عادت أمريكا إلى اللعبة الخشنة بإزاحة صدام عسكرياً، بعد فشلها في تحقيق إزاحته اقتصادياً. ولكن كانت النتيجة أن ملأ فراغ إلحاق الهزيمة بصدام ذهب لإيران، تماماً كما سيكون الواقع الأفغاني في حال استمرت أمريكا بحربها الاقتصادية على نظام أفغانستان الجديد، بحيث يمهد بلدوزر العقوبات الاقتصادية على نظام طالبان لتحرك إقليمي أهم عناصره الهند وإيران؛ لملء فراغ إقليمي بأفغانستان
الواقع الاقتصادي بحسب المؤشرات الدولية والأمريكية
والأفغانية مرعب. تقول منظمة الصحة العالمية إن ما لا يقل عن 3,2 مليون طفل أفغاني
يعانون من سوء التغذية، ومع نهاية العام سيكون هناك مليون طفل أفغاني على حافة خطر
الموت الحقيقي. وكل من يتجول في شوارع العاصمة الرئيسية وحتى المدن والبدات
النائية يجد تقليداً غريباً على الشعب الأفغاني؛ متمثلاً بعرض أثاث بيته لبيعه على
قارعة الطريق من أجل الحصول على لقمة عيش. فالأطباء والممرضون والممرضات لم يتلقوا
رواتبهم لأشهر، بعد أن جمدت الولايات المتحدة الأمريكية أرصدة الحكومة الأفغانية،
ومع نجاح طالبان أخيراً في رفع المخصص لسحب المودعين في البنوك الأفغانية من 200
دولار إلى 400 دولار شهرياً، إلاّ أن الأزمة لا تزال متفاقمة ومخاطرها قد تكون
كارثية.
على الحدود الإيرانية والباكستانية فالآلاف من الراغبين
باللجوء والهروب من واقع اقتصادي أفغاني طاحن، يتكدسون للبحث عن لقمة عيش في بلاد
الهجرة والتشرد، مما أفقد البلد ليس فقط الطبقة الغنية القادرة على حمله لتشغيل
عماله، وإنما حتى في هروب الطبقة الوسطى القادرة على حمل المجتمع وحمل مصانعه
ومؤسساته وخدماته، مما يعني انهياراً كاملاً للاقتصاد الأفغاني كما حذرت غير مؤسسة
نقدية دولية.
فطوال عقدين من الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، كان
الاقتصاد الأفغاني اقتصاد حرب وعسكرة، وشكلت المساعدات الدولية 45 في المائة من
الناتج القومي الأفغاني، في حين الموازنة الأفغانية تشكل أكثر من 75 في المائة من
المساعدات الدولية.
مع رحيل الاحتلال تعرض الاقتصاد الأفغاني لهزة حقيقية، فما كان قائماً عليه وسبباً له انتفى ورحل، مما جعل الاقتصاد في حالة فوضى، يبحث عمن يملأ فراغه. وحين ناشدت طالبان أخيراً كلاً من الصين وباكستان وتركيا لملء فراغ الميزانية، لم تستجب أي دولة من هذه الدول للمناشدات الطالبانية
وقامت المساعدات الدولية على رعاية قطاعي الصحة والتعليم
طوال فترة الاحتلال، ولكن مع رحيل الاحتلال تعرض الاقتصاد الأفغاني لهزة حقيقية،
فما كان قائماً عليه وسبباً له انتفى ورحل، مما جعل الاقتصاد في حالة فوضى، يبحث
عمن يملأ فراغه. وحين ناشدت طالبان أخيراً كلاً من الصين وباكستان وتركيا لملء
فراغ الميزانية، لم تستجب أي دولة من هذه الدول للمناشدات الطالبانية.
صندوق النقد الدولي حذر بدوره من أن الاقتصاد الأفغاني
سينكمش بنسبة 30 في المائة هذا العام، أما الأمم المتحدة فتقدر عدد من غرق فيما
تحت خط الفقر الأفغاني بأكثر من 97 في المائة من الشعب الأفغاني، وهو أمر له
تداعيات اجتماعية ليس على المستوى الأفغاني وإنما على المستوى الإقليمي وربما
الدولي. وكل الحالات الإسعافية للأزمة الأفغانية اليوم ستجد نفسها في وضع خطير مع
انهيار الاقتصاد، إذ إنه سيتطلب أموالاً طائلة وجهوداً جبارة في حال انهياره،
لأنها ستكون نقطة اللا عودة.
بواسطة: أبو العبد الحلبي
الإثنين، 29 نوفمبر 2021 05:27 ماستنتاجي هو نفس الشيء بعبارات مختلفة فقط : أمريكا عاقبت شعب العراق بالحصار ثم احتلت العراق و قامت بتسليمه لإيران و هي الآن تفرض عقوبات اقتصادية على أفغانستان "مثل تجميد العشرة مليارات دولار " لكي يستسلم الأفغان لإيران . أحسن ذلك المحلل السياسي العربي الذي قال أن "إيران هي درة تاج الامبراطورية الامريكية كما كانت الهند درة تاج الامبراطورية البريطانية " . يا أخي ، كلام فارغ ذلك الذي يردده بعض السياسيين و الصحفيين عن وجود خلافات بين أمريكا و إيران فقد أصبحت اللعبة مكشوفة لكل عاقل يتابع ما يدور في العالم .
بواسطة: Jordan the hope
الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021 12:53 مكان على مفاوضي طالبان في قطر أن يشترطوا من ضمن شروط خروج اميركا هو عدم حجز الأموال ووضعها في بلد ثالث كقطر مثلا. وثانيا الاعتراف الفوري بهم كحكام جدد لأفغانستان. كيف غابت عنهم هذ الأمور لا احد يعرف سيما أميركا كانت تريد الخروج بأي طريقه.
لا يوجد المزيد من البيانات.