قضايا وآراء

قرار عباس لتأجيل الانتخابات يمكن تأجيله

حازم عيّاد
1300x600
1300x600

ترقب وانتظار يستبق اجتماع قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله اليوم الخميس الموافق 29 نيسان (أبريل)؛ فالاجتماع بحسب وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ يناقش التقارير المتعلقة بإمكانية إجراء الانتخابات أو تأجيلها.

حسين الشيخ أطلق تصريحاته قبيل زيارته للدوحة يوم أمس الأربعاء للتشارو مع دولة قطر في ملف الانتخابات؛ علما أن جدول الزيارة يتضمن لقاءات مع قيادات في حركة حماس في الدوحة لإيصال رسالة من الرئيس محمود عباس حول قرار تأجيل الانتخابات التشريعية أو إنفاذها.

حسين الشيخ الذي نفى أن يكون قرار التأجيل اتخذ باعتباره قيد المشاورة؛ عاد ليقول بأن الكيان الإسرائيلي لم يبلغ السلطة قراره السماح بإجراء الانتخابات في القدس المحتلة ما يجعل من زيارته استكمالا للجهود المبذولة لإنجاز الانتخابات التشريعية.
 
اقتراب موعد انطلاق الحملات الانتخابية لمرشحي المجلس التشريعي يوم الجمعة الموافق 30 نيسان (أبريل) الحالي بات عنصرا ضاغطا لاتخاذ قرار التأجيل أو الإنفاذ للانتخابات؛ فالرئيس عباس التقى في رام الله يوم أمس الأربعاء ممثل الاتحاد الأوروبي (سفين كون فون بورغسدورف)، الذي قدم بدوره دعم أوروبا لإجراء الانتخابات الفلسطينية، وأكد مواصلة اتصالاته المكثفة مع الجانب الإسرائيلي لإجرائها في مدينة القدس الشرقية.

الضغوط الأوروبية والأمريكية على الكيان الإسرائيلي لثنيها عن إعاقة الانتخابات التشريعية لم تكن بالمستوى المطلوب حتى اللحظة؛ إلا أن المخاوف الإسرائيلية من إمكانية أن يقود التأجيل إلى تصعيد في الأراضي الفلسطينية ومدينة القدس تحديدا دفعها إلى سحب الحواجز الأمنية من باب العامود على أمل خفض التوتر الذي فتح الباب لإمكانية تصعيد خطير في قطاع غزة قابل للتوسع ليشمل الحدود السورية بعد أن توعد حسن سلامي قائد الحرس الثوري الإيراني إسرائيل بالرد على هجماتها على المنشات الإيرانية؛ فالمناخ مناسب للرد والانتقام الإيراني في ظل الهشاشة الأمنية والفوضى داخل الساحة السياسية الإسرائيلية.

 

اقتراب موعد انطلاق الحملات الانتخابية لمرشحي المجلس التشريعي يوم الجمعة الموافق 30 نيسان (أبريل) الحالي بات عنصرا ضاغطا لاتخاذ قرار التأجيل أو الإنفاذ للانتخابات؛

 


فالضغوط الميدانية لا تمثل الخطر الوحيد الذي يتهدد الكيان الإسرائيلي؛ فالأزمة السياسية الإسرائيلية الداخلية عميقة؛ والكيان على بعد خطوة من انتخابات خامسة تعمق أزمة الكيان وتستنزف نخبه المنهكة في الصراعات الداخلية؛ يفاقم المشهد المضطرب علاقة نتنياهو الفاترة بإدارة الرئيس الأمريكي بايدن؛ والتوتر المستمر في العلاقة مع الأردن؛ فإزاحة نتنياهو عن المشهد يمثل طموحا أردنيا خصوصا بعد الاستفزازات الإسرائيلية في المسجد الأقصى والموقف العدائي شبه المعلن من نتنياهو تجاه الأردن والملك عبد الله الثاني تحديدا.

الكيان ضمن هذه القراءة لا يعد في أفضل حالاته لممارسة الضغوط على السلطة الفلسطينية في رام الله أو فصائل المقاومة في قطاع غزة؛ ويحتاج إلى مزيد من الجهد لدفعه خطوة للخلف تسمح بإجراء الانتخابات في القدس المحتلة. 

حقيقة تفتح الباب واسعا لكل من حركتي "حماس" و"فتح" لتعظيم الضغوط على الكيان الإسرائيلي لدفعه خطوة للخلف لتمرير الانتخابات التشريعية في القدس؛ خطوة لا تختلف عن إزالة الحواجز الأمنية في باب العامود.
 
ختاما.. الخميس لا يعتبر الموعد النهائي لاتخاذ قرار التأجيل أو الإنفاذ للانتخابات الفلسطينية؛ إذ إن هناك الكثير مما يمكن عمله لإجبار الكيان الإسرائيلي على إزالة العوائق أمام الانتخابات التشريعية؛ فهامش المناورة واسع وفسحة الوقت تمتد إلى الـ 21 من أيار (مايو) المقبل؛ ما يجعل من قرار التأجيل قرارا غير مفهوم في هذه المرحلة من التدافع والصراع؛ إلا إذا كان هناك حسابات أخرى لا علاقة لها بالسيادة على القدس ومشاركة أهلها بالانتخابات؛ فتأجيل الانتخابات أمر يمكن تأجيله إلى حين استكمال الجهود للضغط على الكيان الإسرائيلي؛ وانطلاق الحملات الانتخابية لا يعد مبررا لتأجيل الانتخابات بل مبررا ووسيلة لتعظيم الضغوط على الكيان.


hazem ayyad
@hma36


التعليقات (0)