أخبار ثقافية

"عوالم النبات عند البدو".. عن عالم الطبيعة في الجزيرة العربية

عوالم النبات عند البدو
عوالم النبات عند البدو
يصدر قريبًا عن (دار الرافدين) كتاب "عوالم النبات عند البدو"، للكاتب جيمس ب. ماندفيل، ترجمة إيمان معروف.

جاء في كلمة الناشر: "أقام جيمس ماندفيل في المملكة العربية السعودية معظم حياته. تضمن عمله الأول هناك لحساب شركة الزيت العربية الأمريكية (الآن شركة الزيت العربية السعودية، أرامكو)، تقصي المعارف القبلية والأسماء الجغرافية من أجل برامج رسم الخرائط ودراسة الحدود الدولية. أدى اهتمامه بالحياة النباتية الصحراوية والتسميات النباتية البدوية إلى اقتناء مجموعات واسعة من العينات المتحف التاريخ الطبيعي، لندن، وغيره من المعشبات. من ضمن ما نشره كتاب (النباتات الطبيعية في شرق المملكة العربية السعودية، والعديد من الدراسات حول الأنواع النباتية العربية والتوزيع الجغرافي للنباتات..

تخصص ماندفيل في اللغة العربية في جامعة جورج تاون. وحصل على شهادة دكتوراه في علوم موارد الأراضي القاحلة من جامعة أريزونا. عمل مستشارة المشروع استعادة المراعي في المملكة العربية السعودية. وتشمل اهتماماته الأخرى ركوب الخيل على حصانه العربي (شريف)، وتأسيس وتشغيل محطة راديو للهواة؛ وتطبيق الإلكترونيات التجريبية على الجيوفيزياء وعلم الفلك الشمسي والنشاط الإشعاعي الطبيعي. كما بدأ مؤخرا في تلقي دروس على آلة التشيللو، التي وصفها بأنها "متواضعة".
التعليقات (1)
نسيت إسمي
الأحد، 05-09-2021 11:36 ص
'' علوم النباتات في الحضارة الإسلامية '' يقصد بعلم النبات: العلم الذي يبحث في أنواع النبات، وخواصِّها، وأشكالها، وعجائبها، ومنافعها، ومضارِّها؛ للغذاء أو التداوي به. وقد اهتمَّ المسلمون والعرب بعلم النبات مِن جوانب متعددة: الأول: منها تحديدهم لأسماء النباتات وأصولها وترتيبها؛ كما فعل الفراهيدي والأصمعي والتميمي. والثاني: منها دراسة النبات من جهة الزراعة؛ كمعرفةِ الأراضي وتربتها وخصوبتها، وصلاحيتها بنباتات معينة، وما تحتاج إليه من سماد وماء وأدوية، ويدخل ما يُسمَّى بتربية الحيوانات وتسمينها عن طريق العناية بغذائها ودوائها. والثالث: منها تلك السلالات النباتية التي اكتشفها الرحَّالة المسلمون، فضلًا عما قرؤوا عنه عند الآخرين. والرابع من مجالات اهتمام العلماء المسلمين بالنبات هو: ما يتمثَّل في دراسة النباتات الداخلة في صناعة الأدوية (العقاقير)، وهي دراسات تعتمدُ على البيئة التي يعيش فيها النباتيون والصيادلة والأطباء والكيماويون المشتغلون باستخلاص المركَّبات العقَّارية المناسبة للأمراض الشائعة في بيئتهم، ولعل هذا الفرع قريب مما يُعرف في أيامنا بعلم البيئة أو نباتات البيئة بصفة خاصة. وقد بدأ اهتمام العرب بعلم النبات، وجمع أسمائها، بوصفها جزءًا من اللغة واجب التحقيق، وكان ذلك بعد أن اتَّسَعت الفتوحات الإسلامية، واختلط العرب بالأعاجم، وأشفق المسلمون على لُغتهم من الفساد، ومِن تسرُّب اللَّحن إليها، فجعلوا يجمعون مفردات لُغتهم ويسجِّلونها، بوصفها المدخل الصحيح لفهم معاني القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، وكان الزرع والنبات والكَرْم والعنب والبقل والنخل، وغير ذلك مما عُنوا به وجدُّوا في تدوينه؛ حيث استقَوا أغلب معلوماتهم عنها من أشعار الجاهلية، ومما ورد في القرآن الكريم، وبعض الأحاديث النبوية، وما نقلوه عن الأعراب الذين وفدوا إلى الأمصار؛ فضلًا عما حقَّقوه بأنفسهم من خلال زياراتهم الميدانية للبادية، ويعني هذا أن أغلب مؤلفات علماء المسلمين المبكِّرة في مجال النبات كانت عبارة عن مجموعة من الأسماء والمصطلحات النباتية، التي صنفت ضمن محتويات المعاجم اللُّغوية، باعتبارها جزءًا من اللغة لا ينفصل عنها، وإن كان هذا لا يعني بالضرورة إقبال علماء المسلمين إبان تلك الفترة المبكرة على وضع مؤلفات متخصصة في علم النبات. وإذا تتبَّعنا أسماء اللُّغويين العراقيين، الذين يرجع إليهم الفضل في العناية بجمع أسماء النبات ومصلطحاته، فسنجد أنفسنا أمام قائمةٍ طويلة يضيق المقام بذكرها، ولكن نذكر منهم على سبيل المثال: النَّضْر بن شميل (المتوفى 204هـ). وأبا عبيدة مَعْمر بن المثنَّى (المتوفى 208هـ). وعبدالملك بن قريب الأصمعي (المتوفى 217هـ). وأبا زيد الأنصاري (المتوفى 215هـ). وابن الأعرابي (المتوفى 231ه/ 845م). وأبا حاتم السجستاني (المتوفى 255هـ)، وغيرهم كثير. وهؤلاء صنَّفوًا كتبًا في النبات تحمل عناوين "النبات"، وهو عنوان لكثير من الكتب، و"النخل"، و"الشجر"، و"الزرع"، و"النبت"، و"البقل"، و"العشب"، وغيرها، فضلًا عن المعاجم اللُّغوية التي حَوَت أبوابًا خاصة بالنبات. وبلا شك، فإن المسلمين لم يبدؤوا من فراغ؛ فقد أفادوا مما ورثوه من كتب جالينوس وديسقوريدس، وغيرهما من الذين اهتمُّوا بالنبات والأرض والفلك؛ ففي بغداد اطلع المسلمون على التراث الإغريقي في النبات والفلاحة، وقاموا بنقل بعض المؤلفات إلى العربية؛ مثل كتاب "الفلاحة" لديموقريطس، وثلاثة كتب لأرسطو هي: "كتاب الفلاحة" في عشر مقالات، وكتاب "الإبانة عن علل النبات"، وكتاب "النبات"، الذي توفر على ترجمته ثابت بن قرة الحراني البغدادي (ت 288هـ/ 910م)، وسماه "تفسير كتاب أرسطو في النبات"، ثم قام إسحاق بن حنين (ت 298هـ/ 910م) بمراجعته وتنقيحه. ويعد كتاب "الحشائش" لديسقوريدس أهم كتاب اعتمد عليه العلماء المسلمون في مجال النبات والأدوية. وكذلك قام علماء بغداد بترجمةِ بعض مؤلَّفات جالينوس في علم النبات؛ وأهمها: كتاب "النبات"، ومقالة في استخراج مياه الحشائش أو "خواص الحشائش ومنافع الحيوان"، وترجم العرب أيضًا كتاب "الفلاحة" لأبلونيوس، وكتاب "الفلاحة" لأناطوليوس، وغير ذلك كثير من كتب النبات[1]. والحاصل أن علماء العرب والمسلمين ترجموا ما ورِثوه من إنتاج الحضارات السابقة في علم النبات، ومع ذلك فقد أضاف المسلمون كثيرًا، وقاموا على مستوى الفكر والتطبيق بتطويرِ أساليب استصلاح الأراضي، وأساليب الري، وتربية المواشي، ومعالجتها، لا سيما بعد فتحِهم لبلادٍ تعتمد على الزراعة والري بنسبة كبيرة؛ مثل مصر وبلاد الشام، وعرَف المسلمون طريقةَ إنتاج فواكه جديدة بطرق التطعيم، وجمعوا بين شجرة الورد وشجرة اللوز، وأوجدوا عن طريق التطعيم أزهارًا نادرة جميلة المنظر، وكان (رشيد الدين الصوري) يستصحب معه مصورًا عند بحثه عن الحشائش في منابتها، ومعه الأصباغ، فكان يتوجَّه إلى المواضع التي بها النبات فيشاهده ويحققه ويريه للمصور. وكذلك نبغ العرب ولا سيما في الأندلس في معرفة خواصِّ التربة، وكيفية تركيب السماد، وتحسين طرق الري والزراعة، واستصلاح الأرض البُور، ووصفوا كثيرًا من الأمراض والآفات التي تصيب النبات، وبيَّنوا طرق علاجها ومقاومتها، وغير ذلك مما يشهد على تفوُّقهم في عالم النبات والزراعة[2]. وقد أصبح من الأمثلة المأثورة أن العرب عند فتحهم للبلاد يهتمون بأمرين: (بناء المسجد، وتنظيم الحقل)، وهو مثل يصوِّر طبيعية الإسلام الذي يهتم ببناء الإنسان روحيًّا وماديًّا (جسديًّا). وإلى الخليفة العباسي المتوكل في بغداد، وإلى عبدالرحمن الناصر في الأندلس، يُعزى فضل الاهتمام بالنباتات والزراعة، ترجمةً وتطبيقًا وتطويرًا، وقد كانت بغداد مسرحًا لمزارع تجريبية، وبخاصة في مجال الاهتمام بالحدائق، وكذلك كان الأمر في دمشق والقاهرة وحواضر المغرب العربي الكبرى؛ بل إن اهتمام أمراء الأندلس بالنباتات كان معروفًا؛ فقد كانوا يرسلون مَن يحضر لهم البذور من بلاد الشام، كما أن عبدالرحمن الداخل مؤسس الدولة الأموية بالأندلس سنة 138هـ، والمعروف بصقر قريش أرسل فأحضر نخلًا زرعه بالقرب من قصره يتذكر مِن خلاله حياته في الشام، وتسكب عينه العبرات! وقد اهتمَّ النباتيون المسلمون بالبحث في فوائد النباتات ومضارها، وهم الذين فصَلوا علم النبات عن الطب والصيدلة، فأصبح علم النبات على أيديهم علمًا مستقلًّا، له علماؤه المختصون فيه، وله مؤلفاته المستقلة التي تعبر عن مجالاته العلمية. وقد عُرِف الإدريسي بالعشَّاب، فقد كان يُتقِن معرفةَ خصائص النبات الطبية، ولكثرة أسفاره كان يدرس نباتات الأقاليم، ويسجِّل ملاحظاته، ويكتب مقارنًا شارحًا؛ يقول ابن جلجل: "إن الشريف الإدريسي استدرك في كتابه (الجامع لصفات أشتات النبات) على ديقوريدس ما أغفله وما جهله من نبات ومن خصائص كثيرة في النبات، وقد نال كتابه (الجامع لصفات أشتات النبات) شهرة عالَمية، فقد ضمَّنه أسماء النباتات باللغات السريانية واليونانية والفارسية واللاتينية والبربرية والعربية، وقد رتَّب كتابه على أحرف الهجاء مستفيدًا ممن سبقه، مضيفًا ما اكتشفه، ملتزمًا بالموضوعية العلمية". ( خبر مترجم من اللغة التركية ) في عام 1930 تم افتتاح المسجد الأخضر بالقرب من نهر "سيحان" في حي "كوبرولو" ببلدة "يوراير" التابعة لمدينة "أضانة" التركية، والآن يلفت هذا المسجد الأنظار بالنباتات المتسلقة التي تلتف حول جدرانه وقبابه ومئذنته، وكذلك بحديقته الغنية بالنباتات والأعشاب.ويتوافد أهالي البلدة والزائرين من كل مكان لرؤية هذا المسجد الذي تزداد النباتات المتسلقة التي تغطيه كل يوم، ليبدو وكأنه لوحة فنية بديعة مع درجات اللون الأزرق لمياه نهر "سيحان''. واحتل المسجد الأخضر المرتبة الثانية في مسابقة "تجميل حدائق المساجد" التي أقامتها رئاسة الشؤون الدينية التركية العام الماضي على مستوى مدينة "أضانا"؛ حيث حصل على 66 نقطة ليحتل المركز الثاني بين أول ثلاثة مساجد في المدينة.وقال إمام المسجد "يعقوب أوفانتش": إنه في السنوات الأولى لعمله في المسجد كانت النباتات المتسلقة أقل من هذا إلا أن المسجد الآن يمتلك غطاءً نباتيًّا كثيفًا؛ فمع العناية والري المستمر نمت النباتات وأحاطت بالمسجد من جميع جوانبه، وهي من نوع النباتات التي تسقط أوراقها في فصل الشتاء ثم تعود لتترعرع مرة أخرى في شهور الصيف، وقبل ذلك فكر المسؤولون في إزالة هذه النباتات باعتقاد أنها قد تضر بجدران المسجد، إلا أنهم تراجعوا عن هذه الفكرة بعد ذلك، أما نباتات الزينة الموجودة في الحديقة فتبلغ 60 نوعًا مختلفًا. المصدر: شبكة الألوكة.