هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يفرض تولي الرئاسة في الولايات المتحدة قيودا كبيرة على استخدام الرئيس للأجهزة الذكية خشية تعرضها للاختراق، لكن هذا الأمر يؤثر على الحياة الخاصة لمن يتولى قيادة البلاد، ويتجدد اليوم مع بداية عهد "جو بايدن".
على خطى أوباما؟
وعندما تولى باراك أوباما منصب الرئيس في عام 2009، كان متعلقا جدا بهاتفه من ماركة "بلاك بيري" وخاض معارك مع مسؤولي الأمن على مدى أسابيع للاحتفاظ به، وفق تقرير لشبكة "بي بي سي".
وفي النهاية تم التوصل إلى حل وسط حيث "سمح له بالاحتفاظ به للتواصل مع كبار المسؤولين ومجموعة صغيرة من الأصدقاء الشخصيين" حسبما قال مسؤول أمريكي.
ومنذ ذلك الحين، ازداد عدد الأجهزة التقنية التي قد يرغب الرئيس في استخدامها بشكل مطرد، وبات الأمر يؤرق مسؤولي الأمن المكلفين بأمن رئيس البلاد وحمايته ضد أي قرصنة إلكترونية محتملة.
وعندما تم طرح أجهزة الآيباد في الأسواق عام 2010، أراد الرئيس أوباما اقتناء أحدها، ولذلك ابتكر مستشارو الأمن القومي جهازا شبيها بالآيباد أطلقوا عليه اسم "أوباما باد"، وهو جهاز آيباد أكثر متانة وأمنا من تلك المنتشرة في الأسواق.
وقال مستشار سابق في البيت الأبيض لـ"بي بي سي" إنه تم تزويد الموظفين المحيطين بالرئيس بأجهزة مماثلة.
ويقول آري شوارتز، مسؤول الأمن الإلكتروني السابق في مجلس الأمن القومي: "خلال حكم أوباما كان من الشائع بالنسبة لكبار الموظفين امتلاك أجهزة آيباد خاصة بهم لكن بعد إدخال بعض التعديلات عليها".
البيت الأبيض.. بدون واي فاي
ورغم ذلك، ظلت البنية التقنية للبيت الأبيض قديمة إلى حد ما.
ويوضح شوارتز أنه "لم تكن هناك شبكة واي فاي في البيت الأبيض، وقد خضنا بالفعل نقاشا محدودا حول إمكانية إقامة هكذا شبكة، وطرحنا أسئلة من قبيل لماذا لا توجد لدينا في البيت الأبيض خدمة واي فاي؟ لقد واجهتنا مخاوف من قبيل أننا قد نفتح الباب أمام ظهور ثغرات أمنية".
اقرأ أيضا: تعيين مساعد سابق لأوباما مبعوثا خاصا لإدارة بايدن حول إيران
ويقول شناير: "كل شيء قد تحول إلى كمبيوترات معرض للخطر، سواء كان ذلك دراجة بيلوتون أو هاتفا محمولا أو ثلاجة أو منظم الحرارة أو ألعاباً أو سيارتك.. فجميعها معرضة للقرصنة الإلكترونية".
وهذه مشكلة بالنسبة للرئيس بايدن الذي يبدو أنه يحب الاحتفاظ بأجهزته الخاصة.
فقد التقطت له صورة وهو يرتدي ساعة آبل ذكية، ويقال إنه يمتلك دراجة تمرينات رياضية من نوع بيلوتون المزودة بشاشة كمبيوتر وكاميرا وميكروفون، وكلها متصلة بشبكة الإنترنت.
تفاقم القلق
وفي أواخر العام الماضي، تعرضت العديد من المؤسسات والهيئات الحكومية الأمريكية لعملية قرصنة واسعة النطاق من قبل قراصنة يشتبه بأنهم كانوا روسا.
ولم يتم الانتباه لما حدث إلا بعد مرور عدة أشهر.
وأظهرت عملية القرصنة تلك أن الجهات الأجنبية تبحث عن ثغرات في الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة، وأنه ثمة ثغرات يمكن العثور عليها.
والسيناريو الذي يعد بمثابة كابوس هو وصول القراصنة لهاتف الرئيس دون أن يستطيع أحد اكتشاف ذلك.
والاختراق الذي حدث مؤخراً، وصل إلى دائرة قريبة جداً من البيت الأبيض وهذا الأمر مبعث قلق الفريق الأمني الخاص بالرئيس بايدن.
وغالبا تفشل الأجهزة الأمنية في تحقيق التوفيق بين رغبات الرئيس والمتطلبات الأمنية التي يجب توفيرها له.
وربما يكون بايدن أقوى شخص في العالم، بحكم قيادته لأقوى دولة في العالم، لكنه قد يخوض معركة للحفاظ على الأدوات والأجهزة الذكية التي يعتبرها الكثيرون أمرا مفروغا منه.