سياسة تركية

هل تنجح جهود أردوغان لحل الأزمة بين أوكرانيا وروسيا؟

أردوغان زار أوكرانيا في ظل تصاعد الأزمة بين كييف وموسكو- جيتي
أردوغان زار أوكرانيا في ظل تصاعد الأزمة بين كييف وموسكو- جيتي

انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الموقف الأوروبي والأمريكي حيال الأزمة بين أوكرانيا وروسيا، وسط مساع منه للتوسط بين البلدين الحليفتين لتركيا، ما يثير التساؤلات حول إمكانية نجاح هذا الجهد.

 

وقال أردوغان في رحلة عودته من أوكرانيا، إنه لا توجد مساهمات من أجل حل الأزمة من الغرب، ويمكن القول إنهم يضعون العصي في الدواليب، مشيرا إلى أنه يولي أهمية كبيرة للقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بالتزامن مع توافق مع نظيره الأوكراني زيلينسكي في هذا الخصوص.

 

الكاتبة التركية هاندا فرات في تقرير على صحيفة "حرييت"، أشارت إلى أن الطريق أمام تركيا من أجل التوسط وإيجاد حل للأزمة دبلوماسيا ليس سهلا.

 

وأوضحت، أنه لنفترض أن أوكرانيا وافقت على ذلك، فإن المشكلة هي كيفية تعاطي روسيا مع المقترح التركي، لافتة إلى أن موسكو غير مرتاحة للتقارب بين أنقرة وكييف.

 

وأضافت أن موقف الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، والمملكة المتحدة فيما يتعلق بعرض الوساطة التركية أيضا غير واضح، وحتى إن لم تستطع أن تكون وسيطا، فلا شك في أن تركيا يمكنها تقديم النصائح ولعب دور في الحد من التوترات، لافتة إلى أن أنقرة التي أكدت عدم انحيازها لأي طرف ستبرز دعوتها للاعتدال.

 

اقرأ أيضا: أردوغان ينتقد بايدن والغرب بسبب الأزمة بين أوكرانيا وروسيا
 

وأشارت إلى أهمية مراعاة العلاقات الخاصة والمعقدة لتركيا العضو في حلف "الناتو" مع روسيا، وتعد قضية الغاز الطبيعي والسياحة والتجارة والملف السوري لا سيما إدلب، أوراقا رابحة بالنسبة لموسكو.

 

وأكدت أن تركيا تمارس دبلوماسية على "حبل رفيع"، ولا ينبغي أن تخل بالتوازن، وفي هذه الظروف المعقدة إذا تمكنت من إيجاد حل بالدبلوماسية فسيتحقق نجاح تاريخي لها.

 

الأكاديمي التركي كورشات زورلو في تقرير على صحيفة "خبر ترك"، قال إنه يجب على تركيا صياغة خطة عملها وخطابها بشأن الوساطة على نقطتين أساسيتين، الأولى أمن المنطقة لا سيما حزام البحر الأسود، والثانية مخاوفها الأمنية.

 

وأوضح أن تلك النقطتين ترتبطان ببعضهما البعض، لأن استقرار وأمن البحر الأسود يرتبط ارتباطا وثيقا بتركيا، وفي هذه المرحلة يتضح مرة أخرى مدى أهمية اتفاق "مضيق مونترو" الذي يثار بين الحين والآخر.

 

وأضاف أن الولايات المتحدة و"الناتو" يريدان زيادة وجودهما العسكري في البحر الأسود في استراتيجيتهما لتطويق روسيا، وبالتالي التحكم في الطريق إلى قلب روسيا، وعلى الرغم من أنها عضو في حلف شمال الأطلسي يجب على تركيا ألا تترك الباب مفتوحا وألا تكون مرنة أمام هذا التوجه.

 

ونوه إلى أنه لا يبدو أن الوساطة المباشرة من تركيا مقبولة من روسيا كثيرا، وستكون نظرتها للعلاقات التركية الأوكرانية من جهة، ولسعي موسكو لمواصلة مباحثاتها المباشرة مع واشنطن في ظل الصراع على القوة السائد تأثير على ذلك.

 

اقرأ أيضا: كيف يؤثر تصاعد التوتر بين روسيا وأوكرانيا على تركيا؟
 

وأضاف أنه بالإمكان استدعاء منظمة أخرى لم يجر الحديث عنها سابقا إلى اللقاءات وهي "منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود"، ورغم أنها منظمة اقتصادية لكن هدفها الأساسي هو ضمان سلامة واستقرار منطقة حوض البحر الأسود.

 

رئيس مركز سيتا للدراسات، برهان الدين دوران، في تقرير على صحيفة "صباح"، أشار إلى أن تركيا لا ترى بأن تعميق التعاون مع أوكرانيا في العديد من المجالات سواء التجارية أو صناعات الدفاع، يؤثر سلبا على علاقاتها مع روسيا.

 

وأوضح الكاتب التركي دوران، أن تركيا تؤكد على الدبلوماسية من أجل منع حرب محتملة في الوقت الذي يجري فيه الحديث عن خطر تحول الأزمة الأوكرانية إلى حرب على صعيد أوروبا، وتبذل جهدا من أجل تسخير علاقتها الوثيقة مع كل من روسيا أوكرانيا من أجل الحل.

 

ولفتت أنقرة في الآونة الأخيرة إلى حالة عدم الاستقرار التي يمكن أن تجلبها الأزمة إلى البحر الأسود، كما يقول الكاتب التركي الذي أشار إلى أن أردوغان قام بمهمة مختلفة في زيارة لأوكرانيا بخلاف الشخصيات الغربية حيث تسعى تركيا جاهدة لضمان ألا تصبح أوكرانيا الشريك الاستراتيجي ضحية صراع بين الغرب وروسيا، ولذلك لا تخفي رغبتها للقيام بمهمة الوساطة.

 

وأشار الكاتب إلى أن بوتين سيجري زيارة قريبا إلى تركيا، ورأى أن هذه الحركة الدبلوماسية لأردوغان يمكن أن تسهم إسهاما جديا في منع الأزمة الأوكرانية للتحول إلى حرب.

 

التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم