ما مصير "انتخابات الأسد" بعد لقاء الدوحة.. هل تتدخل روسيا؟

أمام المواقف الدولية الرافضة للانتخابات الرئاسية التي يعتزم النظام السوري إجراءها بعيدا عن الحل السياسي والقرارات الأممية، يتم تداول أحاديث عن احتمالية تأجيلها، بقرار روسي، أملا في الحصول على اعتراف خارجي بمشروعيتها.

وجاءت التطورات الأخيرة، المتمثلة بإطلاق عملية تشاورية قطرية تركية روسية جديدة حول الملف السوري، لتقوي من حظوظ هذه الاحتمالية، خصوصا بعد تعثر مهمة روسيا بإعادة النظام السوري للجامعة العربية.

والسؤال، هل ستتدخل روسيا لدفع حليفها الأسد إلى تأجيل الانتخابات؛ إفساحا لتطورات من شأنها كسر الجمود في المسار السياسي وبوابته اللجنة الدستورية؟

ومجيبا عن هذا التساؤل، قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي درويش خليفة: "الواضح أن الروس لا يمكنهم إعادة تعويم نظام الأسد، في ظل الوضع الاقتصادي الخانق، ولذلك شاهدنا محاولة تقودها الدبلوماسية الروسية تلوح في الأفق من أجل خلق مسار جديد، مضمونه سياسي بغطاء إنساني، في إشارة إلى لقاء الدوحة الثلاثي (القطري، التركي، الروسي)".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن روسيا تبدو أمام مأزق بسوريا، حيث اشترطت السعودية وقطر قبل مد يد العون لسوريا ككتلة موحدة تطبيق الحل وفق القرار الأممي رقم 2254، وهو ما يتعارض تماما مع الانتخابات التي يتحضر لها النظام، الأمر الذي يجعل موسكو تفكر بجدية في الضغط من أجل تأجيل توقيتها.

وفي حال تم ذلك فعلا، يعتقد خليفة أن ترفض إيران حليفة النظام المقترح الروسي، وتضغط لإجراء الانتخابات في موعدها أيار/ مايو القادم.

الكاتب والباحث السياسي، الدكتور صلاح قيراطة، المعروف سابقا بمواقفه القريبة من النظام السوري، بدا متيقنا بأن النظام سيؤجل إجراء الانتخابات، بانتظار تبلور بعض التطورات السياسية.

وقال لـ"عربي21": "رغم اقتراب موعد الانتخابات، لم يعلن الأسد عن ترشحه رسميا للانتخابات، وباعتقادي فإن جولة لافروف الأخيرة ستحسم ذلك".

لكن الكاتب والمحلل السياسي، حسن النيفي، اعتبر أن روسيا ليست بوارد الضغط على النظام في موضوع الانتخابات، وقال لـ"عربي21": رؤية روسيا والنظام واحدة، وكل ما يهم روسيا إعادة تعويم النظام سياسيا واقتصاديا.

وأضاف أنه لو فرضنا جدلا أن روسيا تدخلت وضغطت على النظام لتأجيل الانتخابات، غالبا لن يمانع النظام ذلك، ومن بعدها يواصل مشوار اللجنة الدستورية الذي يمتد إلى ما لا نهاية، بسبب عدم جدية الأسد وروسيا كذلك.
 
أما المحلل السياسي المختص بالشأن الروسي، بسام البني، فيستبعد كذلك أن تضغط روسيا على الأسد لتأجيل الانتخابات، قائلا لـ"عربي21"، إن "روسيا تعتبر سوريا دولة ذات سيادة، من حيث المبدأ، وإن كان الواقع على الأرض يخالف ذلك".

وبهذا المعنى، يعتقد البني أن من غير المرجح أن تتدخل روسيا في موضوع الانتخابات، علما بأن روسيا ممتعضة من تعطيل النظام لعمل اللجنة الدستورية، وعدم الالتزام بمضمون القرار 2254، الذي يشكل خارطة طريق لحل سياسي، يدعمه المجتمع الدولي، وفق تأكيده.

وبناء على كل ذلك، يتضح أن مضي الأسد نحو إجراء الانتخابات يعني استمرار الأزمة الاقتصادية التي تضرب مناطقه، وربما اشتدادها.

والخميس، أكدت قطر وتركيا وروسيا حرصها على الحفاظ على سيادة واستقلال ووحدة سوريا الترابية وفقا لميثاق الأمم المتحدة، خلال اجتماع عقده وزراء خارجية الدول الثلاث في الدوحة.

وأكدت الدول الثلاث أهمية دور اللجنة الدستورية، وجددت تأكيد احترامها لاختصاصاتها وقواعدها الإجرائية الأساسية كما وضعتها الأطراف السورية.

يذكر أن تجمعات سورية معارضة كانت قد دعت الأمم المتحدة إلى التدخل لمنع النظام من إجراء الانتخابات، لأنها تنسف تراتبية الحل السياسي في سوريا، الذي يحدده القرار الأممي 2254.