ماسبيرو ذاك المبنى البديع، الثابت أمام النيل، إنه مبنى الإذاعة والتلفزيون. بناء مدهش في تصميمه وإمكاناته، أصبح على مدار عقود كثيرة أيقونة إعلامية محلية وإقليمية.
هذا المبنى الذي ولد عملاقاً وشهد ميلاد
الإعلام المصري بيد أبنائه النجباء؛ والذي شكل وجدان الشعب العربي بأكمله.. المبنى الذي ساهم في وجود كيان إعلامي من خلال برامجه ومسلسلاته وأفلامه ومسرحياته ومواده السياسية المهمة، والتي كانت منتقاه بمهنية شديدة عبر أجيال متلاحقة من الإعلاميين الذين كانوا ضيوفاً دائمين داخل كل بيت مصري.
هذا الكيان العملاق أصبح مهدداً بالفناء بعد أن أصبحت أستديوهاته - التي كانت كخلايا نحل - مظلمة كئيبة ترتع بها الفئران والصراصير.. أصبحت الشقوق في الحوائط تهدد بإنهيار قادم لا محالة.. أصبحت الأجهزة يعلوها الصدأ بسبب الإهمال المتعمد أو غير المتعمد، وأصبحت هناك حالة من الكسل العام تسيطر على الموظفين.
والأسباب كثيرة؛ من أهمها ضعف الرواتب وعدم وجود حوافز تشجيعية تدفع للعمل الجاد والتميز. تمكنت البيروقراطية في أسوأ صورها بهذا الجهاز الإعلامي؛ بحيث أصبحت عائقاً أمام أي طموح إعلامي مهم واحترافي. وكثر حملة المباخر، والانتهازيون، وعديمو الكفاءة.
باختصار، المبنى العملاق يتآكل من الداخل بصورة غير مسبوقة. وتزامن مع ذلك أيضا قرار بإزالة الكراج المتعدد الطوابق الذي كان ييسر لجيش العاملين به مكاناً لسياراتهم؛ حيث الدخول مباشرة إلى عملهم بالتلفزيون. كل هذا سيتبخر بإزالة الكراج؛ ليضاف عذاب إلى عذابات الموظفين والعاملين في المبنى، والبحث عن مكان لإيقاف السيارات يبعد مسافة كبيرة، وعلى العاملين أن يقطعوا مسافة ليست بالقصيرة للوصول إلى ماسبيرو. إضافة إلى مشاكل كثيرة شديدة التعقيد..
أرجوكم أنقذوا ماسبيرو.. أنقذوا أحد الكيانات الذي شكل عقل ووجدان مصر، ومنحنا الكثير من العمل والمتعة والشباب والطموح والنجاح.. أرجوكم أنقذوا ماسبيرو.