ملفات وتقارير

هكذا بقي "عقيلة" بدائرة التأثير رغم فشله بانتخابات "الملتقى"

لم يتمكن عقيلة وقائمته من الفوز في انتخابات ملتقى الحوار الذي عقد في جنيف مؤخرا- موقع مجلس النواب
لم يتمكن عقيلة وقائمته من الفوز في انتخابات ملتقى الحوار الذي عقد في جنيف مؤخرا- موقع مجلس النواب

رغم مطالب نيابية برحيل عقيلة صالح عن رئاسة البرلمان الليبي، وعقد جلسات عدة دون حضوره، في كل من طنجة، وطرابلس، وغدامس، وصبراته، على مدار الأشهر القليلة الماضية، إلا أنه عاد ليتصدر المشهد من جديد، واضعا بذلك حدا لمطالب إقصائه.


ولم يتمكن عقيلة وقائمته من الفوز في انتخابات ملتقى الحوار الليبي الذي عقد في جنيف مطلع شباط/ فبراير الماضي، لكنه نجح في أن يبقى في دائرة التأثير باستمراره رئيسا لمجلس النواب، ما يطرح تساؤلات عن أسباب عودة عقيلة لتصدر المشهد السياسي، وفشل كل محاولات إقالته من رئاسة البرلمان الليبي؟

ويعتبر"عقيلة" أحد المحرضين على هجوم طرابلس الذي شنته قوات اللواء خليفة حفتر في نيسان/ أبريل عام 2019، وقال في تصريحات سابقة، إن طرابلس، تعج بالمليشيات، وإن الحرب ضدها مشروعة، ما تسبب في حالة غضب ضده في غرب ليبيا.


ودعا عقيلة صالح في الثامن من الشهر الجاري إلى جلسة للنواب في سرت لمنح الثقة للحكومة الجديدة برئاسة عبد الحميد دبيبة، ثم جلسة أخرى في طبرق لأداء اليمين للوزراء.


فشل مجلس النواب


وفي تعليقه، قال عادل كرموس، عضو مجلس الدولة، إن عقيلة صالح استطاع أن يجد حلا لكل مشاكله، حيث ظهر مؤخرا بمظهر الرجل القوي المسيطر على زمام الأمور، وهو بذلك يعد "أفضل من أستاذ في اللعبة السياسية".

 

اقرأ أيضا: برلماني ليبي لـ"عربي21": عقيلة صالح في طرابلس الأسبوع المقبل

ولكن الواقع المؤلم بحسب كرموس، أن "عقيلة ليس بالشخصية السياسية المتمرسة، بل الحقيقة المرة أن فشل مجلس النواب في أداء مهامه نتيجة تخاذل العديد من أعضائه وعدم اهتمام البعض الآخر وتقديرهم لحجم المسؤولية الملقاة عليهم وفساد البعض الآخر وشرائه بأبخس الأثمان؛ جعل من عقيلة الرجل المسيطر على هذا المجلس والمتخذ لقراراته دون وجود نصاب في كثير من الأحيان".


ولفت المسؤول الليبي في حديث خاص لـ"عربي21" إلى أن "فشل أعضاء مجلس النواب في طرابلس في أن يحققوا نصابا يمكنهم من الاعتراف بهم وممارسة مهام مجلس النواب، والاعتراف الدولي بمجلس نواب طبرق، كلها عوامل مهدت لأن يكون عقيلة الورقة الرابحة التي يمكن أن تلعب بها بعض الدول المتدخلة في الشأن الليبي، وسمحت له بأن يحتفظ بمنصبه رغم أن كل الظروف كانت تؤشر لنهاية حقبته السيئة في التاريخ الليبي".

 

استثمار الانقسام

 
بدوره لخص الكاتب الصحفي علي أبو زيد، أسباب احتفاظ عقيلة صالح برئاسة مجلس النواب في عدة نقاط أهمها:


أولا، عدم الاعتراف الدولي بتكتل طرابلس واعتباره كتلة منقسمة عن مجلس النواب يجب أن تعود إليه.

 

وثانيا، انقسام وخلاف كبير بين النواب الرافضين لبقاء عقيلة صالح رئيسا للبرلمان وقد ظهر هذا جليا في اجتماعاتهم التي عقدت في طنجة وغدامس وصبراتة وطرابلس.


وثالثا، حرص النواب على أن يكون لهم دور في منح الثقة للحكومة وفشلهم في عقد جلسة قانونية بدون عقيلة صالح والتخوف من عدم الاعتراف بها دوليا جعلهم يتجاوزون مسألة تغيير رئاسة مجلس النواب.

 

اقرأ أيضا: استياء من نقل جلسة البرلمان الليبي لطبرق.. ما سبب القرار؟

وشدد أبو زيد في حديث خاص لـ"عربي21" على أنه "يمكن القول إن عقيلة صالح رغم خسارة قائمته في اختيار السلطة الجديدة، فإنه نجح في أن يبقى داخل دائرة التأثير ببقائه رئيسا لمجلس النواب من خلال استثمار حالة الانقسام والخلاف داخل كتلة النواب المعارضة له، وتقديم نفسه كرجل برقة (الشرق) القوي القادر على الحفاظ على حقوقها ومصالحها.


وختم بالقول: "يبدو أن مماطلته في تضمين مخرجات الحوار السياسي الهدف منها إبقاؤها كورقة ضغط على السلطة الجديدة".

في السياق ذاته، قال الكاتب والمحلل السياسي، فرج فركاش إن عقيلة "ما زال حتى الآن يتحكم في الملعب وفي الكرة نفسها، ويصنف كأحد أبرز اللاعبين والمتحكمين بمسار اللعبة السياسية".


وشدد فركاش عبر تدوينه في حسابه على "فيسبوك"، على أن عقيلة "استطاع بدهاء أن يحافظ مستقبلا على كرسيه في مجلس النواب بعقد صفقة مع عدد لا بأس به من أعضاء كتلة الجنوب التي كانت تطالب بكرسي رئاسة النواب واستطاع ترضيتها واسكاتها بالتنازل عن بعض الوزارات في الحكومة الجديدة".


وأضاف: "تمكن أيضا من تعديل بعض الوزراء في التشكيلة الوزارية لصالحه بما فيهم نائب رئيس الوزراء، كما أنه تحكم في مسار عقد جلسة منح الثقة للحكومة الجديدة".

التعليقات (0)

خبر عاجل