ملفات وتقارير

ما حقيقة تلاعب الإمارات بنتائج الانتخابات في العراق؟

اتهم أحد النائبين الخاسرين بالانتخابات "الإمارات وأذنابها داخل العراق بإبعاده عن البرلمان"- عربي21
اتهم أحد النائبين الخاسرين بالانتخابات "الإمارات وأذنابها داخل العراق بإبعاده عن البرلمان"- عربي21

وجهت قوى سياسية عراقية اتهامات إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، بالتدخل والتلاعب بنتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت في 10 من الشهر الجاري، الأمر الذي تسبب بإقصاء جهات وشخصيات سياسية بعينها، مقابل رفع أصوات أطراف أخرى.


ومنذ إعلان مفوضية الانتخابات في العراق النتائج الأولية بعد 24 من انتهاء عملية التصويت، تواجه هذه النتائج يوميا اعتراضات من قوى سياسية، ولاسيما مع إعادة الفرز يدويا لعدد من الدوائر الانتخابية، التي غيّرت بشكل ملحوظ في عدد مقاعد القوائم الانتخابية.


"الإمارات متورطة"


النائب السابق والمرشح الحالي عن تحالف "الفتح" عبد الأمير التعيبان، قال؛ إن "الإمارات وأذنابها داخل العراق هم من خططوا لإبعادي من ساحة البرلمان، لأنني فضحت خططهم لتدمير وطني. لن نسكت وسوف نزلزل الأرض تحت أقدام الخونة والمارقين".


وطالب التعيبان في تغريدة كتبها، الثلاثاء، على "تويتر" المفوضية العليا للانتخابات في العراق بالعد والفرز اليدوي لضمان عدالة النتائج، و"عدم السماح لدولة الإمارات بالتلاعب في النتائج".

 

 

وفي السياق ذاته، قال رئيس البرلمان الأسبق محمود المشهداني في مقابلة تلفزيونية، الأربعاء؛ إن "الفوارق بالأصوات حتى بعد إعادة الفرز اليدوي لم تكن عشرات أو مئات، بل الآلاف، وتزوير الانتخابات لم يكن عراقيا بل سيبرانيا، وهذه لا تنفذها سوى دول، وليس بمقدور القوى العراقية فعل ذلك".


من جهته، قال فالح الخزعلي النائب السابق المرشح الحالي عن تحالف "الفتح" في حديث لـ"عربي21"؛ إنه "عندما أثير موضوع تدخل الإمارات، طالبنا بتشكيل لجنة تحقيقية للتحقيق في الأمر، ومن ثم الأمر متروك للجهات المعنية بالكشف عمن يتدخل سواء كانت الإمارات أم غيرها".

وأضاف الخزعلي، قائلا: "نعتقد أن مخرجات هذه الانتخابات مهمة لتشكيل حكومة، ونحن ماضون بإعطاء صبغة وطنية وشرعية عليها من خلال عدم التدخل الخارجي، والآن الأمر متروك للجهات الأمنية المختصة وبانتظار النتائج".

وأكد النائب السابق: "لا نستطيع البت في الموضوع، فالخبر يحتمل الصدق والكذب، وأن نتائج التحقيق ستثبت الحقائق، وعلى المفوضية العليا للانتخابات أن توضح هذه الاتهامات".

وتابع: "ما يهمنا اليوم هو إعطاء مصداقية للانتخابات وإعادة الثقة لها من خلال إعادة الفرز يدويا وإن كان بنسبة معينة، وبحضور وكلاء الكيانات السياسية. وما يهمنا أيضا هو جهاز التصويت الإلكتروني وقبوله للبطاقات، إذ قد يكون جرى برمجته مسبقا لرفض بعض أسماء المرشحين".

 

اقرأ أيضا: تعرف إلى زعيم الحزب المتصدر في انتخابات العراق (إنفوغراف)

ولفت الخزعلي إلى أن "الشكوك ضد الإمارات العربية المتحدة بالتدخل في الانتخابات، لا يمكن تبديدها إلا بوجود معلومات تنفي ذلك، وأن المفوضية العليا للانتخابات عليها أن توضح أكثر من ذلك".

وفي نيسان/ أبريل 2021، قال زعيم "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي؛ إن "الإمارات الآن تتحكم بالكامل بنتيجة الانتخابات لأنهم سيطروا على المنافذ التي تؤدي للتحكم بنتائج الانتخابات"، مشددا على أن "الانتخابات إذا كانت بيد حكام الإمارات، فإنه لن يقبل بها، ولن يسمح بها".

تلاعب وارد

من جهته، قال المحلل السياسي العراقي، حسين السبعاوي، في حديث لـ"عربي21"؛ إنه "من حيث المبدأ، فإن قضية التزوير في الانتخابات العراقية أمر وارد، لأنه بالأساس لم تحدث أي انتخابات منذ 2003 وحتى الآن بصورة حرة ونزيهة وشفافة".

وأردف: "لكن أن يكون تحديدا الدولة الفلانية متورطة بالتلاعب والتزوير، فهذا الأمر يحتاج إلى دليل، رغم أن حلفاء الإمارات في العراق قد فازوا بشكل فوق المتوقع، وهنا تدور الشبهات".

وبيّن السبعاوي أن "الجهات غير الحليفة للإمارات تتحدث عن التزوير، فعليه، الموضوع يحتاج إلى أدلة، لأن الشكوك موجودة والتزوير ثابت ولا يشك فيه أي مواطن عراقي، وذلك من نسبة التصويت إلى قضية إبطال بعض المحطات الانتخابية بحجة وجود تزوير، وصولا إلى إبقاء 6 بالمئة من الأصوات غير مفروزة، وتأخيرها وكأنها ذخر تعطى لمن يزعل".

ونوه الخبير السياسي إلى أن "العملية الانتخابية في العراق تبقى عرجاء بهذه الطريقة، طالما هناك مليشيات ومال سياسي فاسد وتدخل خارجي في الانتخابات، لا تستطيع المفوضية ولا والحكومة أن تمنعه".

وأشار السبعاوي إلى أن "وجود لوبيات أمريكية وغربية في أبو ظبي ودبي، هي التي تعمل وتقوم بهذه الأعمال باسم الإمارات، لذلك فإن الأخيرة تتحمل المسؤولية كونها هي من تأويهم، فضلا عن أنها راضية بكلل ما يجري، فقد ساهمت في الانقلابات وعمليات تجسس وتاريخها مليء بهذه الأحداث".

 

اقرأ أيضا: فايننشال تايمز: على الصدر ترك حزبيته لحكم العراق بشكل فعّال

وأظهرت نتائج الانتخابات حتى وقت كتابة التقرير أن "التيار الصدري حصل على 71 مقعدا، تقدم 38، دولة القانون 36، الفتح 20، العزم 15، الديمقراطي الكردستاني 33 مقعدا، الوطني الكردستاني 18 مقعدا، امتداد 9، الجيل الجديد 9، العقد الوطني 5، والمستقلون 37".

 جهات مستهدفة

وعلى ضوء ذلك، أعلن الحزب الإسلامي العراقي، رفضه لنتائج الانتخابات البرلمانية، مؤكدا أنها غير صحيحة، وأن مرشحيه لم يخسروا، بل تم استبعادهم بجهود مشتركة بين أطراف مختلفة في الداخل والخارج، لا تريد لمشروعه الوطني والإسلامي أن يكون له حضور في الساحة العراقية.

وبين الحزب في بيان، الثلاثاء، أن استهدافه جاء لضرب تمثيل الهوية الإسلامية الوطنية سياسيا، قائلا: "نرفض النتائج التي أعلنت تماما، ونؤكد أنها مزورة مسبقا وبتدبير يراد منه كما يبدو إعادة تشكيل الساحة السياسية العراقية لغايات معينة".

وأشار إلى أن الاعتراف بهذه الانتخابات التي تحيط بها الشكوك والشبهات من أولها إلى آخرها خطأ كبير، علينا ألا نقع فيه وعلى القوى السياسية عدم الرضوخ له، معلنا دعمه ووقوفه مع القوى التنسيقية الرافضة لعملية الانتخابات، وما نتج عنها من نتائج مزورة.

ونوه الحزب إلى أن "جمهور الحزب الإسلامي وتنظيماته ثابتة منذ عدة دورات، وعلى الرغم من زيادة هذا الجمهور وتأكدنا من خروجه للانتخابات وتصويته لصالح مرشحينا، إلا أننا لم نجد هذه الأصوات في نتائج المفوضية، وهو أمر يعزز الشكوك التي تثار بخصوص عملية الانتخابات ومجرياتها ومخرجاتها".

وفي بيانات منفصلة، الخميس، سجل تحالف "عزم" بقيادة السياسي خميس الخنجر، وحزب "للعراق متحدون" بزعامة نائب الرئيس العراقي الأسبق أسامة النجيفي، اعتراضهما على نتائج الانتخابات التي أعلنتها المفوضية، مطالبين بضرورة إعادة العد والفرز يدويا.

وأكد الجانبان في البيانات أن "المفوضية تسرعت بإعلان نتائج غير مكتملة، مما ساعد على إثارة شكوك مشروعة، حيث ظهرت بعد إعلان النتائج الأولية دلائل موثقة بالصور والفيديوهات، تشير إلى وجود محطات غير رسمية واستخدام سيئ للبطاقات وغياب أسماء من حدثوا بطاقاتهم".

وشدد "عزم" و"متحدون" على ضرورة مراجعة الإجراءات كافة وتقاطع البصمات واعتماد أساليب علمية شفافة وقابلة للتحقق أمر شديد الأهمية لكسب ثقة المواطن، وكذلك العد والفرز اليدوي بحضور وكلاء الكيانات السياسية والمراقبين الدوليين والمحليين.

يشار إلى أنه رئيس البرلمان الأسبق سليم الجبوري، قد كشف خلال مقابلة مع قناة "السومرية" المحلية في أيار/مايو 2018 إنه كان فائزا في الانتخابات البرلمانية عام 2018 وفق جميع المعطيات بالشواهد والأدلة، وكذلك تلقى اتصالا من الإدارة الانتخابية تؤكد فوزه، لكن عندما خرجت النتائج كان خاسرا.

واستدرك الجبوري، قائلا؛ إن "خميس الخنجر (سياسي عراقي) أبلغه قبل أسبوعين من الانتخابات عام 2018 بتدبير أمر معين في الإمارات يتعلق بوضع الانتخابات؛ لأن السيرفرات الخاصة بالاقتراع كانت هناك"، مشيرا إلى أن "الخنجر أكد بأن النتائج ستكون صادمة بالنسبة له".

 

 

التعليقات (0)