هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة
"الغارديان" إن جو بايدن تولى منصبه معتقدا أن بإمكانه وضع القضية الفلسطينية
في آخر أجندته للتركيز على قضايا أخرى أكبر. ولكن ذلك لم ينجح.
وقالت في تقرير ترجمته
"عربي21" لقد فاجأ تصاعد العنف الإدارة الجديدة، وقلة عدد الموظفين،
وعدم تحديد نهج واضح تجاه القضية.
ولا يوجد حتى مرشح
لمنصب سفير أمريكي في إسرائيل. في مواجهة الدعوات إلى إصدار بيان موحد لمجلس الأمن
الدولي يوم الثلاثاء، رفضت أمريكا، في محاولة لكسب الوقت. لكن محاولة تجنب دور
الوساطة الأمريكي التقليدي لم تعد تبدو خيارا قابلا للتطبيق.
وأشارت الصحيفة: "تم
وصف النهج حتى الآن بأنه عدم التدخل، لكن خالد الجندي، زميل أول في معهد الشرق
الأوسط، يرى أن هذا يشير إلى الحياد الذي يفتقر إلى الواقعية".
وقال الجندي: "إن
علاقتهم وثيقة بالأمر.. ولا تقتصر هذه العلاقة على الجزء المتعلق بتخفيف حدة الصراع"،
مشيرا إلى الدعم الأمريكي السنوي البالغ 3.8 مليارات دولار للجيش الإسرائيلي، وخطوة
منع صدور بيان عن مجلس الأمن.
وأضاف: "لذا فليس
صحيحا أنه لا دخل لهم، بل يتدخلون تماما، لكن ليس بالطرق المطلوبة لتحسين الأمور،
لأن ذلك سيتطلب الضغط على إسرائيل وهذا ما لا يمكن لهذه الإدارة قبوله".
حطمت إدارة ترامب دور
الوساطة الأمريكية بتبنيها سياسة الدعم غير المحدود لبنيامين نتنياهو والعداء
للفلسطينيين. كان إنجازها الرئيسي في السياسة الخارجية، اتفاقيات إبراهيم، التي
تحركت نحو تطبيع العلاقات بين إسرائيل وبعض دول الخليج، محاولة تهميش محنة
الفلسطينيين باعتبارها قضية مستعصية على الحل. رأى البيت الأبيض في عهد ترامب،
الهزيمة الفلسطينية المؤكدة، والتخلي الخليجي عن القضية الفلسطينية، حلا للصراع.
لقد نجا ترامب من عواقب تلك السياسة وأصبحت تلاحق خليفته.
وكتب مات دوس، مستشار
السياسة الخارجية للسيناتور بيرني ساندرز، على تويتر: "تبين أن استراتيجية
وجود بعض الأثرياء الإماراتيين في تل أبيب لن تجلب السلام في الواقع إلى إسرائيل
وفلسطين".
وتراجع بايدن عن بعض
خطوات ترامب الأكثر تطرفا، حيث أعاد التمويل الأمريكي للفلسطينيين واستأنف
الاتصالات الدبلوماسية مع المسؤولين الفلسطينيين، لكن سياسات ترامب الأخرى لا تزال
قائمة، مثل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. كما أن الإدارة أيضا
خجولة بشأن العودة إلى الإشارة الرسمية إلى الأراضي المحتلة، كما كان الحال قبل
ترامب.
وقالت تمارا كوفمان
ويتس، المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية والتي أصبحت الآن زميلة بارزة في معهد
بروكينغز: "يُظهر التصعيد الأخير للعنف حماقة محاولة تهميش هذا الصراع: حماقة
لإسرائيل وشركائها العرب الجدد ولإدارة بايدن هاريس".
وأضافت: "قد
يفضلون جميعا التركيز على التعاون في السعي لتحقيق ما يرون أنه أولويات أهم. لكن
الأزمة الحالية تهدد بقلب هذا الإجماع الهش وبصرف انتباه الإدارة الجديدة عن أهداف
السياسة الخارجية الأخرى".
ولفتت الصحيفة إلى أنه
لم يتم إملاء مقاربة منخفضة المستوى فقط من خلال الإخفاقات السابقة، وصعوبة
المشكلة، والرغبة في الحفاظ على الموارد الدبلوماسية لقضايا أخرى. ولكن يجد بايدن
نفسه مضطرا أيضا للحفاظ على توازن سياسي في الداخل، حيث وضع ترامب سقفا عاليا لدعم
إسرائيل، وحيث ينقسم حزبه بهذا الشأن.
ومع ذلك، فإن تقاعس
الرئيس الملحوظ هو الآن نقطة محورية لعدم رضا الجناح التقدمي في الحزب.
وقال اللوبي اليهودي
الأمريكي الليبرالي، جي ستريت، في بيان: "في الوقت الحالي، من المهم أن تشارك
إدارة بايدن بشكل استباقي في تأمين وقف فوري لإطلاق النار ودفع جميع الأطراف إلى
وقف التصعيد.. فمع الخطر على الحياة، يمكن لحكومتنا وينبغي أن تفعل المزيد".
الآن بعد أن لم يعد الوقوف وقوف المتفرج خيارا، تدور المعركة داخل الحزب الديمقراطي لتوجيه
المسار الذي تسلكه الإدارة الآن.
وقال مستشار كبير في
الكونغرس: "كان من المفهوم تماما بالنسبة لهم عدم الرغبة في إعطاء الأولوية
لهذه القضية، ولكن هذه القضية لها طريقة لفرض نفسها في لحظات غير مريحة.. إن ما
يبدأ في القدس لا يبقى هناك".
وأضاف المستشار:
"إذا كنت تريد إعادة حقوق الإنسان إلى أجندة السياسة الخارجية الأمريكية،
فعليها عدم فعل ذلك فقط في الأماكن التي يكون ذلك فيها سهلا. فحتى ترامب فعل ذلك
حيث كان الأمر سهلا. إذا كنت تريد أن تتمتع بالمصداقية فعليا، فعليك أن تفعل ذلك
حيث يكون الأمر صعبا".