حقوق وحريات

عدد كبير من سكان غزة معزولون عن العالم بفعل عدوان إسرائيل

اعتداءات إسرائيل على قطاع غزة تنذر ببوادر كارثة إنسانية بدأت تطال كافة مناحي الحياة- (الأناضول)
اعتداءات إسرائيل على قطاع غزة تنذر ببوادر كارثة إنسانية بدأت تطال كافة مناحي الحياة- (الأناضول)
أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن مخاوفه العميقة من تداعيات استهداف إسرائيل لشبكات الاتصال والإنترنت في قطاع غزة في إطار هجومها العسكري المتواصل منذ تسعة أيام.

وقال المرصد الأورومتوسطي ومقره جنيف في بيان صحفي الثلاثاء، أرسل نسخة منه إلى "عربي21": "إنّ القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة ألحق أضرارًا بالغة بشبكات الاتصال والإنترنت، ودمّر معدات وأجهزة العديد من الشركات المزودة للإنترنت، ما أدّى إلى قطع الخدمات عن عدد كبير من السكان".

وجدد الأورومتوسطي تأكيده على أن استخدام القوة غير المبررة من قبل الجيش الإسرائيلي تجاه الأعيان المدنية والسكان ينُذر بنتائج لا يتوقع آثارها على سكان القطاع في ظل تعمد إيقاع أفدح الخسائر البشرية والمادية.

ورصد الفريق الميداني للأورومتوسطي توقف خدمات الإنترنت والاتصال في العديد من مناطق قطاع غزة بفعل الغارات الإسرائيلية التي استهدفت أبراجًا ومباني كان تعمل منها الشركات المزودة لخدمة الإنترنت، إضافة إلى قصف عشرات الشوارع التي تتواجد فيها الأعمدة التي تحمل أسلاك الاتصال التي تمد غزة بخدمات الإنترنت والاتصال.

وأشار الأورومتوسطي في هذا الإطار إلى المعلومات التي جمعها فريقه من شركات مزودة لخدمة الإنترنت السريع "الفايبر"، حيث أفاد "خالد الجمل" المسؤول في الدائرة التجارية في شركة الحلول الإدارية والتكنولوجية SMT، وهي إحدى الشركات المزودة لخدمة الإنترنت السريع "الفايبر"، بأنّ الشركة تعرضت للتدمير بشكل كامل بعد استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي لبرج الجوهرة بتاريخ 12 أيار (مايو) الجاري، والذي كانت تتواجد داخله المعدات الأساسية للشركة، إذ تقدر الخسائر الأولية بـ مليوني دولار بعد تدمير جميع المعدات والأجهزة.

وذكر "الجمل" أن ذلك أدى إلى توقف الخدمة بشكل كامل، وانقطاعها عن آلاف المشتركين الذين يعتمدون على خدمات الشركة بشكل أساسي، كالقنوات الفضائية والوكالات الإعلامية الدولية والمحلية وبعض المشافي.

وقال "الجمل" في إفادته: "تعمل شركتنا كوسيط يوفر خدمات الإنترنت السريع عن طريق الألياف البصرية أو ما يعرف بالفايبر للشركات المزودة لخدمة الإنترنت في القطاع، ويعني استهداف معدات ومقر الشركة عدم مقدرتنا على إمداد تلك الشركات ومشتركيها بخدمات الإنترنت".

وأضاف: "العديد من وكالات الأنباء العالمية والقنوات الفضائية تضررت من استهداف الشركة على اعتبار أنها تعتمد بشكل أساسي على خدمة الإنترنت السريع (الفايبر) في نقلها للمعلومات وبثها للأحداث الجارية في قطاع غزة بشكل مباشر".

وأبرز أنّ استمرار استهداف المباني التجارية التي تحتوي على شركات الإنترنت المزودة لهذه الخدمة سيؤثر بشكل كبير على قدرة تلك الشركات في مواصلة عملها في ظل القصف المتواصل على الشوارع والأحياء السكنية الذي أوقع ضررًا بالغًا في الأسلاك والكوابل التي توصل الخدمة إلى مربعات سكنية كاملة.

وتابع بقوله: "تكمن المشكلة الحقيقية في تعنت السلطات الإسرائيلية بالسماح لنا باستيراد أسلاك الألياف البصرية التي توفر خدمة الإنترنت السريع بدعوى استخدامها من قبل فصائل فلسطينية حيث نتقدم بطلب الحصول على تصريح وننتظر لمدة أسابيع وشهور حتى تأتي الموافقة الأمر الذي سيعني استمرار انقطاع الخدمة إلى أجل غير مسمى بسبب التعقيدات التي تفرضها إسرائيل عليهم".

والتقى فريق المرصد الأورومتوسطي عددًا من الصحفيين الذين يعملون بشكل حر لصالح جهات محلية ودولية، حيث أفادوا بتعطل عملهم نتيجة انقطاع خدمات الإنترنت.

وقال في هذا الإطار الصحفي مصطفى جهاد، إنّه كان يعمل مراسلًا لعدة مواقع إخبارية خارج القطاع، إذ كانت تتمثل مهامه في متابعة آخر التحديثات الميدانية للهجوم العسكري الإسرائيلي، ولكنّه فقد القدرة على التواصل مع جهات العمل بعد تدمير الطائرات الإسرائيلية لبرج "الجلاء" غرب مدينة غزة في 15 أيّار/ مايو الجاري.

وأضاف جهاد، أنّه اضطر إلى تغيير مكان إقامته والانتقال للعيش في بيت صديقه الذي لا تزال خدمة الإنترنت فعالة لديه، ولكنّه أبدى قلقه من انقطاع الخدمة في أي لحظة نتيجة استمرار إسرائيل في استهداف الأبراج التي تضم معظم معدات الشبكات والاتصال.

من جهتها أعلنت شركة (فيوجن) لخدمات الإنترنت والاتصالات في بيان لها اطلع عليه المرصد الأورومتوسطي، أنّ القصف الذي استهدف برج الجوهرة فجر الأربعاء الماضي، أدى إلى فصل خدمات الإنترنت عن عشرات الآلاف من المشتركين في قطاع غزة، بفعل ما أحدثه من أضرار كبيرة وتدمير جميع المعدات المزودة للإنترنت.

ويضاف إلى ذلك ما تشهده خطوات الاتصالات الأرضية والخليوية من أضرار جسيمة متزايدة بفعل الهجمات الإسرائيلية، وهو ما قد يندرج في إطار عزل سكان قطاع غزة عن العالم الخارجي وحجب مجريات الأحداث. 

وأكد المرصد الأورومتوسطي أن ما يرصده من اعتداءات إسرائيلية على قطاع غزة ينذر ببوادر كارثة إنسانية بدأت تطال كافة مناحي الحياة الأساسية.

ونبه إلى تعمد تلك السلطات إيقاع خسائر مادية فادحة ومباشرة تجاه الخدمات الأساسية ومنها خدمة الإنترنت والاتصال، معبرًا عن قلقه من أن الهدف غير المعلن من هذه الهجمات هو منع القنوات الفضائية والوسائل الإعلامية من نقل الأحداث، أو التأثير عليها في رصدها لحقيقة ما يدور في قطاع غزة من هجمات واعتداءات طالت في معظمها المدنيين.

وطالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان السلطات الإٍسرائيلية بوقف كافة هجماتها على التجمعات السكنية والأعيان المدنية التي تضم الأبراج والشركات التجارية، مؤكدًا أن القانون الدولي الإنساني أقر الحماية الكاملة والخاصة لتلك الأعيان وجرّم مثل تلك الاعتداءات التي تشكل في مجموعها جرائم حرب تستوجب المساءلة الجنائية.

ودعا المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي وفي مقدمته الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي إلى تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية إزاء تصاعد الانتهاكات غير المبررة تجاه المدنيين وعدم ممارستها الضغط الكافي على إسرائيل لوقف الهجوم العسكري على قطاع غزة. 

وكانت إسرائيل أطلقت عملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة منذ 10 أيار (مايو) الجاري، استهدفت خلالها المقاتلات الحربية منازل مدنيين وأبراجا سكنية ومؤسسات إعلامية، إضافة إلى الشوارع والبنى التحتية في القطاع.

وحتى مساء أمس الاثنين، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة إلى 212 شهيدا، بينهم 61 طفلا، و36 سيّدة، بجانب 1400 جريح، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.

التعليقات (0)

خبر عاجل