هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تستعد 5 آلاف شركة أمريكية للانسحاب من روسيا بعد فرض العقوبات غير المسبوقة عليها بسبب الحرب الأوكرانية.
وذكرت وسائل إعلام تركية أنه بعد العقوبات المتتالية على روسيا، فقد وجهت الولايات المتحدة الشركات العملاقة التي تبحث عن عنوان جديد لاستثماراتها، بالذهاب إلى تركيا.
وأكد خبراء اقتصاد أتراك أن الشركات ذات العلامات التجارية المشهورة عالميا إذا أتت إلى تركيا، فمن المتوقع أن تقدم مساهمة جادة للغاية للاقتصاد التركي.
صحيفة جمهورييت، في حديث مع محمد علي يلجينداغ رئيس مجلس الأعمال التركي الأمريكي التابع لمجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية (DEİK)، أشار إلى أن الأهمية الجيوسياسية لتركيا تبرز مرة أخرى، لافتا إلى أن الموقف التركي تجاه الأزمة مطمئن.
ولفت الاقتصادي التركي إلى أن حوالي 10 أعضاء من الكونغرس الأمريكي سيزورون تركيا في نيسان/ أبريل المقبل.
ولفت إلى أن أعضاء المجلس (الأعمال التركي الأمريكي) التقى السفير الأمريكي الجديد جيف فليك الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أنه في 18 آذار/ مارس سوف يزور تركيا نائب رئيس غرفة التجارة الأمريكية مايرون بريليانت.
اقرأ أيضا: محللون: تركيا أمام فرص وتهديدات بسبب الحرب بأوكرانيا
وكشف يلجينداغ، أن خمسة آلاف شركة أمريكية في روسيا، تبحث عن مكان جديد لها، موضحا أن ممثلي الشركات تمت دعوتهم من السفارة الأمريكية لزيارة تركيا التي ستكون ملاذا آمنا بالنسبة لهم.
وأضاف أن الولايات المتحدة التي دخلت في معركة مع روسيا بشأن أوكرانيا، تحاول محاصرة الصين بعقوبات اقتصادية منذ فترة، وبعد أن خفضت إمداداتها من الصين، خفضت أمريكا وارداتها بمقدار 90 مليار دولار في السنة، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 200 مليار دولار في عام 2023.
ولفت إلى أنه رغم البرودة السياسية بين أنقرة وواشنطن، فإن هناك حركة نشطة على الصعيد التجاري، وأصبحت الولايات المتحدة ثاني أكبر دولة مصدرة بعد ألمانيا، وتجاوز حجم التجارة الـ28 مليار دولار، وبلغت الزيادة في صادرات تركيا إلى أمريكا نحو 30 بالمئة.
مصطفى تونجر عضو مجلس إدارة "موسياد" في الولايات المتحدة، قال إن "الاستثمارات الأمريكية في روسيا وحدها تجاوزت الـ100 مليار دولار، وتحتل روسيا المرتبة الـ23 كشريك تجاري للولايات المتحدة"، بحسب صحيفة ملييت.
وأضاف أنه على الرغم من كونها شريكا تجاريا رائدا، فإن الدول الغربية وخاصة الاتحاد الأوروبي هي الشريك التجاري الأكثر أهمية بالنسبة لروسيا من الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن هناك تدفقا من الجمهوريات السوفييتية سابقا إلى تركيا لشراء العديد من المنتجات من هناك بدلا من روسيا بسبب عدم توفرها هناك.
وقال تونجر، إن حديث السفير الأمريكي يشير إلى أن تركيا إحدى الدول التي يتم تقييمها من أجل الشركات الأمريكية إذا حدثت مقاطعة محتملة مع روسيا.
وفي إشارته إلى أن تركيا قد تستفيد مما يجري تجاريا، فقد أوضح تونجر، أنه خلال عملية الوباء رأينا صعوبات لوجستية بالنسبة للصين التي تعد مركزا تجاريا عالميا، ومع الغزو الروسي لأوكرانيا أصبحت الدول الغربية ترى أنه يجب البحث عن أماكن أكثر أمانا كشركاء تجاريين.
ونوه إلى أن حجم التجارة بين تركيا والولايات المتحدة زادت من 20 مليار دولار إلى 28 مليار دولار، معتقدا أن الوصول إلى الـ100 مليار دولار أصبح هدفا واقعيا في غضون عامين أو ثلاثة أعوام.
الخبير الاقتصادي سعدي أوزدمير، ذكر أن المدن الثلاثة إسطنبول وموسكو ودبي، تتنافس فيما بينها لتصبح مركزا إقليميا للشركات الأمريكية والشركات العملاقة العالمية.
وأضاف أن موسكو كانت بحاجة إلى تلك الاستثمارات، ولذلك كانت بالمقدمة، والوضع الحالي قد يتحول لصالح تركيا.
وأوضح أن منع الاستثمارات المباشرة في روسيا يعد فرصة لتركيا، لافتا إلى أنه عندما دخل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في معركة مع الصين، فقد بذلت جهود لجلب الشركات الأمريكية إلى تركيا.
ورأى أنه مع الحرب الروسية على أوكرانيا، فستأتي الشركات الأمريكية إلى تركيا التي قد تصبح مركزا إقليميا، ما يزيد في التوظيف.
ولفت إلى أن هناك حوالي 70 ألف موظف يعملون في ما يقارب الألفي شركة أمريكية موجودة في تركيا.