هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "كتبا كاملة كتبت عن إخفاقات الجيش الإسرائيلي في حرب لبنان الثانية 2006، وكانت كثيرة جدًا على المستويين الاستراتيجي والتكتيكي، وظهر أن مستوى القيادة القتالية في الحرب بدا ضعيفًا لدرجة أنه دفع العديد من الجنود للتوقف عن الخدمة في الاحتياط بسبب صدمات القيادة التي تعرضوا لها أثناء القتال مع حزب الله، وهي ظاهرة وصلت إلى مستويات أدنى بكثير في جميع الحروب الإسرائيلية الأخرى".
وأضاف أوري كلاين في مقاله على موقع ميدا، وترجمته "عربي21"، أن "هناك الكثير من الأمثلة التي يمكن العثور من خلالها على إخفاقات الجيش الإسرائيلي التكتيكية والعملياتية في الحرب، لاسيما خلال المعركة الأكبر فيها، بمشاركة مقاتلين من ألوية ناحال و401 من سلاح المدرعات، وأدت الإخفاقات غير الضرورية في هذه المعركة إلى مقتل سبعة جنود وإصابة العشرات بجروح متفاوتة".
وأشار إلى أنه "من بين نواقص مرحلتي التخطيط والتنفيذ تأجيل بدء الحركة البرية مرتين، رغم جاهزية القوات على الأرض، والإعلان عن الأوامر عبر هواتف خلوية مشفرة، وليس على أجهزة اتصال لاسلكية، ما يعني أنه لا يمكن لجميع قادة القوات سماعها لعدم معرفة الجنود بالمهام العسكرية، لأنهم لم يعرفوا أن مهمتهم هي تأمين تحركات القوات المدرعة، ما أدى إلى عدم تلقي الدبابات غطاء ناريا، بل إنها تلقت صواريخ مباشرة".
وأكد أن "ارتباكا خطيرا للغاية حصل بعد تحرك الدبابات، خاصة في المسار الذي تحركت فيه بدون غطاء مختلف عما كان متوقعًا في لواء ناحال الذي عرّض الدبابات مرة أخرى لنيران حزب الله".
اقرأ أيضا: دراسة إسرائيلية تحذر من مواجهة وشيكة مع حزب الله
وكشف النقاب عن أنه "في تموز 2007 بعد مرور عام على الحرب، رفعت لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست برئاسة عضو الكنيست والجنرال آفي إيتام، تقريرها الذي تعامل بشكل مكثف مع المجال التكتيكي، وسجل العديد من إخفاقات الحرب، لأن التكتيكات القتالية تعلقت بالعديد من إشكاليات طرق القيادة".
وأوضح أن "إسرائيل في حرب لبنان الثانية، دفعت ثمنا أكثر كلفة وإيلاما، وسقط فيها 119 جنديا، وأربعون مستوطناً جراء صواريخ حزب الله، وخلَّفت شعوراً باليأس والإحباط وخيبة الأمل في أوساط الإسرائيليين، وعبرت عشرات الإفادات التي أدلى بها الضباط والجنود وعناصر الاحتياط، ممن تمّ استدعاؤهم من قبل اللجنة لاستخلاص الدروس والعبر؛ عن هذه المشاعر القاتمة، التي أثرت على أدائهم القتالي في ميدان المعركة".
وأشار إلى أن "القناعة التي سادت الجيش الإسرائيلي أن جنود الاحتياط أصيبوا بصدمة نفسية عميقة لن تزول آثارها قريباً، بسبب إحساسهم بالفشل الذريع في المواجهة، التي شهدت إمطار حزب الله لمناطق مختلفة من الجبهة الداخلية الإسرائيلية بكميات هائلة من الصواريخ والقذائف، ولم يكن ذلك مفاجئاً، فقد كانت عملية تقوية الحزب، ودورات التأهيل التي خضع لها مقاتلوه أموراً معلومة منذ سنوات".
وأكد أنه "فيما قررت إسرائيل وضع حدٍّ لسياسة ضبط النفس إزاء الحزب، وارتأت أن الردّ عليه يمتاز بالحدة والحسم في آن واحد، فقد كان المستويان؛ السياسي والعسكري، على دراية بأن أحد النتائج المتوقعة لهذا الردّ، أن تخوض الدولة حرباً طويلة الأمد معه، ومعارك قد تطول مدتها وتتوسع دائرة أهدافها، وعلى عكس هذه التقديرات، فحين اندلعت المعارك، بدا وكأن مهمة الجيش انحصرت في إحباط قدرة الحزب على إطلاق الصواريخ".