قال رئيس حزب الديمقراطية والتقدم التركي،
علي باباجان، في برنامج على قناة "خلق تي في" الموالية لحزب
الشعب الجمهوري، إن
تركيا خسرت خمس سنوات لعدم اتفاق المعارضة في 2018 على ترشيح رئيس الجمهورية السابق، عبد الله غول، مضيفا أن هذا الأخير كان بإمكانه الفوز في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وإسقاط رئيس الجمهورية رجب طيب
أردوغان.
وذكر باباجان في ذات البرنامج أنه كان حاضرا هناك حين عُرِض على غول أن يترشح لرئاسة الجمهورية. وفي جوابه على سؤال أحد الصحفيين المشاركين في البرنامج، شدد على أنه كان "في قلب المباحثات" التي جرت لترشيح غول، إلا أنه "لم يكن مرئيا".
تصريحات باباجان هذه أثارت تساؤلات حول "النفاق السياسي" والالتزام بالقيم والأخلاق في ممارسة السياسة، ووجهت إليه انتقادات واسعة، كما اعتبرت تلك التصريحات المثيرة اعترافا صريحا من باباجان بأنه كان يحاول أن يحفر حفرة ليسقط فيها أردوغان، قبل أن يقدم استقالته من حزب العدالة والتنمية.
تصريحات باباجان هذه أثارت تساؤلات حول "النفاق السياسي" والالتزام بالقيم والأخلاق في ممارسة السياسة، ووجهت إليه انتقادات واسعة، كما اعتبرت تلك التصريحات المثيرة اعترافا صريحا من باباجان بأنه كان يحاول أن يحفر حفرة ليسقط فيها أردوغان، قبل أن يقدم استقالته من حزب العدالة والتنمية
"ألا يحق لباباجان أن يعارض ترشيح أردوغان، ويرى أن ترشيح غيره أفضل؟"، قد يتبادر إلى أذهان القراء هذا السؤال، ويعتبرون ما قام به باباجان قبل استقالته من حزب العدالة والتنمية نوعا من المعارضة الداخلية. إلا أن هذ التفسير لا يصح؛ لأن باباجان لم يعلن آنذاك معارضته لترشيح أردوغان للانتخابات الرئاسية، بل فعل أكثر من ذلك، فوقَّع على عريضة ترشيحه لرئاسة الجمهورية، ما يعني أنه كان يتظاهر بأنه يؤيد ترشيح أردوغان، ولكنه في ذات الوقت، يشارك في الخفاء مع المعارضة في جهود ترشيح عبد الله غول من أجل إسقاط أردوغان.
الجهود التي بذلها باباجان قبل الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 24 حزيران/ يونيو 2018 من أجل إسقاط أردوغان؛ لا يمكن وصفها بـ"المعارضة الداخلية"، بل هي جهود تجعله "ذا الوجهين". كما أنه استقال من الحزب بعد 13 شهرا من الانتخابات، ومن المؤكد أنه في تلك الفترة التي امتدت أكثر من سنة، سعى في صفوف حزب العدالة والتنمية للوصول إلى ذات الهدف. وها هو اليوم يواصل محاولاته لإقناع المعارضة بضرورة تقديم غول كمرشح يمثل كافة القوى السياسية المناوئة لأردوغان.
حزب الديمقرطية والتقدم الذي يرأسه باباجان، نيابة عن غول، له هدفان رئيسان، أحدهما إسقاط أردوغان، والثاني تمكين غول من العودة إلى القصر الرئاسي. وفي حال عدم اتفاق المعارضة على ترشيح غول لرئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة، فمن المؤكد أن الحزب سيسعى إلى تحقيق الهدف الأول
تحالف الجمهور الانتخابي الذي يضم حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وحزب الاتحاد الكبير، أعلن أن أردوغان سيكون مرشحه للانتخابات الرئاسية القادمة التي سيتم إجراؤها في صيف 2023. وأما تحالف الملة الانتخابي الذي يتألف من حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد وحزب السعادة، ويدعمه حزب الشعوب الديمقراطي، فلم يحدد مرشحه. وبالتالي، لم يتضح حتى الآن هل سيتم ترشيح غول لمنافسة أردوغان كمرشح يخوض السباق الديمقراطي باسم جميع القوى السياسية التي تسعى إلى إسقاط رئيس الجمهورية أم لا.
هناك سيناريوهات مختلفة يمكن أن تلجأ إليها المعارضة في الانتخابات الرئاسية. الأول، أن تتفق على مرشح لمنافسة أردوغان في الجولة الأولى. والثاني، أن يقدم كل حزب مرشحه لتشتيت الأصوات، أملا في نقل المعركة إلى الجولة الثانية، لتدعم فيها كافة تلك القوى السياسية ذاك المرشح الذي سينافس أردوغان. ومن المؤكد أن عبد الله غول لن يترشح للانتخابات الرئاسية إلا في السيناريو الأول، أي إذا اتفقت المعارضة على ترشيحه؛ لأنه إن خاض الانتخابات الرئاسية كمرشح أحد الأحزاب فقط، فقد يحل في المرتبة الثالثة أو الرابعة في الجولة الأولى لينهي حياته السياسية بهزيمة مدوية.
أما حزب علي باباجان وحزب أحمد داود أوغلو فيراهما "في القفص" ومضطرين في كل الأحوال لدعم منافس أردوغان، بعد أن أصبح همهما الأول إسقاط رئيس الجمهورية بأي طريق كان
حزب الديمقرطية والتقدم الذي يرأسه باباجان، نيابة عن غول، له هدفان رئيسان، أحدهما إسقاط أردوغان، والثاني تمكين غول من العودة إلى القصر الرئاسي. وفي حال عدم اتفاق المعارضة على ترشيح غول لرئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة، فمن المؤكد أن الحزب سيسعى إلى تحقيق الهدف الأول، على الأقل، من خلال دعم المرشح المنافس لأردوغان في الجولة الثانية، إن لم يحسم السباق في الجولة الأولى. كما أن باباجان قد يدعم مرشح أحد الأحزاب في الجولة الأولى، بدلا من أن يترشح نفسه أو يقدم مرشحا يمثل حزبه، حتى وإن لم تتفق المعارضة على ترشيح اسم توافقي، خوفا من أن تظهر ضآلة التأييد الشعبي لحزبه ومرشحه.
حزب الشعب الجمهوري يسعى حاليا إلى تهيئة المؤيدين لتحالف الملة الانتخابي لتَقَبُّلِ انضمام حزب الشعوب الديمقرطي الموالي لحزب العمال الكردستاني؛ إلى التحالف بشكل علني. وبدأ يطرح فكرة مشاركة الحزب في الحكومة القادمة من خلال منحه حقيبتين أو ثلاثة من الحقائب الوزارية، في مقابل دعم الحزب لمرشح المعارضة. وأما حزب علي باباجان وحزب
أحمد داود أوغلو فيراهما "في القفص" ومضطرين في كل الأحوال لدعم منافس أردوغان، بعد أن أصبح همهما الأول إسقاط رئيس الجمهورية بأي طريق كان.
twitter.com/ismail_yasa