هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ناشدت منظمة حقوقية دولية وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي يستعد لزيارة الجزائر الأسبوع المقبل، أن يضغط على السلطات الجزائرية من أجل وقف انتهاكها لحقوق الإنسان والإفراج عن مئات من معتقلي الرأي لديها.
ودعت منظمة "شعاع" لحقوق الإنسان التي تتخذ من العاصمة البريطانية مقرا لها في رسالة بعثت بها إلى وزارة الخارجية الأمريكية، وأرسلت نسخة منها لـ "عربي21"، وزير الخارجيّة الأمريكيّ أنتوني بليكن، لتذكير السلطات الجزائرية بالتزامها واحترامها لاتفاقيات الشراكة بين الولايات المتحدة الأمريكية والجزائر المبنية على تعزيز حقوق الإنسان، والضغط عليها من أجل الإفراج عن المدافعين عن حقوق الإنسان ومعتقلي الرأي وناشطي الحراك القابعين وراء السجون.
كما طالبت المنظمة في الرسالة التي وقعها مديرها رشيد عوين، الخارجية الأمريكية بالتدخّل من أجل حماية وتعزيز حقوق الإنسان في الجزائر، مؤكدة أنه "لا استقرار للجزائر دون تطبيق شامل لحقوق الإنسان فيها، ولا سبيل إلى إستقرار في المنطقة من دون استقرار داخلي في الجزائر، وهذا لن يكون إلا بحماية وتعزيز حقوق الإنسان، وهذا من أجل تعزيز وجود عالم يتمتع بقدر أكبر من السلام والعدالة".
ووفق رسالة "شعاع"، فقد "شهدت الجزائر انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان على يد السلطات الجزائرية على مدار العامين الأخيرين وخاصة سنة 2021، بالرغم من التوصيات المرفوعة في تقرير الخارجية الأمريكية لحقوق الإنسان في الجزائر لعام 2020".
وذكر البيان أن "انتهاكات حقوق الإنسان في الجزائر تزايدت من احتجاز تعسفي ومعتقلي رأي يفوق عددهم الـ300 معتقل، وقيود خطيرة على حرية التعبير والصحافة واعتقال الصحفيين، والتضييق على حرية التجمع السلمي، وتكوين الجمعيات وفرض قيود كبيرة على حرية التنظم في المجتمع المدني، كما تلجأ السلطات الجزائرية لتهم فضفاضة تتعلق بالإرهاب، لمقاضاة صحفيين ومدافعين عن حقوق الإنسان"، وفق الرسالة.
وكانت منظمة العفو الدولية، قد انتقدت محاكمة خمسة نشطاء جزائريين مطلع الأسبوع الجاري يحاكمون بتهم وصفتها بـ "الزائفة"، ودعت السلطات الجزائرية إلى إسقاط جميع التهم الموجهة إليهم، بعد أن كشفوا عن شهادات تعذيب، بما في ذلك محاولة اغتصاب طفل رهن الاحتجاز لدى الشرطة.
وذكرت المنظمة في بيان لها يوم الثلاثاء الماضي (22/3)، أن نشطاء حركة الحراك ـ محمد تاجديت، ومالك رياحي، ونور الدين خيمود، وصهيب دباغي، وأحمد طارق دباغي، الذين حبسوا حبسا احتياطيا منذ ما يقرب من عام ـ يواجهون المحاكمة بتهم من بينها نشر أخبار كاذبة وتقويض الحياة الخاصة لطفل من خلال نشر صورة قد تضرّ به، وتشويه سمعة المؤسسات العامة والقضاء.
وجاء اعتقالهم بعد أن نشر تاجديت ودباغي مقطع فيديو على فيسبوك في نيسان (أبريل) 2021، يظهر فيه صبي يبلغ من العمر 15 عاما ينتحب، ويقول إنه تعرض لاعتداء جنسي من قبل الشرطة.
وقالت آمنة القلالي، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: "على الرغم من أن هذا الفيديو انتشر بسرعة في الجزائر، ما أثار غضبا بشأن أنباء تعذيب الطفل، بما في ذلك محاولة اغتصابه، ردّت السلطات الجزائرية بإسكات المُبلغين بدلا من التحقيق في البلاغات".
وفي رسالة إلى الحكومة الجزائرية، أعرب العديد من المقررين الخاصين للأمم المتحدة عن "قلقهم بشأن ما ورد بشأن عنف الشرطة، بما في ذلك العنف الجنسي، ضد طفل" و"تصريحات وكيل الجمهورية بشأن التشكيك في هذه المزاعم، واتهام الطفل أخلاقيا، الأمر الذي من المرجح أن يثير التساؤل عن حياد التحقيق القضائي الجاري".
وفي 28 شباط (فبراير) 2022، بدأ النشطاء الخمسة إضرابا عن الطعام للمطالبة بالإفراج عنهم أو بدء محاكمتهم. وتعرض محمد تاجديت ومالك رياحي وصهيب دباغي بعد ذلك للركل والصفع والضرب في السجن لثنيهم عن مواصلة إضرابهم عن الطعام، وذلك وفقا لأحد محاميهم الذي طلب عدم ذكر اسمه. ثم نقلت إدارة السجن الرجال الخمسة من سجن الحراش إلى سجن البويرة الساعة 4 صباحا، دون أن يُبرز لهم أو لمحاميهم أمر نقل من النيابة العامة، ودون إخطار محاميهم أو عائلاتهم.
أوقف الخمسة إضرابهم عن الطعام في أوقات مختلفة خلال الأسبوع الثالث من الإضراب، حيث تمت تلبية مطلبهم ببدء المحاكمة أخيرا، وتم الإعلان عن موعد إجرائها.
يذكر أن الحراك هو حركة احتجاجية سلمية، بدأت في شباط (فبراير) 2019، للمطالبة بإحداث تغيير سياسي جذري في الجزائر.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الخميس، أن وزيرها أنتوني بلينكن يبدأ غدا السبت، جولة شرق أوسطية تشمل الأراضي الفلسطينية.
وقال متحدث الخارجية الأمريكية نيد برايس؛ إن الجولة "تستمر حتى الثلاثين من آذار (مارس) الجاري، وتشمل إسرائيل والضفة الغربية والمغرب والجزائر".
وأضاف في بيان، أن جولة بلينكن من شأنها "تعميق علاقات واشنطن مع تلك الدول وتعزيز الأمن الإقليمي، فضلا عن تعزيز ملف حقوق الإنسان".
وأشار إلى أن بلينكن سيناقش خلال جولته "الجهود الرامية إلى مواجهة غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتعمد وغير المبرر لأوكرانيا".