هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن معاناة سكان قطاع غزة خلال الحرب الثالثة التي تندلع في العشرية الأخيرة، حيث يتعرض هذا القطاع الذي يعيش فيه مليونا ساكن باستمرار لهجمات إسرائيلية باتت أكثر تطورا، وفي المقابل طورت الفصائل المسلحة الفلسطينية طريقتها في المقاومة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"؛ إن الأوضاع الحالية في قطاع غزة تجعل النوم أمرا صعبا، خاصة بالنسبة للعائلات التي لديها أطفال صغار. فالجيش الإسرائيلي ينفذ غارات جوية مكثفة وعنيفة فوق القطاع منذ يوم الاثنين الماضي، وهي لا تتوقف حتى خلال الليل.
وذكرت الصحيفة أن "إسرائيل" تدعي استهداف مواقع عسكرية، إلا أنها خلال هذا الأسبوع دمرت المئات من المباني، من بينها ثلاثة من أعلى الأبراج في غزة كانت تعيش فيها العشرات من العائلات.
ونقلت الصحيفة عن أحد سكان القطاع يدعى كايد حماد، الذي تواصلت معه في مكالمة هاتفية، قوله؛ إن "القصف يزداد كثافة في الليل، حيث يصبح الأمر جنونيا، بل وأكثر جنونا بكثير من ساعات النهار. وعادة تبدأ وتيرة القصف بالتزايد من منتصف الليل أو الواحدة صباحا، وتستمر هذه الحالة حتى الخامسة. بعد ذلك لا تتوقف الغارات بل تتراجع كثافتها".
وأضافت الصحيفة أن هذا القصف العنيف نفسه، متواصل في أنحاء غزة كافة، كما لو أن الإسرائيليين يحاولون أن يسببوا الأرق لسكان القطاع. ويقول حماد: "لم أتمكن من النوم في الليل منذ يوم الاثنين. وفي الصباح أنام قليلا، إن الأمر لم يعد يحتمل".
اقرأ أيضا: الاحتلال يشن غارات ليلية عنيفة في قطاع غزة (شاهد)
وأوردت الصحيفة أن هذه المعاناة نفسها، يتعرض لها زوجة هذا الرجل وأبناؤه في العمارة التي يسكنون فيها، التي لا تبعد كثيرا عن الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، في حي النصر. ويقول كايد؛ "إن المباني تهتز في الليل، وهو أمر يحدث عندما تسقط الصواريخ بالقرب منها".
وذكرت الصحيفة أن أفراد عائلة كايد حماد لم يتعرضوا إلى أي أذى لحد الآن، ولكن بعض جيرانهم السابقين الذين يعيشون في شمال مدينة جباليا، لم يحالفهم الحظ نفسه؛ فالمبنى الذي يسكنون فيه تعرض للاستهداف وانهار بالكامل، واستشهد أربعة أفراد من هذه العائلة، فيما جرح ثمانية آخرون، كلهم من المدنيين.
ونقلت الصحيفة عن كايد حماد قوله؛ إن "هناك شيئا جديدا يحدث في هذا الأسبوع لم تشهده الحروب السابقة، وهو أن الطائرات الإسرائيلية تقصف الطرقات، وبشكل دقيق تستهدف المحاور والشوارع الرئيسية، وسبب ذلك هو اعتقادهم بوجود أنفاق تحت الأرض تستخدمها حماس في كامل أنحاء المدينة. ويقول الإسرائيليون إنهم يحاولون قطع شبكة الأنفاق وتدميرها".
وأشارت الصحيفة إلى أن حي الشيخ زايد، الموجود بين بيت لاهيا وجباليا في شمال مدينة غزة، هو الأكثر تضررا من الهجمات الإسرائيلية، ولكن القصف امتد على كامل أرجاء المدينة وفي بلديات أخرى ممتدة على مسافة 40 كيلومترا على طول القطاع.
وحسب كايد حماد: "هناك مناطق في شمال جباليا تذكرنا بحي الشجاعية في 2014. ولكن في ذلك العام كانت الدبابات هي التي سببت كل الدمار في الشجاعية، والآن الطائرات هي التي تقوم بالمهمة. الفرق هو أنه خلال تلك الحرب دمرت الدبابات كل شيء في طريقها ولم تبق على أي منزل، أما الآن، فإن هدف الطائرات هو المباني التي هي ليست بالضرورة متجاورة".
وذكرت الصحيفة أن كايد حماد البالغ من العمر 56 عاما يعيش مع زوجته وأبنائه الأربعة، وبسبب الأوضاع المعيشية المتدهورة في قطاع غزة، فإنه يعاني من البطالة، ولكنّ أشقاءه يساعدونه. وتعيش العديد من العائلات في غزة هذه المعاناة نفسها، باعتبار أن القطاع يعاني من العزلة التي فرضتها "إسرائيل" ومصر، وهناك عدد قليل من السكان الذين تمكنوا من المغادرة، إلا أن كثيرين يفضلون البقاء مهما حدث ومهما تدهورت الأوضاع.
اقرأ أيضا: مجزرة بغزة.. الاحتلال يواصل قصف المنازل والمقاومة ترد
وقالت الصحيفة؛ إن أطفال كايد حماد يتعرضون لمعاناة شديدة في وقت النوم، بسبب أصوات القصف، خاصة في الليل. وبشكل عام، عند بلوغهم سنا معينا يتعود سكان غزة على الصواريخ وأصوات الطائرات الإسرائيلية التي تحلق فوقهم وتقصفهم بشكل دوري. وتدعي "إسرائيل" أنها تقوم بتحذير السكان قبل تدمير أي مبنى، ولكن السكان يؤكدون أن هذا لا يحصل دائما.
ونبهت الصحيفة إلى أن الهجمات الإسرائيلية تؤدي لتدهور الخدمات العامة، وهو أمر يبدو أن "إسرائيل" تحرص على مفاقمته. يعاني السكان من ندرة المياه الصالحة للشرب، إلى جانب انقطاع الكهرباء بشكل متكرر. وقد حذر رئيس بلدية غزة المدينة في يوم الجمعة الماضي، من أن منشآت معالجة مياه الصرف الصحي باتت في حالة سيئة جدا.