ما هي الخطوة القادمة في رحلة محاكمة ترامب؟

قدم مجلس النواب الأمريكي الاثنين رسمياً، مسودته الخاصة بعزل دونالد ترامب إلى مجلس الشيوخ، وأقام محاكمة عزله الثانية كرئيس، والأولى على الإطلاق لرئيس أمريكي سابق.

ولا يزال الإجراء الرئيسي للمحاكمة على بعد أسبوعين من الآن، ومن المقرر أن تبدأ في الـ 9 من شباط/ فبراير. لكن العديد من التفاصيل حول كيفية تنظيم المحاكمة والمضي فيها قدما ً بقيت دون حل، على الرغم من أنها ستكون قصيرة على الأرجح.

وقال زعيم الأغلبية الديقمراطية تشاك شومر يوم الأحد إن الأمر " سيسير بسرعة نسبياً" لأن مجلس الشيوخ "لديه الكثير من الأمور ليفعلها". 

وأصبح ترامب أول رئيس تتم محاولة عزله مرتين قبل مغادرته منصبه بتهمة "التحريض على التمرد" في ما يتعلق بمحاولته قلب نتيجة خسارته في الانتخابات الرئاسية، وحث مؤيديه على التدخل في فرز الكونغرس للأصوات الانتخابية في الـ6 من كانون ثاني/ يناير.

ونقل موقع "فوكس" عن جيمي راسكين ( ديمقراطي عن ولاية ماريلاند)، قوله في بيان الاتهام الذي ألقاه في قاعة مجلس الشيوخ يوم الاثنين: "لقد عرّض الرئيس ترامب أمن الولايات المتحدة ومؤسساتها الحكومية للخطر بشكل كبير.. لقد هدد سلامة النظام الديمقراطي وتدخل في الانتقال السلمي للسلطة، وعرض الفروع الحكومية للخطر. وبذلك خان ثقته كرئيس، ما أدى إلى إلحاق الضرر بشعب الولايات المتحدة".

ولأن ترامب خارج السلطة الآن، فإن القضية الرئيسية المطروحة حالياً ستكون ما إذا كان ينبغي منع ترامب من تولي أي منصب فيدرالي في المستقبل. لكن على الرغم من أعمال العنف والوفيات الخمس التي نتجت عن اقتحام مبنى الكابيتول. فإن إدانة ترامب ما زالت مهمة صعبة -لأنها تتطلب أغلبية ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ- ما يعني موافقة 17 عضو جمهوري على الأقل في مجلس الشيوخ. وكانت هناك مؤشرات قليلة على أن مثل هذا الدعم الجمهوري يمكن أن يتحقق.

وسيكون لدى مديري المساءلة المعينين من قبل مجلس النواب وفريق دفاع ترامب أسبوعان على الأقل للتحضير، وتقديم المذكرات المطلوبة قبل المحاكمة والرد على كل منها.  بعدها ستبدأ إجراءات المحاكمة، وبما أنه لا توجد إرشادات محددة حول كيفية تنظيم محاكمة عزل ترامب، فإن الخطوة الأولى ستكون بمثابة محاولة مجلس الشيوخ تمرير قرار يوضح كيف ستسير الأمور، بحسب "فوكس".

وفي محاكمته الأولى برئاسة رئيس المحكمة العليا جون روبرتس كانت هناك ثلاث مراحل رئيسية للعمل: أولاً؛ كان أمام النيابة عدة أيام لعرض قضيتها في المرافعات الافتتاحية.. وثانياً؛ قدم فريق الدفاع مرافعاته أيضاً على مدار عدة أيام.. وثالثاً؛ تعين على أعضاء مجلس الشيوخ طرح أسئلة على كلا الجانبين للإجابة عنها.

وكان بإمكان مجلس الشيوخ أن يختار مواصلة المحاكمة، إلا أن الجمهوريين صوتوا ضد استدعاء أي شهود وقرروا ببراءة ترامب في كلا المادتين من المساءلة.

ومن المرجح أن يتم تنظيم محاكمة عزل ترامب للمرة الثانية على نحو مشابه للمرة الأولى، ولكن مع وجود بعض الاختلافات هذه المرة، فأولاً ترامب لم يعد الرئيس الحالي، ولن يكون روبرتس رئيسا المجلس. لكن المشكلة الرئيسية التي يواجهها الديمقراطيون في مجلس الشيوخ هي أن مسألة  إدانة ترامب ليست بأيديهم. إذا صوت جميع الديمقراطيين الخمسين على إدانة ترامب، فإنه يجب أن ينضم إليهم 17 جمهورين وإلا فسيتم تبرئة ترامب مرة أخرى.

وبالتالي فإنه عند تحديد كيفية تنظيم هذه المحاكمة لا سيما الوقت الذي سيتم تخصيصه للمسألة مقارنة بأولويات بايدن الأخرى، وما إذا كان يجب استدعاء شهود للإدلاء بشهاداتهم، فسيتعين على الديمقراطيين أن يتخذوا قراراتهم في ما يحاولون حقاً تحقيقه هنا.

هل إدانة ترامب احتمال حقيقي أم هي مجرد أضغاث أحلام؟

إذا كانت الإدانة مطروحة فعلياً، فسيكون لها تأثير كبير على الديمقراطية الأمريكية، نظراً لاحتمالية استبعاد ترامب من الترشح للرئاسة مرة أخرى في عام 2024.

كما أن تصرفات ترامب منذ تشرين ثاني/ نوفمبر وشخصيته تشير إلى أنه شخص يشكل تهديداً رئيسياً لنظامنا الانتخابي. ومع ذلك فهو لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة بين الناخبين الجمهوريين، والعودة السياسية بالنسبة له أمر حقيقي.

بعد اقتحام مبنى الكابيتول، ظهرت عدة قصص مجهولة المصدر تفيد بأن ماكونيل وغيره من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، منفتحون على فكرة إدانة ترامب. لكن بالنسبة لأي شخص مطلع على سلوك الجمهوريين في مجلس الشيوخ في السنوات الأخيرة فسيدرك أنهم يميلون إلى إيجاد طرق للتمسك بترامب في نهاية المطاف. قلة منهم كانوا على استعداد للتحدث بصراحة عن عزل ترامب، وفي مجلس النواب صوت 10 فقط من أصل 207 جمهوريين لعزل ترامب.