هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يغلب على الدراسات والبحوث الأكاديمية المخصصة لنيل الشهادات العليا، في حقول العلوم الشرعية المختلفة، كثرة الاقتباسات والنقول عن المراجع الدينية السابقة، حتى لكأن غالب مادتها تتمحور حول إعادة قول ما قيل من قبل، وفي أحسن الأحوال إعادة إنتاجه بلغة سهلة ميسرة، وترتيب جديد، مع غياب النزعة النقدية، التي تحفز الباحث على مراجعة الأقوال ونقدها، وإخضاعها للدراسة والبحث والنظر، وتحقيق القول فيها على ضوء المعايير العلمية الحاكمة لسائر اجتهادات العلماء المتقدمين منهم والمتأخرين.
وفي حقل الدراسات القرآنية، بمناحيه المتعددة كعلوم القرآن والقراءات والتفسير، ثمة موضوعات كثيرة تتطلب بحوثا جادة وعميقة، تنحو ذلك المنحى، وتغذّي في سيرها لإنجاز ذلك المطلب، كمباحث الأحرف السبعة وما الذي تبقى منها بعد جمع أمير المؤمنين عثمان للقرآن، وآلية جمع القرآن، وما يدور حولها من شبهات وإشكاليات، وشيوع الروايات الإسرائيلية في كتب التفسير المختلفة، وتأثر غالب المفسرين القدامى بها، وأهمية التفسير الموضوعي في إبراز المعاني والقيم القرآنية، وتحقيق القول في المفردات القرآنية بالاستناد إلى استعمالاتها المتعددة بحسب سياقاتها القرآنية، وليس بفرض مدلولات من خارج القرآن عليها...
وفي هذا الإطار تأتي دراسة الباحث المغربي المتخصص في الدراسات القرآنية، والفكر الإسلامي، الدكتور صابر مولاي أحمد (وهي في أصلها رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في الدراسات القرآنية) الموسومة بـ"منهج التصديق والهيمنة في القرآن الكريم.. سورة البقرة أنموذجا" لترتاد ميدانا تندر البحوث والدراسات المنجزة في حقله، بنفس تجديدي، ومنهجية نقدية، تخضع الأقوال والرؤى التفسيرية لمعايير القرآن ذاته، فتخلص الآيات القرآنية مما علق بها من آثار الإسرائيليات وفق منهج القرآن في التصديق والهيمنة على ما سبقه من الكتب.
موضوع الدراسة على ضوء البنائية القرآنية
تتمركز هذه الدراسة حول إبراز معالم المنهج الذي خص الله به كتابه القرآن دون غيره من كتبه الأخرى، وهو المذكور في قوله تعالى {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة: 48]، ووفقا للمؤلف فإن "أهم ما نفهمه من هذه الآية كون القرآن الكريم ينصّب نفسه خطابا معياريا لعملية المراجعة النقدية لما قبله من الكتب، وهذا يعني أن تلك الكتب قد لحقها التحريف والتبديل، وجاء القرآن، ليصدق ويكشف، بفعل الهيمنة، عن الهدى والنور، الذي قالت به تلك الكتب، وتم تحريفه وتبديله" متسائلا "وإلا فما الفائدة من إعادة القرآن الكريم لتلك الموضوعات، التي سبقه إليها الكتاب المقدس (العهد القديم والعهد الجديد)؟".
أما موضوع هذا البحث فيتحدد "تبعا لهذا السباق، الذي يمكن اختزال إشكاليته في إطار استفهامي يأتي كالآتي: ماذا يعني منهج التصديق والهيمنة في القرآن الكريم؟ وما مقومات هذا المنهج؟ وما الغاية والمقصد الكامن وراء الأخذ بهذا المنهج في فهم وتحليل ما جاء به القرآن الكريم في علاقته بما سبقه من الكتب؟".. مشيرا إلى أن "هذا الموضوع ينتمي إلى حقل علم مقارنة الأديان، وهو علم أصبح من العلوم المعترف بها في الغرب، له خصائصه وميزاته، وتداخلاته مع علم الأساطير (الميثولوجيا، وعلم الإنسان (الأنثربولوجيا)، وعلم الاجتماع، وغيرها من العلوم".
وتكمن أهمية البحث في هذا الموضوع (منهج التصديق والهيمنة في القرآن الكريم) في العمل على استخراج الآليات والمنهج، الذي يستنبطه القرآن الكريم في تصحيحه لكل ما حُرِّف من الكتب السماوية، مع العلم بأنه الكتاب المحفوظ بالعناية الربانبة، فلا أحد له القدرة على أن ينسيه، أو يخفي بعضه، ويظهر بعضا آخر، وهو، كذلك، الكتاب الخاتم، الذي جاء به النبي الخاتم... كما أن الهدف من هذا الموضوع يكمن في العمل على تحرير ما عَلِق في الأذهان في تعاملها ونظرتها إلى القرآن، وما توارثه الناس عبر الأزمان، ولم يدل عليه القرآن، وللأخذ بأروع ما استنبطه ذوو الألباب والأفهام من مكنون القرآن في كل زمن".
ومما يسجل للمؤلف في كتابه هذا أنه "في جزء كبير منه، ينطلق من القرآن الكريم، ويعود إليه؛ إذ تقتضي الضرورة المنهجية أن نقف الخصوصيات المنهجية والمعرفية التي اتصف بها كتاب القرآن الكريم دون غيره، وذلك بوصفه خطابا يتصف بالكونية، والعالمية، والعلمية، ما يجعله يرقى ويتجاوز السقف المعرفي الذي يظلّلنا اليوم، باعتباره خطابا مفتوحا على الكون والإنسان".
وهذا ما دفع المؤلف إلى "الاشتغال على الخطاب القرآني بالعمل على استجلاء مفرداته من داخل سياق الآيات والسور القرآنية" موضحا أنه لم يهمل استحضار ما ورد في المعاجم حول الاصطلاحات محل البحث، مع التأكيد على أنه جعل ما خلص إليه من تحديد المفردات والمصطلحات من داخل السياق القرآن غير مرتهن لما هو وارد في معاجم اللغة العربية، حتى لا تلقي تحديدات تلك المعاجم للمصطلحات، بظلالها على ما جاء في القرآن، وما دعا إليه في الموضوع.
ينطلق من القرآن الكريم، ويعود إليه؛ إذ تقتضي الضرورة المنهجية أن نقف الخصوصيات المنهجية والمعرفية التي اتصف بها كتاب القرآن الكريم دون غيره، وذلك بوصفه خطابا يتصف بالكونية، والعالمية، والعلمية، ما يجعله يرقى ويتجاوز السقف المعرفي الذي يظلّلنا اليوم، باعتباره خطابا مفتوحا على الكون والإنسان
يظهر واضحا لمن يطالع هذه الدراسة، مدى قدرة الباحث على تتبع ورصد معاني ومدلولات المفردات القرآنية من داخل القرآن ذاته، وهو ما دفعه لتخصيص الفصل الأول من كتابه لـلبناء المفاهيمي، وتحديد معاني تلك المفاهيم على ضوء البنائية القرآنية، حيث تتبع الكلمات والمفردات التي لها علاقة بموضوع الدراسة، كمفردة الكتاب، الذكر، الفرقان، القرآن، الحق، الباطل، التصديق، والهيمنة، فضبط هذه المفردات أولا وفق ما هو وارد في معاجم اللغة، ووفق ما هو متداول من حيث استعمالاتها الاصطلاحية، ثم أتبع ذلك ببحث رام من خلاله "استجلاء تلك المفردات والمصطلحات وفقا للسياق القرآني الواردة فيه من داخل القرآن الكريم".
وقدم تعريفا للمصطلح القرآني بأنه هو "ما كان لفظه منتميا إلى نص القرآن الكريم المحدد بالفاتحة ابتداء، وسورة الناس انتهاء، وما كان مفهومه مستمدا من التصور القرآني، واشتراط هذه الشرطين يخرج من دائرة المصطلح القرآني ما كان اللفظ فيه غير موجود في القرآن الكريم، وإن حمل دلالة قرآنية".
ولعل من معالم تطبيق منهجية البحث لتحديد مدلول المفردات القرآنية من داخل القرآن ذاته، ما أبرزه المؤلف في بحثه لمفردة التأويل، التي تحدد معناها وفق سياقاتها القرآنية المختلفة بما سيؤول إليه الأمر، كما وردت في مواضع مختلفة في سورة يوسف: {وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ..}، {..نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ}، {أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ}، وفي سورة الكهف في قصة موسى عليه الصلاة والسلام مع الرجل الصالح، { قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا}، {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا}، وفي مواضع أخرى من القرآن الكريم.
منهج التصديق والهيمنة في القرآن الكريم
لتحديد مفهوم "التصديق" الذي جاء به القرآن الكريم للكتب السابقة، تتبع المؤلف هذا المفهوم في سياق وروده في القرآن الكريم، الذي ذكر ثلاث عشرة مرة، والذي يتضح منه أن "عملية التصديق في القرآن تفيد كون القرآن يعترف ويصدق ما نزل قبله من الكتاب (التوراة والإنجيل)؛ فهو لا ينفي الكتب السابقة، بل يقر ويعترف بأنها نزلت قبل نزوله" مجيبا عن السؤال الذي يعترض الباحث هنا: أيصدّق القرآن تلك الكتب كما هي، زمن نزوله في القرن السابع للميلاد، أم كما هي الآن؟ بقوله "أن القرآن يصدق تلك الكتب كما نزلت زمن نزولها".
ويستشهد على ذلك بقوله تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ}، وبقوله تعالى {وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ}، ومن المعلوم أنها حُرِّفت وبُدلت بعد زمن نزولها، وأُخفي الحق الذي جاءت به، وهذا إعراض عن الهدى والنور الذي جاءت به، فعملية تصديق القرآن لما قبله من الكتاب تقتضي إظهار الحق والهدى والنور، الذي أخفاه أهل الكتاب، ونفي الباطل الذي ادعوه إثما وزورا، وبهذا فإن "فعل وعملية التصديق يمتدان إلى فعل الهيمنة".
ولتجلية مفهوم "الهيمنة" الذي خص الله به كتابه القرآن الكريم، تتبع المؤلف مفهوم "مهيمن" في القرآن الكريم، والذي ورد مرتين، الأولى جاء فيها اسما لله عز وجل، قال تعالى {الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ..} أي الكمال لله في القدرة، والفعل، والتصرف، وهو المؤتمن على كل شيء.. فهو القائم على خلقه.. وفي المرة الثانية جاء وصفا للقرآن الكريم، قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ}.. "فالله سبحانه احتفظ لنفسه بفعل الهيمنة، فلا مهيمن قبله، ولا بعده، لكن خص القرآن، فحسب، بهذا الوصف، فالقرآن يتضمن القدرة الكاملة على هذا الفعل (الهيمنة) في صلته بالكتب التي سبقته..".
وتحدث المؤلف عن طبيعة العلاقة بين القرآن الكريم والكتب التي سبقته، مؤكدا أن "النبي الخاتم جاء بالكتاب الخاتم، رحمة للعالمين، والعلاقة التي أسسها القرآن الكريم بما سبقه من الكتب، فيها اعتراف صريح وتصديق لتلك الكتب، وفيها في الوقت ذاته، هيمنة على ما تتضمنته تلك الكتب بفعل نسخ أحكامها وشرائعها، وتبيين ما تم إخفاؤه، أو تبديله منها، باطلا وزورا، والكشف عما تتضمه من الحق".
وأفرد المؤلف صفحات طويلة لتتبع ورصد ما ورد في كتب التفاسير فيما يتعلق بطبيعة العلاقة بين القرآن والكتب السابقة، موضحا أن "جلّ مفسري القرآن أكدوا أن القرآن شاهد على ما قبله من الكتب السماوية، ومؤتمن عليها، لكن على الرغم من وعيهم بهذا المعطى المنهجي الخاص بالقرآن دون غيره، لم يكرسوا جهدهم في العمل على إظهار القضايا والموضوعات التي عمل القرآن من خلال سوره وآياته على تصديقها، والهيمنة عليها، أي استرجاعها بمدخل نقدي ينفي عنها ما لحقها من التبديل والتحريف، كما أنهم عند حديثهم عن موضوع التصديق والهيمنة لم يشغلوا أنفسهم بالحديث عن الآليات، التي وظفها أهل الكتاب في تحريفهم وتبديلهم ما جاءهم من الكتاب والتي جاء القرآن على ذكرها".
نموذج تطبيقي على سورة البقرة
أفرد المؤلف فصلا خاصا تحدث فيه عن "القرآن والاسترجاع النقدي لما قبله"، ركز فيه على "بيان أهمية الوعي المنهجي بموضوع التصديق والهيمنة في القرآن الكريم، وبيان الخصوصيات المنهجية التي اتصف بها الخطاب القرآني على غيره من الكتاب من بينها أنه خطاب عالمي يشمل كل الناس، كما أنه خطاب مفتوح على الكون والإنسان، فجل آيات القرآن الكريم تتحدث عن الكون (عالم الطبيعة) وحديثه هنا يلتحم بما توصل إليه العلم في كثير من حقول العلم والمعرفة، ومن خصوصياته كذلك، أنه كتاب يتصف بالخاتمية، فالرسول الخاتم جاء بالكتاب الخاتم، فلا رسول، ولا كتاب بعد بعثته عليه الصلاة والسلام".
ولإبراز منهج التصديق والهيمنة في القرآن الكريم، عمد المؤلف إلى تطبيقه على سورة البقرة، من خلال قراءة موضوعات السورة على ضوء البنائية القرآنية، تضمنت جملة الموضوعات التي أتت السورة على ذكرها وبيانها، كقصة الخلق وقضية الاستخلاف، وما عهد الله به لإبراهيم وذريته من بعده، وما تحدث به القرآن عن طباع بني إسرائيل، وما ورد في السورة من مشتركات إنسانية.. وتناول المؤلف تلك الموضوعات بذكر ما ورد بشأنها في الكتاب المقدس، ثم أتبع ذلك بما ذكره المفسرون، ليصل إلى إبراز معالم الخطاب القرآني والاسترجاع النقدي لتلك الموضوعات.
لإبراز منهج التصديق والهيمنة في القرآن الكريم، عمد المؤلف إلى تطبيقه على سورة البقرة، من خلال قراءة موضوعات السورة على ضوء البنائية القرآنية، تضمنت جملة الموضوعات التي أتت السورة على ذكرها وبيانها، كقصة الخلق وقضية الاستخلاف، وما عهد الله به لإبراهيم وذريته من بعده،
وكمثال توضيحي تطبيقي، يمكن الحديث عن بعض ما استخلصه المؤلف عن قصة الخلق والاستخلاف، فبعض إيراده للنصوص التي تحدثت عنها في العهد القديم، ولأقوال المفسرين حولها، خلص المؤلف إلى الاستناج التالي "نستنتج، وفقا للمقارنة بين النصوص والأقوال، تأثر الطبري بخلفيات نصوص العهد القديم في فهمه وتفسيره لهذا الموضوع الذي نحن بصدده، أي قصة استخلاف آدم، وهو موضوع في غاية الأهمية، إذ يتعلق بحقيقة موضوع استخلاف بني آدم في الأرض، وهو في غاية الأهمية، لكونه يهم الناس جميعا، إذ إن كل تزييف أو تحريف لهذا الموضوع سيكون له أثر في تصورات الناس عن علاقتهم بالخالق، وفي العلاقة فيما بينهم، وفي علاقتهم بالأرض المستخلفين فيها، ولهذا جاء القرآن ليجبر الضرر الذي لحق بالموضوع، من خلال نصوص العهد القديم، وإلا فما الفائدة من وروده بشكل أساسي من خلال آيات وسور القرآن؟".
ووفقا للكتاب فإن "الزمخشري وابن كثير والطاهر بن عاشور، بقدر معين، لم يخرجوا عن الإطار الذي رسمه الطبري للموضوع، متأثرا بما جاء في العهد القديم، وكما أشرنا يطرح هذا الأمر أمامنا مشكلة منهجية خطيرة تتعلق بفهم القرآن، إذ من المفترض فهم القرآن من خلال نظمه وسوره وآياته، بدل الاستعانة بما تم تحريفه وتبديله من نصوص العهد القديم (التوراة)، التي جاءت نصوص القرآن لترفع الضرر عما تم تبديله وإخفاؤه في تلك النصوص".
ويشير المؤلف إلى أن بسطه للقول حول سورة البقرة، كمثال تطبيقي، "يظهر من خلاله بشكل جلي، الاسترجاع النقدي، الذي قام به القرآن من خلال سورة البقرة، لما هو وارد في الكتاب المقدس حول قصة الخلق، واستخلاف آدم، وغير ذلك" مبينا "وفق منهج المقارنة ما أخفته وبدلته نصوص الكتاب المقدس، وتم بيانه وإظهاره من لدن الآيات القرآنية من الحق، الذي يعني الناس جميعا، في موضوع يعنيهم جميعا، وهو قصة أبيهم آدم".
ودعا المؤلف في خاتمة بحثه، المتخصصين في الدراسات القرآنية وغيرهم في مختلف التخصصات العلمية "العمل على تقوية وتقويم أركان هذا المنهج، وتفعيل مداخله المعرفية، فهو المنهج المعول عليه في التأسيس للتعاطي العلمي مع النصوص المؤسسة للديانات السماوية بالوقوف عند نقاط التلاقي والاختلاف فيما بينها بشكل عام، وبشكل خاص، الوقوف عند المراجعات النقدية، التي يتضمنها القرآن الكريم في علاقته بما سبقه من الكتب، كما أن هذا المنهج معول عليه ليخرج التعاطي والتعامل مع القرآن الكريم من الفهم الضيق إلى الفهم الموسع، ومن الفهم المحلي إلى الفهم الكوني والعالمي".