قرر
طالب يهودي حاخامي
إسرائيلي مناهض للصهيونية تقديم طلب
اللجوء إلى
بريطانيا، لأنه يرفض الخدمة العسكرية في نظام يصفه بأنه "نظام للفصل العنصري".
وكشف تقرير أعده فهد أنصاري محامي الطالب اليهودي الحاخامي الإسرائيلي الذي يبلغ من العمر 21 عامًا، أن موكله، الذي لم يكشف عن اسمه حفظا لسلامته، يعارض بشدة الصهيونية ووجود دولة إسرائيل.
وأوضح أن معارضته لإسرائيل تستند إلى معتقداته الدينية والسياسية، الدينية: الصهيونية إهانة لليهودية وخطيئة في حق الله. لأنه لا ينبغي السماح لليهود بذلك العودة إلى أرض فلسطين بشكل جماعي حتى عودة المسيح، وفعل ذلك في حين تم تشريد السكان الأصليين هو خطيئة شنيعة بشكل خاص.
أما المبررات السياسية، التي يستند إليها الطالب اليهودي، فتقوم على أن إسرائيل دولة فصل عنصري ترتكب بشكل روتيني جرائم حرب ضد الفلسطينيين.
وأشار تقرير المحامي، الذي حصلت "عربي21" على نسخة منه، إلى أن الطالب عندما كان يبلغ من العمر 17 عامًا، شارك في احتجاجات سلمية في إسرائيل ضد الصهيونية، حيث تعرض للاعتداء اللفظي والجسدي.
وذكر أنه "في مناسبة واحدة تم تقييد يديه ودفعه إلى الأرض وجره من الأصفاد، وبصق عليه وضرب
بعصا. كما أنه تم رشه بماء كريه الرائحة يسمى "الظربان".
ووفق التقرير فإن "الطالب بعد وصول رسالة تطلب منه الحضور للخدمة العسكرية، هرب من إسرائيل ووصل إلى المملكة المتحدة، حيث طلب اللجوء على أساس أنه سيتعرض للاضطهاد في إسرائيل بسبب المعتقدات السياسية والدينية".
وينقل التقرير عن الطالب اليهودي الحاخامي أنه يخشى التجنيد الإجباري في جيش الدفاع الإسرائيلي حيث يُجبر على ارتكاب جرائم حرب، ولا سيما جريمة الفصل العنصري (جريمة ضد الإنسانية)، كما أنه يخشى الاضطهاد عندما يتظاهر ضد الصهيونية وسياسات الدولة الإسرائيلية.
وكانت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل، قد رفضت طلب لجوء الطالب اليهودي المناهض للصهيونية على الرغم من قبول وزارة الداخلية لحسابه، حيث ناشد الطالب محكمة الهجرة المستقلة إعادة النظر في طلبه، وقد تم إدراج جلسة الاستماع الخاصة به في 20 أيلول (سبتمبر) الجاري في الدرجة الأولى، وهي محكمة تساعد القضاة ووزارة الداخلية على فهم المخاطر المرتبطة ببعض البلدان والنزاعات، وتصدر المحكمة العليا بانتظام قضايا "التوجيه القطري" الملزمة.
وأشار تقرير المحامي، إلى أنه بالنسبة لإسرائيل وفلسطين، لا توجد مثل هذه الحالة التي تشرح القضية المركزية لمنهجية إسرائيل في التمييز العنصري. وقال: "ببساطة، ليس من الممكن النظر بشكل صحيح في حالة عملائنا دون معالجة الفصل العنصري، وهو مفهوم قانوني مقنن في نظام روما الأساسي لعام 2002 والاتفاقية الدولية بشأن منع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها".
واستند المحامي إلى تقارير من "بتسيلم" و"هيومن رايتس ووتش"، خلصت إلى أن إسرائيل يحكمها نظام الفصل العنصري الذي يسيطر بشكل منهجي على الفلسطينيين ويضطهدهم.
وقال: "إسرائيل تضطهد وتحاول إسكات أولئك اليهود الإسرائيليين الذين، مثل موكلنا، يعارضونها".
وتضمنت أدلة المحامي تقارير من قبل الخبراء التاليين: البروفيسور إيلان بابي، أستاذ يهودي إسرائيلي بكلية العلوم الاجتماعية والدولية، دراسات في جامعة إكستر ومؤلف كتب مثل "التطهير العرقي في فلسطين " (2006) و"فكرة إذا إسرائيل" (2016)، والبروفيسور ياكوف رابكي، محاضر في التاريخ اليهودي المعاصر وتاريخ العلوم في جامعة مونتريال منذ عام 1973، مؤلف كتاب "تهديد من الداخل: قرن من المعارضة اليهودية إلى الصهيونية" (لندن: Zedbooks 2006).
وفي تصريحات خاصة لـ
"عربي21"، أكد المحامي فهد أنصاري، أنه متفائل بإمكانية تجاوب القضاء البريطاني مع مطالب موكله بمنحه اللجوء في بريطانيا، بالنظر إلى الأدلة التي قدمها، والتي تثبت أن إعادته لإسرائيل ستشكل خطرا على سلامته، وفق تعبيره.
يذكر أن التجنيد في إسرائيل، إلزامي للذكور والإناث، ممن بلغوا سن الثامنة عشرة، وتبلغ فترة التجنيد 24 شهرا للإناث و36 شهرا للرجال.