صحافة دولية

صحيفة: اللاجئون الأفغان يتدفقون نحو أوروبا عبر تركيا

قال لاجئون أفغان إنهم "يعلمون على توفير أموال تمكنهم من الهجرة إلى أوروبا"- جيتي
قال لاجئون أفغان إنهم "يعلمون على توفير أموال تمكنهم من الهجرة إلى أوروبا"- جيتي

نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا للصحفية ليز كوكمان، قالت فيه إن "العشرات من الشباب الأفغان نحيلي الأجسام والمنهكين تجمعوا في محطة حافلات مهجورة في مقاطعة بيتليس جنوب شرق تركيا، في محاولة للحصول على قسط من النوم وربما تناول وجبة بعد أسابيع قضوها على الطريق".


وأضافت أنهم "قطعوا أكثر من 1200 ميل للوصول إلى هنا، وعبروا الجبال والصحاري، متحملين درجات الحرارة والبرودة الشديدة وتجنبوا الحيوانات البرية والعصابات الإجرامية وحرس الحدود".


وبحسب الصحيفة، حاول معظمهم العبور عدة مرات قبل أن ينجحوا، وقالت امرأة إنه من بين مجموعتها المكونة من 200 شخص والذين بدأوا الرحلة، نجح 50 منهم فقط في العبور، حيث أصيب العديد منهم بالمرض وتركوا وراءهم أو اعتقلتهم شرطة الحدود.


وتضيف أن الذين نجحوا كشفوا عن الندوب التي تركتها الرحلة عليهم، ويقول الرجال إنهم سيسافرون أولا إلى إسطنبول للبحث عن عمل وتوفير بعض المال، ثم يكملون الطريق مرة أخرى ويحاولون الوصول إلى أوروبا بحثا عن الفرص والازدهار.


ورفع توحيد، 18 عاما، من ولاية لغمان، قميصه ليكشف عن ندوب عميقة على ظهره وأضلاعه، قائلا: "نحن نعيش في فقر، لقد أتيت إلى تركيا لكسب المال لشراء قوتي". ولفتت الصحيفة إلى أنه فر من أفغانستان بعد أن بدأت حركة طالبان، التي استعادت الآن حوالي 85 بالمئة من البلاد بعد ما يقرب من 20 عاما من الإطاحة بنظامها، في تحقيق مكاسب في منطقته. وانهار منزله بعد أن أصيب في اشتباكات بين الحكومة الأفغانية ومسلحي طالبان، ما أسفر عن مقتل نصف أسرته.

 

اقرأ أيضا: طالبان تعرض هدنة لـ3 أشهر مقابل إطلاق سراح آلاف المقاتلين


وقضى توحيد 29 يوما ومشى 12 ساعة في اليوم، لكي يصل إلى تركيا. وتعرض للضرب عدة مرات من قبل الشرطة الإيرانية، وعندما وصل إلى الحدود جاءته مكالمة تخبره بأن باقي أفراد عائلته قُتلوا في القتال الدائر.


ومجرد واحد من عشرات الآلاف من الأفغان الذين يُعتقد أنهم فروا من البلاد قبل أن تغرق في الفوضى، بينما تستعد القوات الأجنبية للانسحاب قبل 11 أيلول/ سبتمبر من هذا العام. وبحسب الأخبار المحلية، يُعتقد أن ما بين 500 و1000 أفغاني يدخلون تركيا بشكل غير قانوني كل يوم، وفق ما أوردته الصحيفة.


وقال اثنان من المهربين في مقاطعة فان بشرق تركيا لصحيفة تلغراف إن هناك زيادة في العمل تزيد "عشرة أضعاف" عن المعتاد في الأسابيع الأخيرة، وقالت منظمات إنسانية في المنطقة إنها تحضر لزيادة كبيرة.


وحتى قبل هذه الموجة الأخيرة من الهجرة، كانت دول مثل تركيا وإيران وباكستان تستضيف بالفعل ملايين الأفغان، عدد كبير منهم لا يحملون وثائق رسمية. ومع ذلك، فإن جائحة كوفيد أصابت هذه البلدان بشدة وهي غير مجهزة للتعامل مع الوافدين الجدد.


وتعد تركيا بالفعل موطنا لأكبر عدد من اللاجئين في العالم، حيث يبلغ عددهم أربعة ملايين تقريبا. ويدخل المهاجرون من شرق البلاد عبر إيران وعلى الرغم من اكتمال بناء جدار أمني بطول 81 كيلومترا على طول الحدود في وقت سابق من هذا العام، إلا أن هناك 400 كيلومتر أخرى من الحدود يقوم حرس الحدود بحراستها وهي مليئة بالثغرات.


ويزعم كل من المهاجرين والمهربين أن المسؤولين يتلقون أموالا من عصابات تديرها عائلات تعمل عبر الحدود. اعتادت هذه العصابات على تهريب السلع، مثل السكر والنفط، لكنها تحولت إلى البشر لأنها تجارة مربحة أكثر بكثير وتعمل في ظل إفلات نسبي من العقاب. ولم ترد الحكومة التركية على طلب للتعليق على ذلك.


يوجد حوالي 130 ألف مهاجر أفغاني في إسطنبول، بحسب المنظمة الدولية للهجرة، على الرغم من أن هذا الرقم من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير، لأن الكثيرين لا يسجلون لدى السلطات التركية بسبب مخاوف من رفض وضع الحماية المؤقتة وإعادتهم إلى بلادهم.


وتحدثت صحيفة تلغراف إلى عشرات المهاجرين في فان وإسطنبول على مدار عدة أشهر، وقال معظمهم إنهم يأملون في الانتقال إلى أوروبا إما بشكل قانوني أو غير قانوني - يمكن أن تكون الحياة في تركيا صعبة، مع ارتفاع التضخم والبطالة وتراجع سعر الليرة المستمر، ليصل إلى أدنى مستوياته القياسية مقابل الدولار.


وقال البعض إنه على الرغم من أنهم كانوا يتوقعون أن يقوم عدد أكبر من الأفغان بالرحلة المحفوفة بالمخاطر في الأشهر المقبلة، فقد أبلغوا الأصدقاء والعائلة في الوطن بعدم القدوم.


وعلق بدعات، 27 عاما، الذي عمل مترجما فوريا مع القوات الأمريكية وقوات التحالف في قاعدة في قندهار قبل أن يفر إلى تركيا بعد تهديدات طالبان قائلا: "لا حياة لنا نحن الأفغان هنا.. لكننا نجازف بفقدان حياتنا إذا بقينا في الوطن".


وهاجر بدعات قبل خمس سنوات ويعيش في منزل من غرفتي نوم مع ثمانية رجال أفغان آخرين غير مسجلين. وأطلع صحيفة تلغراف على وثائق من الجيش الأمريكي والتي يجب أن تساعده في الحصول على تأشيرة هجرة خاصة للعيش في أمريكا، لكنه لا يستطيع التقدم الآن لأنه غادر أفغانستان. لقد فقد الأمل في الذهاب إلى أمريكا ويعمل الآن على توفير مبلغ 2000 دولار الذي يحتاجه ليتم تهريبه إلى أوروبا.

التعليقات (0)