ملفات وتقارير

أمريكا تستعرض أقوى أسلحتها على بعد 290 كم من الصين

من النادر تصوير هذه الغواصات خارج موانئها الأصلية فيما تحاط تحركاتها بالسرية الشديدة- البحرية الأمريكية
من النادر تصوير هذه الغواصات خارج موانئها الأصلية فيما تحاط تحركاتها بالسرية الشديدة- البحرية الأمريكية

أفادت البحرية الأمريكية في إعلان نادر بأن الغواصة "يو إس إس نيفادا" أجرت زيارة إلى القاعدة البحرية في جزيرة غوام خلال عطلة نهاية الأسبوع.

و"يو إس إس نيفادا"، هي غواصة تعمل بالطاقة النووية من طراز أوهايو، وتحمل 20 صاروخًا باليستيًا من طراز ترايدنت وعشرات الرؤوس الحربية النووية.

ويقول محللون إن "يو إس إس نيفادا"، هي أحد أقوى الأسلحة في ترسانة البحرية الأمريكية.

وهي الزيارة الأولى لغواصة الصواريخ الباليستية - التي يطلق عليها أحيانًا "بومر" - إلى غوام منذ عام 2016، وثاني زيارة معلنة فقط منذ الثمانينيات.

وغالبا ما تحاط مثل هذه الزيارات بالسرية الشديدة، لكن هذه المرة جاءت في بيان رسمي للبحرية الأمريكية، جاء فيه إن "إرسال الغواصة "يو إس إس نيفادا "يعزز "التعاون بين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، ما يدل على قدرة الولايات المتحدة ومرونتها واستعدادها، والتزامها المستمر، بأمن واستقرار منطقة المحيطين الهندي والهادئ".

وذكر بيان البحرية أنها "تعكس التزام الولايات المتحدة بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتكمل العديد من التدريبات والعمليات والتدريب وأنشطة التعاون العسكري التي تجريها القوات الاستراتيجية للتأكد من أنها متاحة وجاهزة للعمل في جميع أنحاء العالم في أي مكان وزمان".

فيما قال محللون إن وصول الغواصة إلى جزيرة غوام يرسل رسالة إلى الحلفاء والأعداء وسط التوترات المتزايدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

ومن النادر تصوير هذه الغواصات خارج موانئها الأصلية فيما تحاط تحركاتها بالسرية الشديدة، لكن مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين بشأن وضع تايوان، ومع تكثيف كوريا الشمالية تجاربها الصاروخية، فقد تحركت واشنطن في هذا الاتجاه.

وتقول البحرية إن الغواصات من فئة أوهايو تبقى في المتوسط 77 يومًا في البحر قبل أن تقضي حوالي شهر في الميناء للصيانة والتجديد.

وبحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" فإن السرية التي تحيط بغواصات الصواريخ الباليستية تجعلها "أهم ساق للبقاء على قيد الحياة في الثالوث النووي"، والذي يتضمن أيضًا صواريخ باليستية قائمة على الصوامع على البر الرئيسي للولايات المتحدة وقاذفات نووية مثل B-2 و B-52.

ولكن مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين بشأن وضع جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي، ومع تكثيف كوريا الشمالية لاختبارات الصواريخ، فإنه يمكن لواشنطن إصدار بيان بغواصات الصواريخ الباليستية التي لا تستطيع بكين ولا بيونغيانغ القيام بها.

وتنقل الشبكة عن توماس شوغارت، وهو ضابط غواصة سابق بالبحرية الأمريكية يعمل الآن محللا في "مركز الأمن الأمريكي الجديد"، قوله إن واشنطن "ترسل رسالة، سواء كانت مقصودة أم لا، بأنه يمكننا وضع 100 رأس نووي على عتبة داركم ولن تكونوا قادرين على فعل الكثير حيال ذلك".

ويقول تقرير "سي إن إن"، إن الولايات المتحدة تتفوق على الصين وكوريا الشمالية في برنامج الغواصات، مشيرة إلى أن برنامج الغواصات الباليستية لكوريا الشمالية في مهده، وأسطول الصين من غواصات الصواريخ الباليستية يتضاءل أمام غواصات البحرية الأمريكية.

ولا تتمتع غواصات الصواريخ الباليستية الصينية بقدرات جيل غواصات "بومر" الأمريكية، ووفقا لتحليل أجراه خبراء في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في عام 2021، فإن غواصات الصواريخ الباليستية الصينية من النوع 094 هي أكثر ضجيجا وبالتالي يسهل اكتشافها، وهي تحمل عددا أقل من الصواريخ والرؤوس الحربية.

ويتواجد في جزيرة غوام الأمريكية حوالي 190 ألف مدني وعسكري، وتقع قواعد القوات الجوية والبحرية ومشاة البحرية الأمريكية على بعد حوالي 290 كيلومترا فقط من الصين، ما يجعلها أقرب القواعد على الأراضي الأمريكية إليها.

 

التعليقات (0)