هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "بلومبيرغ" مقالا للصحفي بوبي غوش، ترجمته "عربي21"، قال فيه إنه يبدو من المرجح الآن أن يكون لإسرائيل حكومة جديدة يوم الأربعاء، تتشكل من ائتلاف من الأحزاب السياسية يوحدها التصميم على إنهاء قبضة بنيامين نتنياهو على السلطة والتي استمرت 12 عاما.
ومن المتوقع أن يصبح نفتالي بينيت، الذي أصبح منافسا له، رئيسا للوزراء لمدة عامين، قبل أن يسلم زمام الأمور لوزير المالية السابق يائير لابيد.
ومن غير المحتمل أن يستمر زواج المصلحة السياسية هذا لفترة كافية لنقل السلطة بين الشريكين، لكون أن أحد الأسباب هو أن الهوة الأيديولوجية بين حزب يمينا اليميني المتطرف بزعامة بينيت وحزب لابيد الوسطي يش عتيد واسعة.
والسبب الآخر هو المثابرة السياسية لنتنياهو، الذي برع في لعب دور المفسد. وسوف يكرس نفسه لكسر التحالف، لأسباب ليس أقلها أن أفضل أمل له في تجنب المقاضاة بتهم الفساد قد يكمن في هندسة عودة سريعة إلى المنصب، (وقد أنكر نتنياهو ارتكاب أي مخالفات).
وإذا كان نتنياهو قلقا على مستقبله، فلا داعي للقلق بشأن إرثه السياسي. إنجازاته المميزة كرئيس للوزراء - الميل اليميني للسياسة الداخلية، وإعاقته عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية وتطبيع العلاقات مع الدول العربية - لن يتم تحديها من تحالف لابيد - بينيت.
وقد أشار المتحالفان غير المتوقعين بالفعل إلى أنهما لن يقوما بتغييرات كبيرة في السياسة. وقال بينيت يوم السبت: "لن يُطلب من أي شخص التخلي عن أيديولوجيته، لكن سيتعين على الجميع تأجيل تحقيق بعض أحلامهم.. سنركز على ما يمكن فعله، بدلا من الجدال حول ما هو مستحيل".
وستواجه الحكومة الجديدة الكثير من التحديات غير الحزبية للتعامل معها أيضا. وهي تشمل الخطر الذي تشكله إيران ووكلاؤها الإقليميون، والآثار المستمرة للوباء وإدارة الاقتصاد الإسرائيلي (لم تكن هناك ميزانية سنوية منذ آذار / مارس 2018).
اقرأ أيضا : ترقب لحكومة بلا نتنياهو.. ومفاوضات مكثفة قبل انتهاء المهلة
ولبيد وبينيت ليسا بعيدين عن بعضهما البعض في تقييمهما للتهديد الذي تتعرض له إسرائيل من إيران ومخالبها، خاصة حماس في غزة وحزب الله اللبناني.
لقد خدم كل منهما في الوزارات التي يقودها نتنياهو، ودعم الرجلان استخدام نتنياهو للقوة الشهر الماضي، ليس فقط انتقاما من الهجمات الصاروخية من قبل حماس، ولكن أيضا ضد المتظاهرين العرب الإسرائيليين.
بينيت، وزير الدفاع السابق، هو الأكثر تشددا بين الاثنين. ووصف الاتفاقية النووية لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية بأنها "كارثة كبيرة"، وقد دعم في الغالب سياسات نتنياهو بشأن الجمهورية الإسلامية.
لكن لبيد لم يكن معجبا بالاتفاق النووي أيضا. لكونه يود أن تُبقي أمريكا العقوبات الاقتصادية حتى يوافق النظام في طهران على شروط جديدة.
وهناك اختلاف بسيط بين الاثنين حول كيفية تعامل إسرائيل مع الفلسطينيين: لبيد يفضل حل الدولتين، لكنه يعارض أي تقسيم للقدس.
وقال بينيت إن إقامة أي دولة فلسطينية سيكون بمثابة انتحار من قبل إسرائيل، ويؤيد ضم إسرائيل لمزيد من الأراضي في الضفة الغربية.
فيما يتعلق باتفاقات إبراهام بين إسرائيل والدول العربية، من غير المحتمل أن يعيد بينيت ولا لبيد عقارب الساعة إلى الوراء فيما يتعلق بإنجازات نتنياهو.
قد تكون مسألة المضي قدما موضع نقاش. بعد الحرب الأخيرة في غزة والحملة الأمنية ضد الإسرائيليين العرب، من غير المرجح أن تكون الدول الأخرى في عجلة من أمرها لتطبيع العلاقات، بغض النظر عمن هو رئيس الوزراء، وهنا قد يشترك لبيد وبينيت في كراهية الرجل الذي يعتزمون استبداله، لكن إرثه آمن في أيديهم.