هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تساءلت صحيفة "صباح" التركية، حول طبيعة العلاقة المستقبلية مع إيران بعد فوز إبراهيم رئيسي، ودولة الاحتلال بعد تولي نفتالي بينيت رئاسة الوزراء.
وقالت الصحيفة في تقرير للكاتب برهان الدين دوران، وترجمته "عربي21"، إنها انتهى حقبة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بعد 12 عاما من الحكم، وتمكن بينيت من تشكيل حكومة ائتلافية مكونة من ثمانية أحزاب، ويوم الجمعة الماضي، بعد استبعاد المرشحين المعتدلين والإصلاحيين تم انتخاب المحافظ إبراهيم رئيسي رئيسا لإيران.
وأضافت أن نيكولا باشينيان، الذي عانى من هزيمة كبيرة في حرب ناغورنو كاراباخ الثانية، خرج منتصرا الأحد الماضي في انتخابات مبكرة في أرمينيا.
وتساءلت الصحيفة عن ما إذا كانت هذه الانتخابات في المناطق الثلاث، ستحدث تغييرا في مستقبل المنطقة والعلاقات مع تركيا.
هل ستطبع تركيا العلاقات مع حكومة بينيت؟
وأشارت الصحيفة، إلى أنه لوحظ تأثير إدارة بايدن في تشكيل الحكومة الجديدة في "إسرائيل"، فبعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن، كان من المثير للاهتمام أنه جرى استبعاد نتنياهو وتشكيل ائتلاف جديد.
وأضافت أن بينيت، الذي سيكون رئيسا للوزراء في العامين الأولين، معروف بقربه من المستوطنين وآرائه القومية اليمينية المتطرفة، ويبقى السؤال غامضا حول إمكانية استمرار هذا التحالف الذي يضم حزبا عربيا وأحزابا يسارية، وكيف ستتم إدارة الاختلافات الأيدلوجية فيه.
اقرأ أيضا: أردوغان: ساسة إسرائيل يفتخرون بقتل الأطفال ولن نصمت عنهم
ورأت أنه من غير المتوقع أن تختلف حكومة بينيت عن حكومة نتنياهو تجاه قضايا القدس المحتلة والمستوطنين والضفة الغربية، كما أن مساعي تهجير الفلسطينيين عن منازلهم في منطقة سلوان يمكن أن تتحول إلى أزمة جديدة.
وأضافت أن بينيت لا يملك خبرة مثل نتنياهو الذي لديه 12 عاما من الخبرة بالحكم، والإجابة عن التساؤل حول تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب يعتمد على مواقف بينيت تجاه القدس والاستيطان وقضايا التهجير القسري للفلسطينيين من منازلهم، فجميع هذه الملفات تقوض أي مساع للتطبيع.
ومن المعروف، أن ضغط إدارة بايدن على إيران بدأ بالتضاؤل.. وإذا تمكنت طهران من التوصل إلى اتفاق نووي جديد، على الرغم من وجود محافظ مثل رئيسي، فإن نفوذها الإقليمي سيتسع ضد "إسرائيل"، وبدأت دول الخليج بالفعل محادثات تطبيع معها في مواجهة الانسحاب الجزئي للولايات المتحدة من المنطقة.
كيف تبدو العلاقة بين أنقرة وطهران في ظل رئاسة رئيسي؟
أما في إيران، فقد فاز المحافظون، ومن الواضح أن رئيسي الذي كان رئيس السلطة القضائية، سيتلقى الدعم من خامنئي ولن يتعرض لأي ضغوط من مجلس الشورى الإسلامي مثل الرئس السابق روحاني.
ورأت الصحيفة أن سيطرة المحافظين على السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية سيجلب الاستقرار إلى السياسة الإيرانية، ولكن هناك صعوبة في إدارة ملفات حرجة مثل اتفاق النووي والتطبيع مع الخليج من خلال زعيم محافظ، لا سيما أنه مدرج على قائمة العقوبات الأمريكية والأوروبية، كما أنه تعرض لانتقادات عن دوره في عمليات إعدام جماعية في إيران عام 1988.
وأضافت أن رئيسي شخصية غير مقبولة للولايات المتحدة وأوروبا، والإصرار على النووي والسياسة التوسعية والمليشيات الشيعية في المنطقة يضعف طهران أمام الغرب.
وحول العلاقة مع أنقرة، أشارت الصحيفة إلى أنه من المعروف أن العلاقة مع طهران تتأرجح ما بين التنافسية والتعاون، وفي السنوات الأخيرة ادت عوامل مثل عملية أستانا والسياسة العدوانية للسعودية والإمارات في المنطقة للتقريب بين أنقرة وطهران.
اقرأ أيضا: ما تأثير وصول "رئيسي" لرئاسة إيران على الملف السوري؟
واستدركت الصحيفة بأن زيادة أنقرة نفوذها في منطقة القوقاز عبر دعم أذربيجان في حرب قره باغ، تسبب في إزعاج طهران.
وينظر إلى أجندة التطبيع التركية مع مصر والسعودية والإمارات و"إسرائيل" على أنها خطوات لتحقيق التوازن مع إيران، ورأت الصحيفة أن إدارة رئيسي التي ستضطر لإحداث تأثيرات مع واشنطن وبروكسل وعواصم الخليج، لا تريد أن تتصادم مع أنقرة.
وأشارت إلى أنه من الخطأ توقع تغيرات جذرية في التوازنات بين أنقرة وطهران.
وحول فوز باشينيان في الانتخابات المبكرة، أشارت الصحيفة إلى أن ذلك يعزز استمرار التنافس بين الغرب وروسيا في أرمينيا، ويبقى السؤال مفتوحا حول إمكانية أن يقوم باشينيان بتطبيع العلاقات مع أذربيجان وتركيا، على الرغم من خسارته ناغورنو كاراباخ.