أعطت مطالبة وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، المبعوث الأممي الخاص إلى
سوريا غير
بيدرسون بالحفاظ على دوره كميسر لأعمال اللجنة الدستورية، مؤشرا على فشله خلال تواجده بدمشق بالحصول على ضمانات من النظام لاستمرار عمل اللجنة الدستورية.
ونقلت وكالة أنباء النظام السوري "سانا" عن المقداد، قوله خلال اجتماعه ببيدرسون، الاثنين، إن "اللجنة باتت سيدة نفسها، وهي التي تقرر التوصيات التي يمكن أن تخرج بها، وكيفية سير أعمالها، مع التأكيد بأن الشعب السوري هو صاحب الحق الحصري في تقرير مستقبل بلاده".
وعلمت "
عربي21"، من مصدر خاص، أن النظام السوري لم يوافق على مقترحات بيدرسون، المتعلقة بتحديد جدول زمني لعمل اللجنة، وآلية عمل جديدة.
وحسب المصدر، فإن بيدرسون لم ينجح بعد في تحديد موعد بدء "الجولة السادسة" من مباحثات الدستور، قائلا: "غالبا نحن أمام استعصاء جديد في عمل اللجنة الدستورية".
من جانبه، قال عضو اللجنة الدستورية عن المعارضة، عبد المجيد بركات، إن الواضح أن النظام ما زال متمسكا برفض إي تعديل على عمل اللجنة، وذلك بهدف مواصلة تعطيل عملها.
وأضاف لـ"
عربي21" أن النظام يحاول التنصل من أي تعديل جديد على عمل اللجنة، خشية أن يؤدي ذلك إلى إرغامه على الانخراط الجدي في المسار الدستوري، مشيرا إلى أن "النظام يرفض حتى تسمية اللجنة الدستورية، ويصر على أن يشير إليها بلجنة مناقشة الدستور".
والأحد، وصل بيدرسون دمشق قادما من موسكو، وقال فور وصوله إن "مباحثاتي في دمشق ستركز على القرار 2254، وهناك العديد من القضايا التي آمل أن نتحدث بشأنها، وعلى رأسها الوضع الصعب الذي يعيشه الشعب السوري".
هل سيتم تحديد موعد الجولة المقبلة؟
وحتى الآن، لم يحدد بيدرسون موعد الجولة السادسة من مباحثات الدستور، وذلك بعد اختتام "الجولة الخامسة" في مطلع شباط/ فبراير الجاري، من دون أن يتحقق أي تقدم بعد رفض وفد النظام السوري الخوض في صياغة المضامين والمبادئ الدستورية، علما بأن جدول الجولة كان ينص على ذلك.
وبعد ذلك، وصف بيدرسون الجولة الخامسة للجنة الدستورية بأنها "فرصة ضائعة ومخيبة للآمال"، وحمّل النظام المسؤولية عن فشلها، وذلك خلال إحاطة أمام مجلس الأمن.
وفي هذا الصدد، قال عضو المكتب التنفيذي في "هيئة التنسيق" والهيئة المصغرة للجنة الدستورية، أحمد العسراوي، إنه لم يصل إلينا أي بوادر إمكانية نجاح تحديد موعد الجولة المقبلة، ونتوقع أن يتفاهم بيدرسون مع دمشق على تقدم العملية بجنيف، لكن إلى أي حد؟
وأضاف لـ"
عربي21"، أن ذلك مرهون بالتعطيل الذي يستخدمه فريق النظام السوري بشكل مستمر.
وتابع العسراوي: "ذهبنا إلى الجولة الرابعة بعد توافق على أعمالها وأعمال الجولة الخامسة، وعندما وصلنا للجولة الخامسة، كنا نعتقد أننا سنناقش صلب الدستور، لكن لم يتم ذلك".
وقال: "مع علمنا بأن هناك ضغوطا روسية على فريق النظام، لكن لا نستطيع أن نجزم بمدى انعكاس ذلك على نجاح عمل اللجنة الدستورية"، متسائلا: "إلى متى سنبقى نعمل على إعداد مقدمات وهمية للدستور دون الدخول في صلبه، علما بأن القرار الأممي 2254، وبيان جنيف، أكدا على ضرورة إنجاز الدستور في غضون ستة شهور، ونحن منذ العام 2018، لم ننجز أي تقدم".
اقرأ أيضا:
توافق بـ"أستانا 15" على تمديد "اتفاق إدلب".. البيان الختامي