هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أظهر استطلاع حديث لآراء الناخبين الأتراك تراجعا ملموسا لشعبية حزب العدالة والتنمية الحاكم، والرئيس رجب طيب أردوغان، مقابل غياب لمنافس قوي، يجتمع شتات أحزاب المعارضة حوله.
وقال نحو نصف المستطلعة آراؤهم، في مسح أجرته مؤسسة "ميتروبول"، ونشرت أجزاء من نتائجه قبل أيام، إن أردوغان لن يفوز بالرئاسة مجددا، في حال أجريت الانتخابات مبكرا، فيما قال 44 بالمئة إنه سيحتفظ بالمنصب.
وفي حال عكست تلك النتائج بالفعل نبض الشارع التركي، فإنها تشكل صدمة لرجل احتفظ على مدار أكثر من عقد ونصف بقبول أغلبية الناخبين، في وقت تواجه فيه البلاد أزمة اقتصادية خانقة.
لكن "ميتروبول" لم تشر، في أجزاء نشرتها من استطلاعها لشهر أيلول/ سبتمبر الجاري، واطلعت عليها "عربي21"، إلى وضع شعبية أردوغان مقارنة بمنافسيه المحتملين.
فوز أردوغان وخسارة حزبه
وكان رئيس معهد "ماك" للأبحاث، محمد علي كولات، قد أرجع احتمال فوز أردوغان إلى تماسك معسكره خلفه، مذكّرا بأنه قد حصل، عام 2018، على نسبة (52.59 بالمئة) مشابهة لتلك التي حصدتها أحزاب: العدالة والتنمية والحركة القومية وحزب الوحدة الكبرى (نحو 53.66 بالمئة)؛ وفق ما نقلت عنه صحيفة "جمهوريت".
وفي مقابل تمسك الأحزاب الثلاثة، رغم تراجع شعبيتها، بأردوغان، فإن أحزاب المعارضة لم تجتمع على رؤية واضحة حتى الآن لمنافسة الرئيس عام 2023.
وجاء حديث كولات تعليقا على نتائج لاستطلاع أجراه معهد "ماك"، في أيلول/ سبتمبر الماضي، وأظهرت أن حزب العدالة والتنمية سيحصل على 31.1 بالمئة من الأصوات، أي أقل بأكثر من 11 بالمئة مقارنة بانتخابات 2018.
وفي المقابل، احتفظ حزب الشعب الجمهوري المعارض بحضوره، نسبيا، عند حدود 22 بالمئة.
ويُتوقع، بحسب استطلاع "ماك"، أن يحقق الحزب الجيد، حليف الشعب الجمهوري؛ مكاسب كبيرة مقارنة بالانتخابات الماضية (13.4 مقابل 9.96 بالمئة)، فيما يتوقع أن يخسر حزب الحركة القومية أربع نقاط ثمينة، من 11.1 في 2018 إلى 7.1 بالمئة.
وعلى مستوى التحالفات، فإن تحالف "الشعب"، الحاكم، في حال التحق به كذلك حزب الوحدة الكبرى، قد لا يتجاوز سقف الـ40 بالمئة من الأصوات بالانتخابات التشريعية، فيما سيحصل تحالف "الأمة"، بدون مشاركة حزب "السعادة" المحافظ أو "الشعوب الديمقراطي" القومي الكردي، على أكثر من 35 بالمئة، فيما سيتجاوز 45 بالمئة في حال شاركت قوى أخرى.
تجدر الإشارة إلى أن تقديرات معهد "ماك" لانتخابات 2018 كانت الأكثر دقة مقارنة بالعديد من مؤسسات الرصد التركية الأخرى، وتفرد بتوقعه أن يتجاوز أردوغان حاجز الـ50 بالمئة في المنافسة الرئاسية.
وبالعودة إلى المشهد الحالي، فقد توصلت "ميتروبول" لنتائج مشابهة، حيث يبرز احتفاظ تحالف "الأمة" بحضور يتجاوز الـ46 بالمئة، مقابل خسارة تحالف "الشعب" لمكاسبه التي حققها بداية صيف هذا العام، بفضل نجاح جهود مكافحة "كورونا"، ليستقر تأييده في نهاية المطاف عند الـ40 بالمئة.
وبحسب استطلاع "ميتروبول" أيضا، فقد توقع 53.7 بالمئة من المستطلعة آراؤهم سقوط "العدالة والتنمية" من الحكم، فيما قال 54.8 بالمئة إن التحالف الحاكم عاجز عن تقديم حلول اقتصادية للبلاد.
ولأول مرة، تقدمت الثقة بقدرة المعارضة على تقديم حلول لمشاكل البلاد، وذلك بواقع 45.7 مقابل 45.1 بالمئة.
— Seren Selvin Korkmaz (@selvinkorkmaz) October 15, 2021
وكان لافتا في نتائج الاستطلاع ثقة العيّنة من الناخبين بأن حزبي الشعب الجمهوري و"الجيد" لن يضيّقا على الحريات الدينية في حال صعودهما إلى السلطة، ما يشير إلى تقدم في خطاب المعارضة في أوساط القواعد المحافظة، التي تشكل الخزان الرئيسي للعدالة والتنمية.
— Ozer Sencar (@ozersencar1) October 16, 2021
وأجمعت نتائج العديد من استطلاعات الرأي على صعود التحالف المعارض، وفق رصد "عربي21"، فيما برز تحديدا دور ميول جيل الشباب، الذي يبدو أن العدالة والتنمية فشل في استقطابه، أو حرمان المعارضة من استثمار ذلك.
وبحسب استطلاع أجرته مؤسسة "ORC"، فقد قال 33.8 بالمئة من المستطلعة آراؤهم، وجميعهم من مواليد 1997-2005، إنهم سيمنحون أصواتهم لحزب الشعب الجمهوري، فيما اختار 11.4 بالمئة فقط حزب العدالة والتنمية.
وأمام الحزب الحاكم أقل من عامين لاستدراك المشهد، لا سيما أن 17.8 بالمئة من الشبان قالوا إنهم لن يشاركوا بالانتخابات، فيما قال 13.4 بالمئة إنهم لم يحسموا أمرهم بعد.
— ORC ARAŞTIRMA (@orc_arastirma) October 16, 2021
— Europe Elects (@EuropeElects) October 13, 2021
— Area Araştırma (@areaarastirma) October 6, 2021