هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
زعم خبير إسرائيلي أن الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع تل أبيب، تتنافس على التقرب من الاحتلال.
آساف غيبور خبير الشؤون العربية في صحيفة مكور ريشون، ذكر في تقرير ترجمته "عربي21" أن "هذا التطبيع العربي الإسرائيلي ينطلق من فرضية خشية دول الخليج تحديدا على أمنها، وتراجع الالتزام الأمريكي بحماية المصالح الأمنية في المنطقة، خاصة أمام تهديدات الحوثيين في اليمن الذين يهددون الخليج والسعودية، وبالتالي فقد وجدت إسرائيل نفسها في وضع تراها الدول العربية وسيلة للاقتراب من الأمريكيين، أو التأثير عليهم".
وأضاف أن "مشاركة وزير الخارجية الأمريكي في قمة النقب أوضحت أن الجميع على نفس الموقف من التهديدات الأمنية، بجانب حاجتها لتعزيز مصلحة واشنطن في الحد من أزمة الطاقة التي اندلعت عقب حرب أوكرانيا، والحد من ارتفاع أسعار النفط، حيث طلبت الولايات المتحدة من السعودية زيادة إنتاجه، لكن المملكة أعلنت خفضه جزئيًا بسبب معاملة الأمريكيين للحوثيين الذين يهددون الرياض".
إيتان نائيه، السفير الإسرائيلي في البحرين، قال للصحيفة إن "المنامة تنظر لإسرائيل على أنها جزء من الحل لمواجهة مخاوفها الأمنية، وإن عقد الاجتماع في النقب بحضور أمريكي يشير إلى أهمية إسرائيل كمحور إقليمي مركزي، خاصة بعد تنامي النفوذ الإيراني، والخروج البطيء للولايات المتحدة من منطقة الشرق الأوسط، بزعم الانتباه للتهديد الصيني، والآن انضمت أيضًا قضية أوكرانيا وروسيا وحلف الناتو، بمعنى أنه من المريح للأمريكيين مغادرة الشرق الأوسط، مع تحميل إسرائيل المسؤولية عن أمنه".
اقرأ أيضا: انتقاد إسرائيلي لتبييض الأسد مقابل طرد إيران من سوريا ولبنان
في الوقت ذاته، تعتبر المحافل الإسرائيلية أن الدول العربية المطبعة معها باتت شريكة في الحفاظ على مصلحة الأمن القومي للمنطقة، حتى إنها أصبحت ترى نفسها شريكة موثوقة لإسرائيل، بزعم تعزيز الرخاء الإقليمي، تمهيدا لإقامة شبكة أمنية واسعة بين هذه الأطراف مجتمعة، حتى وصل الأمر بالإسرائيليين إلى الادعاء أن تنافسا نشأ بين الدول المطبعة ذاتها في التقرب من دولة الاحتلال، خاصة بين مصر ودول الخليج، التي باتت أكثر قربا من إسرائيل، وارتباطا بها.
وفي الوقت الذي تعتبر فيه المغرب نفسها بوابة المجتمع الدولي لأفريقيا، فإنها معنية بتوثيق علاقاتها الأمنية مع الاحتلال، بزعم مواجهة المخاوف القادمة من الدول المجاورة، أما الأردن فقد شهد في الآونة الأخيرة جملة زيارات إسرائيلية مكثفة للحيلولة دون انفجار الأوضاع الأمنية في القدس المحتلة في شهر رمضان، لكن كل هذا التطبيع كفيل بأن يتبدد فور أي مواجهة فلسطينية إسرائيلية قد تنشأ في الأراضي المحتلة.