ50 ألف مقعد.
وكان سال قال خلال استقباله أردوغان في كانون الثاني/ يناير الماضي، إن الشركات التركية لعبت دورا حيويا في مشاريع البنية التحتية والتنمية في السنغال، لافتا إلى مشاريع مطار "بليز دياغني" الدولي، ومركز المؤتمرات الدولي، وقاعة الألعاب الرياضية، وتشييد خطوط السكك الحديدية.
وذكر الكاتب التركي، أن الصفقة الأخيرة التي أبرمتها الإمارات، تؤكد أن هدفها يندرج في إطار التنافس مع تركيا في المنطقة بالإضافة إلى ليبيا وسوريا واليمن وشرق البحر الأبيض المتوسط والدول الأفريقية.
وفي ليبيا، تدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني بطرابلس، فيما تقف الإمارات إلى جانب اللواء الانقلابي خليفة حفتر في الشرق، وفي شرق البحر الأبيض المتوسط عارضت الإمارات أنشطة التنقيب التركية، ودعمت في الوقت ذاته اليونان وقبرص اليونانية وفرنسا ومصر.
اقرأ أيضا: مناورات إماراتية يونانية بـ"المتوسط" في ظل توتر مع تركيا
وترى تركيا، بحسب الكاتب، أن هذا التحالف الذي تشارك فيه الإمارات، يهدف لإبعادها عن معادلة النفط والغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط.
وأشار إلى أن الإمارات تتهم تركيا بالقيام بأنشطة "عثمانية جديدة" في الشرق الأوسط وأفريقيا، لافتا إلى دعمها لصناعة الأفلام المناهضة للإمبراطورية العثمانية خلال العام الماضي.
وتابع الكاتب التركي، بأن الإمارات جاهرت بمعارضتها لتركيا منذ انقلاب تموز/ يوليو 2013 بقيادة عبد الفتاح السيسي في مصر، والذي نفذ ضد حكم جماعة الإخوان المسلمين (يشار إلى أن تركيا إحدى الدول التي تستضيف قيادة وأعضاء الجماعة).
وختم الكاتب بأنه من المرجح أن تصبح السنغال مجالا تنافسيا جديدا بين البلدين، على غرار بلدان أخرى في المنطقة.