هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا، قالت فيه إنه ومنذ استيلاء طالبان على السلطة في منتصف آب/ أغسطس، شهدت غالبية مناطق الريف الأفغاني انخفاضا كبيرا في العنف، بعد أن كان يتعرض دائما للضربات الجوية والمعارك الضارية.
وأضافت في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن أزمة العنف حل مكانها أزمة إنسانية متصاعدة، حيث يقول مسؤولو الأمم المتحدة إن ملايين الأفغان يواجهون شتاء قاسيا مع نقص الغذاء، في غياب جهود إغاثة دولية فورية.
وشددت الصحيفة على أنه إضافة إلى البؤس، ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بشكل حاد، واضطرت العديد من العائلات الأفغانية إلى الاكتفاء بالأرز والفاصوليا بدلا من الدجاج واللحوم الأخرى.
قبل فترة طويلة من استيلائها بالكامل، كانت طالبان تحكم بالفعل، وتقدم عدالة سريعة في العديد من المجالات، غالبا من خلال نظام المحاكم الخاص بها. وظلت منطقة شكي وردك، إلى جانب أجزاء كثيرة من المناطق الريفية في أفغانستان، تحت سيطرتهم الفعلية مدة عامين.
لكن يبقى السؤال ما إذا كان يمكن للحركة، التي أخمدت الاحتجاجات ضد حكمها في المناطق الحضرية، أن تتحول إلى هيكل حكم قوي قريبا بما يكفي للتعامل مع المشكلات الكامنة وراء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في البلاد، بحسب الصحيفة.
خارج مبنى الحكومة المحلية، كان فضل الرحمن، 55 عاما، يعدل حمولة شاحنته الصغيرة المكدسة بالتبن. وقال: "في السابق، كان الأمن هنا سيئا للغاية، وكنا نعاني على يد الجيش"، في إشارة إلى الجيش الأفغاني. وأضاف: "كانوا يضربون الناس، وكانوا يطلبون من الناس أن يأخذوا الماء والطعام إلى نقاط التفتيش الخاصة بهم".
وقال إن الوضع تحسن في ظل حكم طالبان في الأسابيع الأخيرة، ويمكن للناس العودة إلى العمل بأمان. وأضاف: "في السابق، لم يكن بإمكان الناس الذهاب إلى أي مكان في الليل، وكانوا عرضة لخطر إطلاق النار عليهم.. لقد مر وقت طويل الآن منذ أن أصابت رصاصة منازلنا".
اقرأ أيضا: طالبان تسترد ملايين الدولارات وسبائك وتسلمها لـ"المركزي"
إلى الغرب أعلى الوادي، كان علم آخر لطالبان يرفرف فوق أقدم سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في البلاد. تم بناء توربيناتها في عام 1938، وكانت توفر الكهرباء للأجزاء المحيطة في مقاطعة وردك، بالإضافة إلى مقاطعة غزنة، وحتى أجزاء من مقاطعة كابول، لكن سوء الصيانة جعلها تتوقف عن العمل.
بينما كانت امرأة من البدو ترعى خرافها عبر السد، تناوب الأولاد الأفغان على القفز في الماء، للحصول على شيء من الراحة من أشعة الشمس الحارقة.
أعلى التل من حوض السد هو منزل عائلة الأيوبي، الذين نزحوا إلى قرية أخرى قبل عامين مع اشتداد القتال. في أوائل آب/ أغسطس، عادت الأسرة بعد انتهاء القتال إلى منزل محاط بحديقة خضراء مليئة بالقرع الذي زرعه الحارس.
خلال غداء من الأرز والبندورة والذرة، تحدث الابن الأكبر عبد الله الأيوبي عن الفظائع التي حدثت في الوادي. وقال: "لا شك في أن طالبان فاسدة أيضا، لكنها لا تقارن بما كان عليه الجيش، ولم يقتصر الأمر على أخذ المال من وسائل النقل والشاحنات، وإذا كان شخص ما لديه لحية كبيرة، كانوا يقولون له إنه من طالبان ويؤذونه".
وقال الأيوبي إن شقيقه أسعد كان في الصف التاسع عندما جاء الجيشان الأفغاني والأمريكي إلى المنطقة بحثا عن قائد في طالبان يحمل نفس الاسم. وقال إنهم أمسكوا بأخيه بدلا من ذلك، واقتادوه إلى سجن باغرام، المشهور بمعاملته القاسية للسجناء، حيث تعرض للتعذيب.
وأضاف: "لقد استغرق الأمر أربعة أشهر قبل أن نعثر عليه.. عندما ذهبنا لزيارته في باغرام، صرخ في وجهي وقد ربطت رجليه بالسلاسل والأصفاد حول معصميه". بعد 18 شهرا أطلق سراح أسعد.
في هذا الوادي النائم الآن، المعلم الرئيسي هو مستشفى تأسس في عام 1989 من قبل امرأة ألمانية، كارلا شيفتر. واليوم، يتلقى المستشفى دعما من لجنة المساعدات الطبية والإنسانية في أفغانستان، التي تعتمد على التبرعات الخاصة.
من بين 65 موظفا في المستشفى، هناك 14 امرأة. قالت طالبان إنها ستسمح للنساء بمواصلة العمل في مجال الرعاية الصحية من أجل علاج المريضات.
قالت مالالاي، 28 سنة، وهي قابلة تعمل في المستشفى وتعرف نفسها باسمها الأول فقط، إن أعضاء من طالبان زاروا المنشأة وتحدثوا معها. قالت: "أعمل هنا منذ ثماني سنوات.. بالنسبة لنا، لا يوجد تهديد من الإمارة الإسلامية".
وبالقرب من مدخل المستشفى، كانت دبابة روسية من حرب سابقة مغمورة بالكامل تقريبا في الرمال، وهو تذكير صارخ بالفترة التي مرت فيها هذه المنطقة.