صحافة تركية

هل يؤثر تعيين "ماكغورك" على العلاقات التركية الأمريكية بسوريا؟

بايدن عين ماكغورك بوظيفة منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- الأناضول
بايدن عين ماكغورك بوظيفة منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- الأناضول

تبرز قضية الدعم الأمريكي للوحدات الكردية المسلحة في شمال سوريا، على أجندة أبرز القضايا عام 2021 بين الولايات المتحدة بقيادة جو بايدن وتركيا، لا سيما بعد تعيين إدارة بايدن لبريت ماكغورك بمنصب منسق الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي.


وكان محللون أتراك، في تقارير عدة، أكدوا أن تركيا وجهت رسائل عدة للولايات المتحدة، لا سيما بعد صعود جو بايدن للبيت الأبيض، بأنها لن تتراجع في جهودها لمحاربة وحدات حماية الشعب الكردية في شمال شرق سوريا، مؤكدة أنها جزء من منظمة العمال الكردستاني "الإرهابية"، وأنها لن تقبل بمواصلة الدعم الأمريكي لها.

وقال الكاتب التركي، فهيم تاشتيكين، في مقال على موقع "DUVAR" إن تطبيع العلاقات التركية الأمريكية، يستدعي من البيت الأبيض إزالة المخاوف التركية بشأن بعض القضايا لا سيما الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية والتي وضع حجر أساسها بايدن عندما كان يشغل منصب نائب الرئيس الأمريكي في عهد أوباما.

و لفت إلى أن أردوغان، حاول في تلك الفترة، إقناع الأمريكيين بأن المشكلة الرئيسية في سوريا هي الأسد، مبديا اعتراضه للتقارب بين الولايات المتحدة والوحدات الكردية المسلحة.

وأضاف أن الأنظار تتجه الآن إلى بريت ماكغورك، الذي تم تكليفه مؤخرا بأن يكون منسق الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي بإدارة بايدن.

وأوضح أن عودة ماكغورك، هو تأكيد من الولايات المتحدة بإدارة بايدن على وجودها في سوريا، ومواصلة دعم قوات سوريا الديمقراطية العمود الفقري لـ"وحدات حماية الشعب الكردية".

 

اقرأ أيضا: صحيفة: هذه خطوات واشنطن لإقامة دولة كردية شمال سوريا

ولفت إلى أنه في عام 2017، طالبت أنقرة علنا بعزل ماكغورك من منصبه كمبعوث التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة، بسبب تأييده لمنظمة العمال الكردستاني.

وأشار إلى أنه بينما تحافظ القيادة المركزية الأمريكية على شراكتها مع وحدات حماية الشعب ميدانيا بقرار من الرئيس وميزانية الكونغرس، فإن الضباط الأمريكيين يتعاملون معهم وكأنهم جهة سلطة اتخاذ قرار.

ونوه إلى أن "ماكغورك وجميع المسؤولين الأمريكيين في الميدان، حتى بايدن ذاته، مقتنعون بأن تركيا متورطة بدعم المنظمات المتطرفة لا سيما تنظيم الدولة" على حد قوله.

وأوضح أنه رغم إقالة ترامب لماكغورك عام 2018 من منصبه، فإن سوريا لم تكن كما أرادت أنقرة، مشيرا إلى أن السياسة التي تم بناؤها على ثلاثة مسارات تتمثل في الحرب ضد تنظيم الدولة، والحد من تحركات إيران، والانتقال السياسي في دمشق، ارتبطت كلها بالوجود الأمريكي في الساحة مع قوات سوريا الديمقراطية.

وتابع بأن الجنرال الأمريكي لويد أوستن، الذي أقام علاقات شراكة مع وحدات حماية الشعب في سوريا، قد يشغل منصب وزير الدفاع في إدارة بايدن، ويعد ذلك مؤشرا جديدا على اعتماد السياسة الأمريكية تجاه سوريا المبنية على المسارات الثلاثة.

وأشار إلى أن بايدن، سواء عين أوستن أو ماكغورك، فإنه يسير ضمن المسارات الثلاثة، ومن المحتمل أن يحافظ على الاتجاه الذي يزعج أنقرة.

وأضاف أن الأسماء في فريق بايدن قد تعطي أهمية بارزة بشأن استراتيجيته تجاه سوريا، لكن سياسة الشرق الأوسط بشكل عام لا تتشكل من خلال تغريدات ماكغورك ضد تركيا، موضحا أنه من المتوقع تحقيق التوازن بين من يريدون إعادة تركيا إلى نظام الشراكة التقليدي بالتفاهم المتبادل، وبين من يؤيدون اصلاحها عبر التكشير عن الأنياب.

وتابع، بأنه على الرغم من كل المشاكل، فإن الشراكة التركية الأمريكية تمر بعتبات جديدة، ويعلم بايدن أن أنقرة لن تقبل باستمرار الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية، ويعلم أردوغان أن خط واشنطن الأحمر تجاه الأكراد لن يتم رفعه بسهولة.

وأوضح أن بايدن الذي يصف أردوغان بـ"المستبد"، يوصف في الوقت ذاته بأنه "صهيوني"، كما أن خدمات ترامب اللامتناهية للاحتلال الإسرائيلي، أو حب أردوغان لفلسطين، لم تؤثرا على الانسجام الكيميائي بين الزعيمين.

من جهته قال الكاتب التركي محمد أجاد، في تقرير على صحيفة "يني شفق"، إنه بعد تصاعد احتمالية فوز بايدن، فقد برزت مؤشرات عدة سواء سلبية أو إيجابية بشأن العلاقات بين أنقرة وواشنطن.

 

اقرأ أيضا: رد تركي عنيف على مبعوث ترامب السابق لمحاربة داعش

وأشار الكاتب، إلى تصريحات وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، التي أكد فيها أن القنوات الرسمية مع الإدارة الأمريكية لم تبدأ بعد، وأنهم أبلغوا واشنطن بأنها قد تبدأ مع تسلم بايدن لمنصبه بشكل رسمي.

وتابع، بأن ذلك لا يعني أن الاتصال عبر القنوات الأخرى لم يتم تفعيله، كاشفا أن لقاء جرى بين نائب برلماني مقرب من الرئيس التركي مع مقربين لبايدن في الولايات المتحدة مؤخرا.

ولفت إلى أنه على الرغم من وجود مؤشرات إيجابية، فإن ذلك لا يعني ظهور مؤشرات سلبية مستقبلا قد تبرز عبر بعض التطورات.

وأضاف أن عودة ماكغورك الذي طالما اعتبتره أنقرة طرفا مناوئا لها، أحد المؤشرات السلبية بشأن العلاقات التركية-الأمريكية، ولا تعتبر علامة خير على الإطلاق.

وأشار إلى أن ماكغورك في منصبه الجديد، إذا تحرك وفق خطة حزام وحدة حماية الشعب الكردية في سوريا، فإن موقف أنقرة بهذا الشأن واضح من البداية.

ونقل الكاتب التركي عن أحد المسؤولين في أنقرة، قوله إن تركيا لا يهمها من يأتي أو يرحل، مضيفا أن "موقفنا واضح لا لبس فيه".

وأشار إلى أن ماكغورك قد دخل على الخط للمرة الأولى في عهد أوباما، حينما حاولت الوحدات الكردية المسلحة استهداف الداخل التركي من خلال الحدود الجنوبية للبلاد، ولا يخفى دوره الواضح في ذلك.

 

كما أن ماكغورك أبدى اعتراضه الشديد على عملية "نبع السلام" شمال شرق سوريا، ووصف ترامب بعدم مبالاته إزاء الوضع في سوريا، ولفت أجاد، إلى أنه وللتعبير عن غضبه قام ماكغورك بكتابة المقالات والتغريدات على "تويتر"، في إطار دور الوعظ لترامب لإيقاف أنقرة.

 

وتساءل الكاتب: هل تعيين ماكغورك ضمن إدارة بايدن، وعودته يعني إحياء مشروع الحزام الكردي من جديد؟

 

وأشار إلى أن أنقرة تسعى لمواصلة الحفاظ على الوضع الراهن، موضحا أن الولايات المتحدة لا تريد تعطيل نتائج عملية نبع السلام التي قامت بها تركيا، والمكاسب التي حققتها على صعيد أمنها القومي، من أجل العودة إلى مشروع حزام شمال سوريا.

 

وأشار إلى أن نتاج ذلك قد يكون سببه الحراك عبر القنوات الخلفية لتركيا مع إدارة بايدن، ما يعني أن احتمالية مواجهة أزمة بين أنقرة وواشنطن خلال المرحلة المقبلة في سوريا قد يكون ضعيفا.

 

وشدد على أن الولايات المتحدة إن سعت لإزعاج أنقرة في هذه النقطة بالتحديد (حزام كردي شمال سوريا)، فإن ذلك سيؤدي إلى مشاكل لا يمكن إصلاحها.

 
التعليقات (0)