هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب سياسي
إسرائيلي إن "المحادثات التي جرت بين رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي وبينيت ورئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي في شرم
الشيخ تطرقت إلى العديد من القضايا، لكن الأهم هو محاولة إقامة انسجام في
علاقتهما.
وأضاف باراك رافيد في
تقرير بموقع ويللا الإخباري، ترجمته "عربي21" أنه بعد ساعتين ونصف من
الاجتماع الرباعي بين السيسي وبينيت في المجمع الرئاسي بشرم الشيخ، وحضور
مستشاريهما، فقد امتد الاجتماع إلى ثلاث ساعات منفردة من الحديث الوثيق، وتحدثا عن
التوترات في غزة، والعلاقات مع السلطة الفلسطينية، وإيران، والتعاون الأمني بين
إسرائيل ومصر، لكن الأهم من ذلك كله تناول الاجتماع العلاقة بينهما".
وأشار إلى أنه "كما
هو الحال في الاجتماع الأول مع رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، فقد خصص بينيت
أيضًا في الاجتماع مع السيسي بعض الوقت للتعارف الشخصي، فقد حافظ الأخير على علاقة
شخصية جيدة مع بنيامين نتنياهو، عرفه، وعرف كيف يعمل معه".
وكشف أنه "خلال
عام 2020، عندما شهدت إسرائيل أزمة سياسية، وتنقلت بين الحملات الانتخابية، ونشوء
حكومة مختلة، حاول نتنياهو عدة مرات تنظيم زيارة إلى مصر، لكن طلباته رفضت مراراً
بعد أن رفض الطلب المصري بأن ترافق الزيارة إصدار موقف إيجابي لصالح الفلسطينيين،
لكن في حالة بينيت فقد جاء الوضع عكس ذلك، فالمصريون بادروا بدعوته للزيارة، ولم
يقدموا أي طلب منه بخصوص القضية الفلسطينية، وبذلوا جهودًا غير مسبوقة للترحيب
بالزيارة".
وأكد أن
"المصريين قاموا بسلسلة طويلة من الإيماءات الإيجابية التي لم نشهدها في
العلاقات الإسرائيلية المصرية على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، وكأن السلام
البارد بين إسرائيل ومصر بدا لساعات قليلة أكثر سخونة من أي وقت مضى، مع العلم أن
الجانب الإسرائيلي أراد الحفاظ على سرية الموعد المحدد للزيارة، سواء لأسباب
أمنية، أو حتى لا يُحرج المصريون في الساحة الداخلية".
وأشار إلى أن
"المصريين كأنهم أرسلوا "عناقا" إلى بينيت، فقد أصدروا إعلانًا
رسميًا عن زيارته بمجرد إقلاع طائرته من مطار بن غوريون، وتداولوا الصور من الاجتماع
فور بدئه، ونشروا رسالة مفصلة في النهاية، بل أرسلوا مقطع فيديو للاجتماع لوسائل
الإعلام المصرية التي أشادت بالعلاقات مع إسرائيل، بما فيها القنوات التلفزيونية
الحكومية المصرية".
وأكد أنه "رغم
وجود حراك مدني قوي في مصر ضد التطبيع مع إسرائيل، فإن السيسي يسعى لبناء علاقة
جيدة مع الحكومة الجديدة في إسرائيل، باعتبار ذلك أمرا بالغ الأهمية من الناحيتين
السياسية والأمنية، حيث يحتاج السيسي إلى مساعدة إسرائيلية من الإدارة
الديمقراطية في واشنطن في مجموعة متنوعة من القضايا، وأهمها المواجهة مع إثيوبيا
حول السد الذي تبنيه على نهر النيل، لأنه تهديد وجودي".
وأوضح أن "هناك
أسبابا أخرى للانفتاح المصري على إسرائيل، واحد منهم مرتبط بالتقويم، ففي هذا
الأسبوع قبل عام أقيم الاحتفال في البيت الأبيض، وتم توقيع اتفاقيات التطبيع بين
إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين، ما منح السيسي مزيدا من الدعم
السياسي في مواجهة الرأي العام في بلاده الرافض لتوطيد العلاقات مع إسرائيل".
وأشار إلى أن "السيسي اطلع من بينيت على
الصفحة الجديدة التي فتحت بين الأردن وإسرائيل فور تولي الأخير مهام منصبه،
والمكاسب والإنجازات السياسية والاقتصادية التي حققها الأردنيون نتيجة لذلك،
والخلاصة أن اجتماع شرم الشيخ كان مجرد فرصة لانطباع أول، وستأتي لحظات اختبار
مهمة للعلاقة قريبًا، ربما في الأسابيع المقبلة على خلفية التصعيد في قطاع
غزة".